بعد سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على معبر رفح.. ما مصير المساعدات الإنسانية؟
يقول مدير الإعلام في معبر رفح وائل أبو عمر إن المساعدات الإنسانية متوقفة منذ يومين ولم تدخل أي شاحنات إلى قطاع غزة منذ إغلاق معبر كرم أبو سالم، المعبر التجاري الوحيد مع القطاع من سلطة الاحتلال، كما توقفت حركة الشاحنات والمسافرين إلى القطاع بشكل كامل.
Israeli military operate in the Gazan side of the Rafah Crossing / صورة: Reuters (Reuters)

توالت تحذيرات المنظمات الإنسانية والإغاثية بعد سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، يوم الثلاثاء 7 مايو/أيار، الذي يعد "شريان الحياة" الأساسي لأهالي المنطقة والنازحين، كما تجاهلت إسرائيل الرفض الدولي للعملية العسكرية في رفح.

وأعلن جيش الاحتلال "السيطرة العملياتية" على الجانب الفلسطيني من المعبر، وأن "قوات اللواء 401 حققت السيطرة على معبر رفح من جهة قطاع غزة".

ويعيش ما يقارب 1.5 مليون فلسطيني في مدينة رفح، جُلُّهم من النازحين بعدما فروا من منازلهم هرباً من الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ سبعة أشهر، حيث يعيشون ظروفاً صعبة ويفتقرون إلى المأوى والغذاء والماء النظيف والرعاية الطبية.

توقف دخول المساعدات

وحول مصير المساعدات الإنسانية بعد سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على معبر رفح، يقول مدير الإعلام في المعبر وائل أبو عمر، إن المساعدات الإنسانية متوقفة منذ يومين ولم تدخل أي شاحنات إلى قطاع غزة منذ إغلاق معبر كرم أبو سالم، المعبر التجاري الوحيد مع القطاع من سلطة الاحتلال، كما توقفت حركة الشاحنات والمسافرين إلى القطاع بشكل كامل.

ويضيف أبو عمر لـTRT عربي أنه كان يدخل في اليوم الواحد نحو 200 إلى 250 شاحنة تحمل المساعدات الغذائية والمياه والأدوية إلى قطاع غزة، و"هي بطبيعة الحال لا تكفي لاحتياج المواطنين لكن كانت تدخل بشكل يومي، أما اليوم فمغلق تماماً ولا توجد أي مساعدات". ويوضح مدير الإعلام في معبر رفح أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمر بإخلاء منطقة المعبر وسيطر عليه بشكل كامل، كما أن المناطق الشرقية في مدينة رفح تُستهدف بشكل كبير بقذائف من المدفعية والطيران الحربي.

ويؤكد أبو عمر أن هذا الأمر ينذر بكارثة إنسانية كبيرة نتيجة إغلاق المعابر وعدم إدخال الشاحنات وعدم سفر الجرحى والمرضى نظراً لتعطل المنظومة الصحية في قطاع غزة.

ومنذ ثلاثة أيام تدور الاشتباكات غداة اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي المعبر، ضمن ما زعم أنها عملية "محدودة النطاق" متواصلة في رفح.

ويخضع قطاع غزة لحصار خانق تفرضه إسرائيل، حيث تتحكم في جميع المنافذ البحرية والجوية والبرية، وازدادت شدة الحصار المفروض على غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومع إغلاق المعابر الحدودية الإسرائيلية بات معبر رفح المنفذ الوحيد لسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، كما أصبح المعبر نقطة محورية لجهود الإغاثة الإنسانية، وللسماح بخروج المصابين وحاملي جوازات السفر الأجنبية.

وأعلنت الفصائل الفلسطينية اليوم (الأربعاء) 8 مايو/أيار، رفضها سيطرة أي جهة خارجية على المعبر، بعد تردد أنباء عن مخطط تولي شركة أمنية أمريكية إدارة ومراقبة المعبر.

وقالت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية الممثلة للفصائل في بيان، إنها "تابعت ما تناقلته وسائل الإعلام حول مخطط تولي شركة أمنية أمريكية إدارة ومراقبة معبر رفح البري"، مؤكدةً رفضها فرض الوصاية على المعبر من أي جهة كانت، بصرف النظر عن مدى صحة هذه التقارير.

انتقادات دولية

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن إسرائيل منعت وصول الأمم المتحدة إلى معبر رفح في قطاع غزة.

وأكد المتحدث باسم المكتب ينس لايركه، خلال مؤتمر صحفي دوريّ في جنيف، أن مخزون الأمم المتحدة من الوقود المخصص للعمليات الإنسانية في غزة المحاصَرة لا يكفي إلا ليوم واحد.

وأضاف لايركه: "حالياً ليس لدينا وجود عند معبر رفح لننفّذ أعمال التنسيق، إذ رفضت ذلك الهيئة الإسرائيلية الحكومية المعنية بالتنسيق. يعني ذلك أن المعبرين الرئيسيين لإدخال الإغاثة إلى غزة مغلقان".

من جهتها حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من أن العملية العسكرية واسعة النطاق في رفح ستُعقِّد بشكل كبير توصيل المساعدات الإنسانية.

وقال جيمس ألدر، المتحدث باسم "يونيسف": "إذا أُغلق معبر رفح لفترة مطولة، من الصعب استيعاب كيف ستتمكن وكالات الإغاثة من تجنب حدوث المجاعة في أنحاء غزة".

بدوره وجَّه فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اتهاماً إلى إسرائيل بعرقلة وصول مساعدات الأمم المتحدة إلى غزة بشكل مستمر.

وأشار لازاريني في تصريح يوم 5 مايو/أيار الجاري إلى أن "أونروا" سجلت خلال الأسبوعين الماضيين فقط 10 حوادث شملت إطلاق النار على قوافل الإغاثة، واعتقال موظفي الأمم المتحدة، والتأخير المطول عند نقاط التفتيش.

ووردت أخبار اليوم (الأربعاء) 8 مايو/أيار، أن السلطات الإسرائيلية أعادت فتح معبر كرم أبو سالم الواقع بين إسرائيل وقطاع غزة بعد أن أغلقته في 5 من الشهر ذاته، وأن شاحنات مساعدات وُجهت من مصر إلى المعبر، إلّا أن هيئة المعابر في قطاع غزة نفت المزاعم الإسرائيلية بإعادة فتح معبر كرم أبو سالم.

وقال متحدث الهيئة هشام عدوان، لوكالة الأناضول إن "قوات الاحتلال تغلق معبر كرم أبو سالم التجاري، أمام حركة دخول المساعدات إلى قطاع غزة".

وأضاف عدوان أن القوات الإسرائيلية "لا تزال داخل معبر رفح البري وتسيطر عليه، مما أدى إلى توقف حركة السفر ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع".

TRT عربي