في ذكرى "استرجاع" هونغ كونغ.. ماذا يعني ذلك بالنسبة إلى تايوان؟
في ذكرى استعادة تايوان إلى السيادة الصينية، بعد أن كانت مستعمرة بريطانية، لقيت الصين انتقادات كثيرة تتهمها بتهديد الديموقراطية التي يتمتع بها الإقليم. فيما ترى تايوان في تجربة هونغ كونغ مصيراً مستقبلياً، إذا ما نجحت بكين في ضمها بالقوة إلى برها.
تحتفل الصين في الأول من يوليو/تموز بذكرى استرجاع هونغ كونغ. (AP)

تحتفل الصين في الأول من يوليو/تموز من كل سنة بذكرى استرجاعها إقليم هونغ كونغ، عام 1997، من يد العرش البريطاني الذي استعمر الإقليم لما قارب 158 سنة. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت هونغ كونغ مقاطعة صينية تتمتع بحكم ذاتي، ويحكمها دستور خاص يكفل الديموقراطية والتعددية الحزبية.

وما بين 2019 و2020، عرف إقليم هونغ كونغ مظاهرات حاشدة احتجاجاً على قانون تسليم المطلوبين إلى سلطات البر الصيني، والذي اعتبره رافضوه مساساً بسيادة الإقليم وتجريداً ناعماً من نظامه الديموقراطي وحكمه الذاتي.

هذا ويأتي احتفال هذه السنة في خضم توترات كبيرة بين بكين وتايوان، والتي تدعي الأولى سيادتها عليها، فيما تحذر الثانية من مساعي بكين لضمها بالقوة. وترى تايوان ما آلت إليه التجربة في هونغ كونغ مصيراً مستقبلياً لها، إذا ما نجحت بكين في مساعيها تلك.

احتفال وسط التوترات

وشارك الرئيس الصيني شي جين بينغ، يوم الجمعة، خلال احتفالات هونغ كونغ بذكرى مرور ربع قرن على استرجاعها. وأعلن أنّه "ما من داعٍ بتاتاً" لتغيير مبدأ "بلد واحد ونظامان" المطبّق في هونغ كونغ منذ ربع قرن والذي يمنح المستعمرة البريطانية السابقة درجة ما من الحكم الذاتي.

وأضاف شي بأنّ كلّ ما فعلته الصين منذ الأول من يوليو/تمّوز 1997 حين عادت المدينة إلى سيادتها كان "لما فيه خير هونغ يونغ". معتبراً أنّ "الديموقراطية الحقيقية" في هونغ كونغ بدأت بعد عودتها إلى حضن الصين، حيث "بعد إعادة توحيدها مع الوطن الأمّ، أصبح سكّان هونغ كونغ أسياد مدينتهم".

هذا وازدادت الانتقادات الموجهة إلى بكين بسعيها إلى "المساس بسيادة هونغ كونغ"، ذلك عقب الاحتجاجات الكبيرة التي شهدها الإقليم ما بين 2019 و2020، رفضاً لقانون تسليم المطلوبين لسلطات بر الصين. وفي هذا السياق، أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن أسفه "لتآكل الحكم الذاتي" في هونغ كونغ بعد 25 سنة من عودتها إلى السيادة الصينية.

وقال بلينكن في بيان إنه "من الواضح الآن أنّ السلطات في كلّ من هونغ كونغ وبكين لم تعد تعتبر المشاركة الديمقراطية والحرّيات الأساسية واستقلالية الإعلام" جزءاً من مبدأ "دولة واحدة ونظامان" الذي اتفقت عليه بريطانيا والصين في 1997.

وأضاف بأنّ قانون "الأمن القومي" الصارم الذي فرضته بكين على هونغ كونغ في 2019 أدّى إلى "تآكل الحكم الذاتي" الذي كانت المدينة تتمتّع به، كما ساهم بالحدّ من "حقوق سكان هونغ كونغ وحريّاتهم على مدى العامين الماضيين"، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة "متضامنة "مع سكّان هونغ كونغ وتؤيّد "مطالبتهم باستعادة حرياتهم الموعودة".

عين تايوان على هونغ كونغ

هذا وتأتي احتفالات هذه السنة وسط تصاعد التوتر بين تايبيه وبكين، حول ما تصفه الأولى بالمساعي الصينية لضمها بالقوة. كما تحذر واشنطن الصين من تماديها في تلك الخطوة، مؤكدة في أكثر من مرة على لسان الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن بلاده ستأخذ موقف الدفاع عن تايوان.

وفي تصريحات له للصحافة، عبَّر رئيس الوزراء التايواني سو تسينغ تشانغ عن مخاوفه لما وصفه "اختفاء للحرية" في هونغ كونغ. مشيراً إلى أن هذا حصل "ولم يمر سوى 25 عاماً فقط، فيما كان الوعد في الماضي 50 عاماً بدون تغيير".

وأردف سو قائلاً، بأن ما يحصل الآن في هونغ كونغ "ينبهنا إلى أننا نحن أيضاً يجب علينا التمسك بسيادة تايوان وحريتها وديمقراطيتها", موضحاً أن " ما تروج له الصين على أنه مبدأ "دولة واحدة ونظامان" طريق محتمل لاستيلائها على تايوان".

TRT عربي