أردوغان خلال عودته من واشنطن: روسيا جارة لنا مثل أوكرانيا وعلاقاتنا قوية
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الاعتراف بدولة فلسطين طريق للسلام الإقليمي والعالمي، داعياً جميع الدول إلى اتخاذ هذا القرار، فيما استبعد خطر نشوب حرب عالمية ثالثة.
الرئيس التركي في رحلة عودته من واشنطن عقب اختتام قمة الناتو / صورة: AA (AA)

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الرئيس التركي اليوم الجمعة، للصحفيين خلال رحلة عودته من العاصمة الأمريكية واشنطن، عقب اختتام قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وقال أردوغان: "على الذين يريدون الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ أن يعترفوا بفلسطين دولة"، وأردف: "سنكون سعداء إذا اتخذت فرنسا مثل هذا القرار".

وأكّد أن "قرار الاعتراف بفلسطين يسهم في تحقيق السلام والهدوء في العالم"، داعياً جميع الدول التي لا تعترف بفلسطين دولةً أن تتخذ هذا القرار الصحيح بلا تأخير، لأن "الطريق إلى السلام الإقليمي والعالمي يمر عبر حل الدولتين على حدود عام 1967".

"روسيا جارتنا"

وفي ما يتعلق بالحرب الأوكرانية-الروسية، قال الرئيس التركي إنه أكّد خلال قمة زعماء حلف الناتو "موقفنا المتوازن الذي حافظنا عليه منذ اليوم الأول للحرب، وهو موقف معروف بالفعل لجميع القادة"، موضحاً أن روسيا "دولة جارة لنا مثل أوكرانيا، وتربطنا بها علاقات قوية، ولدينا علاقات متعددة الأبعاد مع كلا البلدين".

ودعا البلدين إلى العودة إلى الدبلوماسية وتمهيد الطريق للمفاوضات بلا مزيد من إراقة الدماء، معرباً عن استعداد بلاده للعودة إلى "عملية إسطنبول" (بشأن الحرب في أوكرانيا).

وأشار إلى أن تركيا طالبت بإعادة فتح ممر الحبوب، وتواصل التفاوض الآن بهذا الشأن مع كل من روسيا وأوكرانيا.

تركيا تطالب بمنصب نائب الأمين العام للناتو

على صعيد آخر قال أردوغان إنه أوضح لقادة الناتو أن بلاده كثيراً ما تُركت وحدها في حماية حدودها في الحرب ضد الإرهاب، حتى إنه في بعض الحالات قُدّمَت المساعدات والدعم للإرهابيين الذين هددوا حدود الناتو.

وتابع: "طالبنا بمنح بلادنا منصب نائب الأمين العام لحلف الناتو، ليس فقط لتمثيلنا في هذا المنصب، ولكن أيضاً لأننا نعتقد أن تركيا ستقدم مساهمة كبيرة للحلف في هذه الأوقات الصعبة".

وكشف، في سياق آخر، أن نظيره الأمريكي جو بايدن قال له خلال آخر لقاء بينهما إنه سيحل مشكلة طائرات F-16 خلال 3-4 أسابيع.

وأضاف: "في حال وصلت إلينا هذه الطائرات وأجزاؤها، فلدينا بالفعل ما يكفي من الفنيين والورش لتحديث الطائرات، ونتابع هذه العملية من كثب ونواصل عملنا للحصول على نتائج في وقت قصير".

أما عن الملف السوري، فأكّد الرئيس التركي أن "السلام العادل ممكن في سوريا"، مشدداً على أن "سلامة الأراضي السورية هي أيضاً في مصلحة تركيا".

وأشار إلى أن بلاده تبذل جهوداً منذ سنوات "لإطفاء الحريق في جارتنا (سوريا)، وتوقعاتنا الأساسية ألا ينزعج أحد من المناخ الذي سيخلق لسوريا لبناء مستقبل جديد. نريد السلام في سوريا ونتوقع من كل من يدعم السلام أن يدعم هذه الدعوة التاريخية".

وأشاد أردوغان بالخطوات الملموسة التي اتخذها العراق في الحرب ضد تنظيم PKK الإرهابي. وأكّد أن "لدينا علاقة جيدة مع كل من وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات في العراق، هناك تقدم قوي وملموس في حربنا على تنظيم PKK الإرهابي".

لا خطر محدقاً من نشوب حرب عالمية ثالثة

في سياق منفصل أعرب أردوغان عن أمله في التوصل إلى سلام دائم بين أذربيجان وأرمينيا.

وأكّد أن فتح ممر زنغزور الاستراتيجي هو الخطوة التي ستتوج وتكمل اتفاق السلام بين البلدين، مضيفاً أن هذه الخطوات ستساهم في رفاهية وسلام أذربيجان وأرمينيا وتركيا ودول أخرى في المنطقة.

واستبعد الرئيس التركي خطر نشوب حرب عالمية ثالثة، بالنظر إلى "الأسباب التي دفعت العالم إلى الحرب من قبل والاحتياطات التي لم تُتخذ، فمن الواضح أننا بحاجة إلى الحرص على عدم ارتكاب تلك الأخطاء اليوم".

وشدّد على أنه يجب التحدث عن "السلام بدلاً من الحرب، وكل خطوة نخطوها يجب أن تكون من أجل السلام لا التوتر، وعلينا أن نضع خططنا لضمان السلام وجعله دائماً. وعلى جميع البلدان أن تبذل جهوداً من شأنها أن تبني مناخاً من السلام والهدوء".

TRT عربي - وكالات