وقالت الهيئة الرسمية إن "قرابة 60 صاروخاً أُطلقت من جنوب لبنان نحو الجليل الغربي"، لافتةً إلى "اعتراض 15 من هذه الصواريخ"، دون إيضاح مصير الأخرى ولا النتائج الناجمة عنها.
بدورها أكدت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان نحو الجليل الغربي، مشيرة إلى أنه "للمرة الأولى منذ اغتيال رئيس أركان حزب الله (فؤاد شكر، 63 عاماً)، وبعد أكثر من 48 ساعة بلا إطلاق نار، رصد الجيش عشرات عمليات إطلاق النار باتجاه الجليل الغربي".
إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن عدداً أقل من الصواريخ التي أُطلِقت من لبنان، ولم يُعرف سبب تضارب الأرقام رغم صدورها من جهات رسمية. وقال الجيش في بيان، إن "5 صواريخ عبرت الأراضي الإسرائيلية من جنوب لبنان، وجرى اعتراض اثنين منها، فيما سقطت الأخرى في مناطق مفتوحة".
من جانبه، تَبنَّى حزب الله العملية، وقال في بيان على تليغرام، إن مقاتليه "أطلقوا عشرات صواريخ الكاتيوشا على مستوطنة متسوفا"، مضيفاً أن ذلك يأتي "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في غزة، وردّاً على اعتداء العدو الإسرائيلي على بلدة شمع واستشهاد عدد من المدنيين فيها".
وسقط 4 قتلى و5 جرحى إثر غارة جوية شنتها إسرائيل في وقت سابق أمس الخميس، على بلدة شمع في قضاء صور جنوبي البلاد، وفق حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة اللبنانية.
وقبل إطلاق الصواريخ على مستوطنة متسوفا، لم ينفّذ حزب الله أي عمليات عسكرية ضد إسرائيل منذ الأربعاء الماضي، عقب اغتيالها شكر بقصف للطيران الحربي على ضاحية بيروت الجنوبية مساء الثلاثاء.
لكن الأمين العام للحزب حسن نصر الله قال في خطاب متلفز خلال مراسم تشييع شكر في وقت سابق أمس الخميس: "منذ صباح الغد (الجمعة) سنعود إلى العمل بشكل طبيعي ضمن جبهة إسناد غزة، وهذا لا علاقة له بالردّ على اغتيال شكر".
وفي خطاب الخميس، توعّد نصر الله بـ"رد حقيقي لا شكلي" على اغتيال شكر، معتبراً أن المواجهة مع إسرائيل "دخلت مرحلة جديدة إذ لم تعُد جبهات إسناد بل معركة كبرى مفتوحة"، وأكّد أن "أي عمليات تحدث خلال هذه الأيام ليست هي الردّ على استشهاد شكر".
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفاً يومياً عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.
وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حرباً تشنّها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلّفت أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.