إيقاف DHL.. الأزمة بين السعودية ولبنان تلقي بظلالها على خدمات الشحن بينهما
أوقفت شركتا شحن دوليتان كبيرتان خدمات الشّحن بين السعودية ولبنان، بعد أيام من نشوب خلاف دبلوماسي بين البلدين أشعلته تصريحات أدلى بها وزير الإعلام اللبناني بشأن حرب اليمن.
شركتا شحن دوليتان كبيرتان توقفان خدمات الشحن بين السعودية ولبنان (AFP)

أوقفت شركتا شحن دوليتان كبيرتان خدمات الشحن بين السعودية ولبنان، بعد أيام من نشوب خلاف دبلوماسي بين البلدين أشعلته تصريحات أدلى بها وزير الإعلام اللبناني بشأن حرب اليمن.

وأوقفت شركة الشحن والتوصيل الدولية "DHL" الشحنات الواردة والصادرة بين البلدين، حسب ما أفاد لوكالة الصحافة الفرنسية موظف في الشركة تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته.

وأبلغت الشركة، الثلاثاء، موظفيها في رسالة بريد إلكتروني اطّلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية أنّ القرار يدخل حيّز التنفيذ "على الفور".

وأفاد مركز اتصال شركة "فيديكس" للشحن في السعودية لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ الشركة أوقفت أيضاً عمليات الشحن بين البلدين في الاتجاهين، باستثناء الطرود التي تحمل مستندات فقط.

وقالت الموظفة إنّ الأمر متعلق "بأوامر جديدة من الشركة"، دون أن تقدّم مزيداً من التفاصيل.

وخلال الأشهر الماضية، أعلنت السعودية عدة عمليات ضدّ مهرّبي المخدرات، تمكّنت خلالها من مصادرة آلاف من حبوب الكبتاغون المخبّئة داخل فواكه مستوردة من لبنان.

وبلغت قيمة الصادرات اللبنانية إلى السعودية أكثر من 290 مليون دولار منذ بداية العام الجاري، حسب ما أفادت قناة الإخبارية الحكومية في تقرير الاثنين.

واستدعت السعودية، الجمعة، سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض، وقرّرت وقف كل الواردات اللبنانية بسبب التصريحات التي اعتبرتها "مسيئة".

وقرّرت البحرين القيام بالمثل، ثم لحقت بهما الكويت السبت قبل أن تقرّر الإمارات سحب دبلوماسييها ومنع مواطنيها من السفر إلى لبنان.

ووصف وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حرب اليمن بالـ"عبثية" في مقابلة تليفزيونية أُجريت قبل تولّيه حقيبة الإعلام في حكومة نجيب ميقاتي وبُثّت الأسبوع الماضي.

وقال إنّ المتمردين الحوثيين "يدافعون عن أنفسهم" في وجه "اعتداء خارجي" من السعودية والإمارات.

فيما أكدت الحكومة اللبنانية "رفضها" تصريحات قرداحي، مشيرة إلى أنه "لا يعبّر عن موقف الحكومة إطلاقاً"، لكنّ الوزير رفض التراجع عنها.

وتشهد العلاقة بين لبنان والسعودية فتوراً منذ سنوات، على خلفية تزايد دور حزب الله الذي تعتبره الرياض منظمة "إرهابية" تنفّذ سياسة إيران خصمها الإقليمي الأبرز وتأخذ على المسؤولين اللبنانيين عدم تصديهم للحزب.

وكانت السعودية قبل تراجع دورها من أبرز داعمي لبنان سياسياً ومالياً.

والأحد أكد وزير الخارجية السعودي في مقابلة تليفزيونية أنّه "ليس هناك جدوى" في التعامل مع لبنان في ظلّ استمرار "هيمنة وكلاء إيران" على هذا البلد العربي، في إشارة لحزب الله.

ويدور نزاع في اليمن بين حكومة يساندها تحالف عسكري بقيادة السعودية منذ 2015، ويضمّ البحرين والإمارات ودولاً أخرى، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.

وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة. وأكدت الأمم المتحدة مراراً أنّ اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً، فيما تتهم منظمات حقوقية أطراف النزاع كافة بارتكاب "جرائم حرب".

TRT عربي - وكالات