"الثلاثاء الأسود".. السلطات الفرنسية تتأهب لاحتجاجات تاريخية
يستعدّ مئات آلاف الفرنسيين للتظاهر احتجاجاً على نظام التقاعد الذي طرحته الحكومة، ومن أهمّ بنوده رفع سنّ التقاعد من 62 عاماً إلى 64. من جانبها وصفت صحيفة لوموند الفرنسية التظاهرات المنتظَرة بأن الحكومة تتحضر لـ"كابوس" وسيناريو صعب للغاية.
سائقو حافلات RATP المملوكة للدولة يحملون لافتة كُتب عليها "في 7 مارس/آذار، فلنوقف كل شيء حتى الانسحاب" - باريس  / صورة: AFP (AFP)

ذكر موقع TF1 الفرنسي أن البلاد تنتظر ثلاثاء أسود، تعتزم فيه النقابات "تعطيل فرنسا" احتجاجاً على عزم الحكومة على إصلاح نظام التقاعد، الذي من أهمّ بنوده رفع سن التقاعد من 62 عاماً إلى 64.

ويعتزم مئات آلاف الفرنسيين مواجهة نظام التقاعد الجديد بالتظاهر في الشوارع بدعوة من النقابات العمالية، حسبما ذكر موقع BFMTV الفرنسي.

ووفق الموقع سينطلق أكثر من 260 مظاهرة ضدّ مشروع الحكومة، في أنحاء البلاد كافة.

ويُتوقع أن يتراوح عدد المتظاهرين بين 1.1 مليون و1.4 مليون في جميع أنحاء فرنسا.

ومشروع رفع سن التقاعد هو حجر الزاوية في حملة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الانتخابية الماضية، إذ يسعى لجعل الاقتصاد الفرنسي قادراً على المنافسة عالمياً، وفق وكالة أسوشيتد برس.

ووفق وكالة رويترز، يضغط ماكرون لتنفيذ هذا التعديل، قائلاً إنه مهمّ جداً لتجنُّب انهيار نظام التقاعد الحكومي.

وتسببت الإضرابات بالفعل في الحدّ من توليد الكهرباء في بعض المحطات النووية التابعة لشركة الكهرباء الفرنسية.

ومن المتوقع أن تغلق طرق سريعة، وأن توقف مصافي النفط عملها، بالإضافة إلى تعطيل حركة الطائرات والقطارات، حسبما لوّحَت نقابات عمالية بحصوله، متعهدةً بشلّ اقتصاد البلاد هذا الأسبوع.

من جانبه قال وزير النقل وعدد من هيئات النقل العامّ بفرنسا الأحد، إن الإضرابات والتظاهرات ستؤدّي إلى تعطيل شديد لوسائل النقل العامّ مرة أخرى، وفق رويترز.

وحمل مشروع القانون المطروح للبحث في مجلس الشيوخ، وأثار مناقشات صاخبة في الجمعية الوطنية، ملايين الفرنسيين على النزول إلى الشارع.

وترفض الحكومة التراجع عن مشروعها، فيما توعّدَت النقابات الفرنسية الثماني الرئيسية، وخمس منظمات شبابية، ببذل كل ما بوسعها لشلّ حركة البلد الثلاثاء، لإرغام الحكومة على التخلي عن خطتها، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وتسعى النقابات لحشد عدد من المحتجين يفوق تظاهرات 31 يناير/كانون الثاني حين أحصت الشرطة 1,27 مليون مشارك، مقابل أكثر من 2.5 مليون تحدثت عنهم الجمعيات النقابية.

وتقول الحكومة إنها بحاجة إلى جعل نظام المعاشات التقاعدية قادراً على الوفاء بالتزاماته مع تقدم السكان في العمر، وانخفاض معدل الخصوبة، وفق وكالة أسوشيتد برس.

فيما يرى فرنسيون أن هذه التغييرات تهدّد الحقوق التي ناضلوا للحصول عليها.

وتتوقع صحيفة لو فيغارو الفرنسية، أن يشارك الطلاب والمعلمون في المدارس على حد سواء.

أما صحيفة لوموند الفرنسية فتتحدث عن "يوم لا ينتهي" في البلاد، وأن الحكومة تتحضر لـ"كابوس" وسيناريو صعب للغاية.

أما حركة الملاحة الجوية، فإن المديرية العامة للطيران المدني طلبت من شركات الطيران إلغاء ما بين 20% و30% من رحلاتها الثلاثاء والأربعاء، تحسُّباً لإضراب المراقبين الجويين، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

TRT عربي - وكالات