السودان.. دول تُجلي رعاياها وسط تواصل القتال وتحذيرات من ارتفاع عدد القتلى
أعلنت عدة دول عربية وأوروبية مواصلة إجلاء رعاياها من السودان تزامناً مع تجدد الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، فيما حذّرَت منظمة الصحة العالمية من ارتفاع عدد الوفيات بسبب تفشّي الأمراض ونقص الخدمات الضرورية في ظلّ القتال العنيف.
السودان.. دول تُجلي رعاياها وسط تواصل القتال وتحذيرات من ارتفاع عدد القتلى / صورة: AA (AA)

واصلت دول عربية وغربية الأربعاء عمليات إجلاء مواطنيها ورعايا دول أجنبية من السودان، وفق ما أعلنته السعودية ومصر وتونس والمغرب والعراق وبريطانيا في بيانات رسمية.

ومنذ 15 أبريل/نيسان الجاري يشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها 512 شخصاً وأصيب 4 آلاف و193، وفق أحدث إعلان لوزارة الصحة.

وأجْلت الرياض الأربعاء 119 مواطناً و2232 أجنبياً، وفق إحصاء لبيانات نقلتها اليوم وكالة الأنباء السعودية.

وصباح الأربعاء أعلنت الرياض "وصول 13 مواطناً إلى مدينة جدة، بخلاف 1674 من رعايا الدول الشقيقة والصديقة"، قادمين من السودان على إحدى السفن التابعة للملكة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية.

وأضافت: "بذلك يصل إجمالي من جرى إجلاؤهم من السودان منذ بدء عمليات الإجلاء إلأى نحو 2148 بينهم 114 مواطناً سعودياً و2034 شخصاً ينتمون إلى 62 جنسية".

وأفادت الوكالة بـ "وصول خمسة مواطنين إلى جدة بخلاف 198 من رعايا الدول الشقيقة والصديقة".

ومساء الأربعاء، أعلنت القاهرة إجلاء 1140 مصرياً من السودان برّاً وجوّاً، ليرتفع إجمالي العائدين إلى 2679.

كما شهد مطار تونس قرطاج الدولي مساء الأربعاء، وصول طائرة عسكرية على متنها 46 من رعايا البلاد الذين أُجْلُوا من السودان.

كما أعلنت الخارجية المغربية في بيان الأربعاء إجلاء 293 شخصاً من رعاياها في السودان، على خلفية القتال الدائر هناك.

فيما أعلنت وزارة الدفاع العراقية في بيان الأربعاء، تخصيص طائرتين لإجلاء رعاياها العالقين في السودان، بلا تفاصيل أكثر.

وأعلنت الحكومة البريطانية أنّها أجلت من السودان أكثر من 301 شخص معظمهم بريطانيون.

فيما وصلت طائرة ثالثة إلى مطار إسطنبول تحمل على متنها دفعة جديدة من المواطنين الأتراك الذين أُجْلُوا.

والسبت الماضي بدأت عمليات إجلاء رعايا عديد من الدول، وسط تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.

فوضى عارمة وهرب مسؤولين سابقين من السجن

ميدانياً تسود فوضى عارمة في السودان في ظل وقف إطلاق نار هش، تجسّدت خلال الساعات الماضية في هرب مسؤولين بنظام الرئيس المعزول عمر البشير من السجن.

وأعلن أحمد هارون، أحد مساعدي عمر البشير، فراره من السجن برفقة مسؤولين سابقين آخرين، فيما أكّد الجيش أن البشير نفسه محتجَز في مستشفى عسكري نُقل إليه قبل بدء القتال.

كان هارون مسجوناً في سجن كوبر في الخرطوم، وهو مطلوب بمذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" و"إبادة" في إقليم دارفور في غرب السودان.

واستمرّت المواجهات الأربعاء في الخرطوم بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، مع تحليق طائرات مقاتلة تابعة للجيش فوق الضاحية الشمالية للعاصمة، وتعرّضت لقصف مدفعي كثيف من قوات الدعم السريع، حسب شهود لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال الجيش السوداني الأربعاء إن البرهان تسلم مبادرة من منظمة الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا "إيغاد" تضمنت مقترحات لحلّ الأزمة الحالية، وأعطى موافقته المبدئية عليها.

وأضاف الجيش أنه سيرسل ممثّلاً عنه إلى جوبا عاصمة جنوب السودان المجاورة لإجراء محادثات مع ممثّل لقوات الدعم السريع، في إطار مبادرة المنظمة الإقليمية المعنيَّة بالتنمية في شرق إفريقيا.

وأشارت قيادة الجيش السوداني إلى أن المبادرة تشمل تمديد الهدنة الحالية المقرر أن تنتهي مساء الخميس "إلى 72 ساعة".

هجمات على المدنيين

وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتيس من بورتسودان في شرق البلاد حيث نقلت الأمم المتحدة بعض موظفيها، إن الطرفين المتحاربين "هاجما مناطق مكتظّة بالسكان بلا اعتبار للمدنيين أو المستشفيات أو حتى لمركبات تنقل جرحى ومرضى".

وأكد مسؤول عند معبر القلابات الحدودي بين السودان وإثيوبيا تزايد أعداد العابرين إلى الجانب الإثيوبي منذ بدأت عمليات إجلاء الأجانب.

وقدّرت الأمم المتحدة أن 270 ألف شخص قد يفرون إلى تشاد وجنوب السودان المجاورين.

مستشفيات خارج الخدمة

ويعاني السكان الذين بقوا في الخرطوم انقطاعاً في المياه والكهرباء وسط نقص فادح في الموادّ الغذائية وانقطاعات متكرّرة في الهاتف والإنترنت.

ووفق نقابة الأطباء فإنّ نحو ثلاثة أرباع المستشفيات في السودان بات خارج الخدمة. وقالت منظمة الصحة العالمية الأربعاء إنّ أكثر من 60% من المراكز الطبية في الخرطوم مغلق.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الأربعاء إن المنظمة تتوقع "كثيراً" من الوفيات الأخرى في السودان بسبب تفشّي الأمراض ونقص الخدمات الضرورية في ظل القتال العنيف.

وأوضح أن 16% فقط من المرافق الصحية تعمل في العاصمة السودانية.

TRT عربي