الضفة.. الاحتلال يهدم منازل وينفذ مع مستوطنين أكثر من ألف اعتداء خلال شهر
هدم جيش الاحتلال الإسرائيلي منازل ومبانيَ بمدن الضفة الغربية، بزعم تحصّن مسلحين فيها، تزامناً مع حملة عسكرية واسعة النطاق يقودها في الضفة منذ السابع من أكتوبر، إلى جانب مجموعات من المستوطنين.
قوات الاحتلال خلال اقتحام مدينة طولكرم بالضفة الغربية. / صورة: AA (AA)

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، السبت، إن جرافة للاحتلال انتشلت جثمان فلسطيني بعد هدم منزل محاصر في بلدة دير الغصون شمال مدينة طولكرم بالضفة الغربية.

وأضافت الوكالة أن الجيش ألقى الجثمان على الأرض، دون معرفة هويته، ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إليه.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت البلدة الليلة الماضية، وحاصرت منزلاً في الحي الشرقي وقصفته بالقذائف، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة لا تزال مستمرة.

وتواصل القوات حصار المنزل وتفرض منع التجوال على البلدة، في الوقت الذي تواصل أعمال التجريف لركام المنزل، والبحث والتمشيط في محيطه برفقة الكلاب البوليسية.

من جانبه قال رئيس بلدية دير الغصون حمدان اسعيفان إن جيش الاحتلال "يفرض حصاراً على القرية وحظر تجوال وينشر قواته في كل أحيائها، ما تسبب في تعطيل عمل المؤسسات وإغلاق المحلات التجارية".

ولفت إلى "استمرار الاشتباكات المسلحة والمواجهات مع قوات الاحتلال داخل البلدة منذ اقتحامها".

وأشارت وفا إلى أن "قوة إسرائيلية خاصة (مستعربون) تسللت إلى بلدة دير الغصون في ساعات الفجر الأولى، وحاصرت المنزل، قبل الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة، ترافقها جرافات ضخمة".

ووفق الوكالة فإن المحاصرين شبان "تتهمهم قوات الاحتلال بتنفيذ عملية إطلاق نار في نوفمبر/تشرين الثاني عند مدخل قرية بيت ليد شرق طولكرم، أدت إلى مقتل جندي".

تفجير منزل في نابلس

وفي نابلس شمالي الضفة الغربية، أيضاً، نفذت قوات الاحتلال عمليات اقتحام وحاصرت إحدى العمارات في حي المخفية وأجبرت سكانها على الخروج إلى العراء، تمهيداً لهدم شقة شهيد فلسطيني.

وأخْلَت القوات عدداً كبيراً من الشقق والمنازل في المنطقة القريبة وزرعت المتفجرات في منزل الشهيد قبل أن تفجره وتدمره بالكامل.

وتحدثت مصادر طبية عن إصابة نحو 15 فلسطينياً بالاختناق إثر إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز صوبهم في المدينة.

أكثر من ألف اعتداء في شهر

وعلى ضوء هذه الاعتداءات المتكررة التي بلغت ذروتها في أبريل/نيسان المنقضي، كشف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، في تقرير شهري حول "انتهاكات الاحتلال وإجراءات التوسع الاستعماري"، أن قوات الاحتلال نفذت خلال شهر أبريل/نيسان الماضي 895 اعتداءً، فيما نفذ المستعمرون 347 اعتداءً، تركزت في محافظة نابلس بواقع 202 اعتداء، ومحافظة الخليل 188 اعتداءً، ومحافظة رام الله 186 اعتداءً.

وأشار التقرير إلى أن اعتداءات المستعمرين تركزت في محافظة نابلس بواقع 118 اعتداءً، وفي محافظة رام الله 83 اعتداءً، ومحافظة الخليل 34 اعتداءً، أسفرت عن استشهاد 5 فلسطينيين.

وأضاف أن هجمات المستعمرين الإرهابية بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت الآمنين في 36 بلدة وقرية فلسطينية من الشمال إلى الجنوب، أسفرت عن إحراق 36 منزلاً بشكل كلي و33 بشكل جزئي، وإحراق أكثر من 57 مركبة بشكل جزئي وكلي، إضافة إلى دمار كبير في ممتلكات ومنشآت الفلسطينيين.

وأوضح شعبان أن حجم الهجمة الإرهابية للمستعمرين تدل على حجم الصلاحيات الممنوحة لهم من قبل المؤسسة الإسرائيلية الرسمية، وأن التعليمات التي خرجت من داخل كابينيت الاحتلال للمستعمرين بتنفيذ الهجمات، صدرت بالتوازي مع تعليمات أخرى للجيش بتقديم الحماية لهم في أثناء تنفيذها.

وأشار التقرير إلى أن سلطات الاحتلال استولت على نحو 172 دونماً من أراضي الفلسطينيين في قرية عرب التعامرة شرقي محافظة بيت لحم، لتوسيع حدود مستعمرة سيدي بار المقامة على أراضي المواطنين في منطقة العقبان في بلدة التعامرة.

وفي السياق ذاته أوضحت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن سلطات الاحتلال تدرس 19 مخططاً هيكلياً لصالح مستعمرات الضفة الغربية والقدس، وصدّقت على 7 منها، 5 في القدس، إضافة إلى مخططين في الضفة وتحديداً لصالح مستعمرتَي كفار عتصيون في محافظة بيت لحم، والكناة في محافظة سلفيت.

كما أودعت سلطات الاحتلال 12 مخططاً منها 5 في القدس و7 في محافظات الضفة، لبناء 2288 وحدة استعمارية جديدة، تستهدف 3036 دونماً من أراضي الفلسطينيين.

وأشارت الهيئة إلى أن سلطات الاحتلال طرحت عطاءً لبناء 1047 وحدة استعمارية في مستعمرة القناة السفلى بين أحياء بيت صفافا وصور باهر داخل القدس.

وأشار تقرير الهيئة إلى أن سلطات الاحتلال نفذت خلال أبريل/نيسان الماضي 28 عملية هدم، طالت 33 منشأة، بينها 8 منازل مأهولة، و3 غير مأهولة، و5 منشآت زراعية وغيرها، وتركزت في محافظات القدس وطولكرم وأريحا والخليل. كما أخطرت بهدم 18 منزلاً ومنشأة في محافظات: رام الله والبيرة وسلفيت والخليل.

وبموازاة حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، صعّد الجيش ومستوطنون إسرائيليون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة.

وتشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على غزة خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، كما خلفت دماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنّين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

TRT عربي - وكالات