بعد تصريح اجتياح رفح.. المعارضة الإسرائيلية تتهم نتنياهو بإفشال صفقة الأسرى
اعتبر عدد من نواب المعارضة الإسرائيلية في الكنيست، اليوم السبت، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يحاول إفشال صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، بعد تصريح لـ"مصدر سياسي" يؤكد إصرار تل أبيب على دخول رفح جنوبي قطاع غزة مع أو بدون صفقة.
بعد تصريح اجتياح رفح.. المعارضة الإسرائيلية تتهم نتنياهو بإفشال صفقة الأسرى / صورة: AA (AA)

وجاء ذلك بعد تداول قنوات وصحف عبرية تصريحاً لـ"مصدر سياسي" إسرائيلي لم تسمّه قال فيه: "إن تل أبيب لن توافق على إنهاء الحرب ضمن أي صفقة مع حماس، والجيش سيدخل رفح سواء عُقدت هدنة لإطلاق سراح المختطفين أم لا".

وأكد عدد من نواب المعارضة في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) في تدوينات لهم على منصة إكس أن هذا التصريح خرج من مكتب نتنياهو، في وقت حرج، وعلى نحو نادر في عطلة السبت، التي لا يصدر فيها عادة أي تصريحات أو بيانات رسمية، وذلك "في محاولة لإفشال المفاوضات قبيل تسلم الوسطاء رد حماس، الذي يُتوقع أن يكون إيجابياً".

من جانبها قالت النائبة كارين الحرار، عن حزب "يوجد مستقبل" بقيادة يائير لابيد: "إنه (نتنياهو) يفعل كل شيء لمنع التوصل إلى اتفاق بما في ذلك تقديم إحاطة يوم السبت".

وأضافت أن "الاعتبار الرئيسي لنتنياهو، عدم إغضاب (وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار) بن غفير و(وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش، وإرضاء القاعدة الانتخابية، ولا توجد لديه ذرة من الزعامة تلزمه بمحاولة التصحيح ولو قليلاً، وبذل كل ما في وسعه لإعادة المختطفين".

وذكرت الحرار، التي شغلت منصب وزيرة الطاقة (2021–2022) أن "نتنياهو عارٍ أخلاقياً، ويجب استبداله".

في سياق متصل، قالت ميراف بن آري، رئيسة الكتلة البرلمانية لـ"يوجد مستقبل": "قرأت الإحاطات التي صدرت يوم السبت من مكتب رئيس الوزراء، قبل وقت قصير من تسليم حماس ردها".

وأضافت: "لا يسعني إلا أن أتساءل عن أي رجل فظيع يقود هذه الدولة (في إشارة إلى نتنياهو) لم يكن موجوداً ولن يكون مثل هذا الشخص".

وتابعت مخاطبةً نتنياهو: "أعِدْهم (المختطفين) إلى الوطن، وبعد ذلك واصل الحرب. رفح لن تذهب إلى أي مكان، (لكن) المختطفين في خطر كل يوم".

بدورها، قالت إفرات رايتن، النائبة عن "حزب العمل": "إصدار تصريح عن دخول رفح بأي حال من الأحوال، بصفقة أو بدونها، في مثل هذا الوقت الحرج، عندما تتفق الأطراف جميعها، ويكون من الممكن إخراج المختطفين أحياء، يعني إفشال الصفقة والتخلي عنها، واحد من أهداف الحرب التي جرى تحديدها عودة المختطفين".

فيما كتب فلاديمير بلياك، من حزب "يوجد مستقبل": "لا مجال لتجميل ذلك، نتنياهو يحاول إفشال صفقة إعادة المختطفين، لأن الصفقة قد تؤدي إلى تفكيك ائتلافه الحاكم" (في إشارة إلى تهديدات بن غفير وسموتريش).

وأضاف: "الرجل الذي تخلى عن مواطني دولة إسرائيل في يوم السبت الأسود، ظل يتخلى عنهم مراراً وتكراراً منذ 7 أشهر ونصف وعلى رأس دولة إسرائيل يوجد سياسي فظيع، فاسد، لا ضمير لديه ولا خطوط حمراء".

ودعا بلياك، الإسرائيليين إلى "الخروج للتظاهر الليلة"، معتبراً أنه "لن ينقذ المختطفين ومستقبل البلاد إلا الضغط الشعبي الهائل".

يأتي ذلك، فيما نقل موقعا "واللا" العبري، و"أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: "توجد مؤشرات مبكرة على أن حماس ستوافق على تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة، إطلاق سراح المختطفين لأسباب إنسانية، دون التزام رسمي من إسرائيل بإنهاء الحرب".

وفي وقت سابق السبت، نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" الخاصة عن مصدر رفيع المستوى لم تذكر اسمه، أن وفداً من حماس وصل إلى القاهرة، مشيراً إلى "تقدم ملحوظ" في مفاوضات الهدنة بغزة.

والاثنين الماضي، أفادت القناة ذاتها بأن وفد حماس غادر القاهرة وسيعود إليها مرة أخرى برد مكتوب على مقترح مصري بشأن صفقة تهدئة في قطاع غزة.

وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

وتتمسك حركة حماس بإنهاء الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، وإدخال مساعدات إنسانية كافية، وإنهاء الحصار، ضمن أي صفقة لتبادل الأسرى.

TRT عربي - وكالات