وتواجه شركة الملابس الرياضية ردود فعل عنيفة ودعوات متزايدة للمقاطعة بعد قطع علاقتها بالعارضة الأمريكية-الفلسطينية، وعلى الرغم من ردود الفعل العكسية لم تتراجع "أديداس" عن قرارها استبعاد حديد، مما أثار دعوات للمقاطعة.
دعوات للمقاطعة على منصات التواصل
وبعد قرار الشركة، تكتل بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي للدفاع عن حديد، داعين إلى مقاطعة منتجات "أديداس"، إذ قال أحد المستخدمين في منشور له: "بيلا حديد بطلة! أتمنى أن يقاطع الجمهور أديداس". وأضاف آخر: "آسف يا جماعة، لن أشتري أديداس بسبب معاملتهم الجبانة لبيلا حديد".
وعلق مستخدم آخر: "بعد قضية بيلا حديد، سنقول: وداعاً أديداس. فالذين يشجعون مجرمي الإبادة الجماعية يجب أن لا يحصلوا على أي قرش من أموالنا التي كسبناها بصدق. المقاطعة العربية والداعمة للفلسطينيين تسبَّبت بزلزال على ستاربكس وماكدونالدز... أديداس، وداعاً!".
وأبرز المعلق السياسي البريطاني سامي حمدي، في حديثه لوكالة الأناضول، تأثير المقاطعات على الشركات الأخرى التي تدعم إسرائيل، إذ بيّن أن العلامات التجارية الأخرى تعاني بالفعل من تأثير حركات المقاطعة في الدول ذات الأغلبية المسلمة، إذ "اضطر عديد من هذه العلامات التجارية لإغلاق مجموعة من الفروع، والآن توجد بالفعل دعوات لمقاطعة أديداس بنفس الطريقة".
بدوره قال مدير مركز الإسلام والشؤون العالمية (CIGA) بجامعة "إسطنبول زعيم" سامي العريان، للوكالة، إن علامة الملابس الرياضية مذنبة "باستهداف المشاهير الذين يدعمون النضال الفلسطيني"، مضيفاً: "أعتقد أن هناك مقاطعة محتملة ضد منتجات أديداس وسيتعين عليهم تعلم الدرس بالطريقة الصعبة من خلال استهداف أرباحهم لأنهم يفضلون الأرباح على المبادئ".
وتابع الناشط الفلسطيني أن تصرفات "أديداس" والشركات متعددة الجنسيات الأخرى أثارت غضباً في العالمين العربي والإسلامي، لاستهدافها المشاهير وداعمي المقاطعة الموالين للفلسطينيين، معتقداً أن "الموقف الذي اتخذه عديد من هؤلاء المشاهير هو مسألة مبدأ ضد آيديولوجية "تفوقية وعنصرية لصالح مجموعة على حساب مجموعة أخرى".
ويرى العريان أن على تلك الشركات "أن تدفع ثمناً مؤلماً لدعمها النظام الإسرائيلي الصهيوني، إذ يجب استهداف الأرباح التي يجنونها من العالم الإسلامي الذي يضم أكثر من 1.8 مليار شخص، وهو سوق كبيرة لهم، ويجب أن تكون المقاطعة ضد أديداس جزءاً لا يتجزأ من هذا النضال".
واتهم العريان "أديداس" بالتواطؤ في تقويض حقوق الفلسطينيين، قائلاً: "استبعاد بيلا حديد، وهي مشهورة جداً في مجال الموضة وعروض الأزياء، من حملتها هو رضوخ لضغط إسرائيل، لأن حديد كانت صريحة بشأن قضية فلسطين".
أرباح "أديداس" في خطر
أظهر تقرير "أديداس" السنوي للعام الماضي أن أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا تمثل أكبر حصة من مبيعاتها الصافية بنسبة 39%، بإجمالي 8.2 مليار يورو (8.9 مليار دولار)، فيما تمثل منطقة آسيا والمحيط الهادئ 11%، إذ بلغت المبيعات 2.3 مليار يورو، وهما منطقتان تحتويان على مجموعة كبيرة من المستهلكين من المسلمين.
وبالنظر إلى عدد السكان المسلمين في هذه المناطق، يثير هذا تساؤلات حول كيفية تأثير موقف "أديداس" في مبيعاتها خلال عام 2024، إذ تأتي إلى الذهن تجارب العلامات التجارية مثل ستاربكس وماكدونالدز في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وفي فبراير/شباط، قالت ماكدونالدز إن الصراع "أثّر بشكل كبير" في مبيعاتها خلال الربع الأخير من عام 2023، خصوصاً في الشرق الأوسط وفي الدول ذات الأغلبية المسلمة مثل ماليزيا وإندونيسيا، إذ صرح الرئيس التنفيذي كريس كيمبزينسكي:"ما دامت هذه الحرب مستمرة... لا نتوقع أي تحسن كبير (في هذه الأسواق)".
وفي مارس/آذار، أعلنت الشركة الوكيلة لستاربكس في الشرق الأوسط أنها ستطرد نحو 2000 موظف في مقاهيها عبر المنطقة بسبب المقاطعات على خلفية حرب غزة.
ابتزاز إسرائيلي
واستفز اختيار حديد للمشاركة في حملة "أديداس" مسؤولين إسرائيليين، إذ علقت السفارة الإسرائيلية في برلين، الخميس، عبر منصة إكس، قائلةً: "خمّنوا مَن وجه الحملة؟ بيلا حديد، عارضة الأزياء فلسطينية الأصل المعتادة الترويج لمعاداة السامية والدعوة إلى العنف ضد الإسرائيليين واليهود".
وقال السفير الإسرائيلي في ألمانيا، رون بروسور، لقناة "فيلت تي في" الجمعة، بعد اعتذار "أديداس": "كيف يمكن لأديداس أن تدّعي أن استحضار ذكرى هذا الحدث كان لا إرادياً؟ فما زال هجوم 1972 محفوراً في الذاكرة المشتركة للألمان والإسرائيليين". وكانت دورة الألعاب الأولمبية هذه قد شهدت قبل أكثر من نصف قرن مقتل 11 رياضياً ومدرباً إسرائيلياً-ألمانياً، على يد مجموعة فلسطينية تنتمي إلى منظمة "أيلول الأسود".
وكتبت العلامة التجارية الألمانية في بيان أرسلته إلى وكالة فرانس برس: "ندرك أن الحملة الإعلانية دفعت إلى ربطها مع أحداث تاريخية مأساوية -حتى لو كانت غير مقصودة على الإطلاق- نعتذر عن أي إزعاج أو ألم" قد يكون سببه ذلك. وأضافت ناطقة باسم "أديداس" أن عارضة الأزياء بيلا حديد ستُسحب من الحملة "فوراً".