ويعد مشروع الطائرة المسيّرة النفاثة "Bayraktar Kızılelma" من أهم مشاريع شركة بايكار للصناعات الدفاعية التركية، والتي تسعى من خلالها إلى الانطلاق نحو جيل جديد من أنظمة الطائرات من دون طيار، لتكون قادرة على تأدية مهام قتالية متنوعة.
وظهرت النماذج الأولية للطائرة المسيّرة في مايو/أيار 2021، ونجحت أولى عمليات الاختبار في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وخلال الأسابيع الماضية ظهر أن المحرك الذي تستخدمه الطائرة Kızılelma يحتوي على تقنية الحارق اللاحق " After burner".
ووفقاً للكاتب والصحفي المتخصص في الشؤون الدفاعية، سيرتاش أكسان، في مقاله على TRT Haber، فإن هذه التقنية تتيح مجموعة من المميزات التكتيكية للمسيّرة Kızılelma، بخاصة المرتبطة بالقدرة على الوصول إلى مستويات أعلى من التسارع في أوقات أقل، ما يزيد من قدرتها على المناورة الجوية.
سرعة أكثر ومناورة أوسع
ويشير الباحث في الشؤون الدفاعية، يوسف أكبابا، في حديثه مع TRT Haber إلى أن "الطائرات المقاتلة قادرة على إجراء مناورات سريعة جداً وحادة بفضل تقنية "الحارق اللاحق"، وبفضل هذه القدرة، تصل قدرة الطائرة إلى مستوى سرعة الصوت، ما يضيف ميزة كبيرة في مهام حيوية مثل الهجوم والتهرب".
ويضيف أكبابا، أن هذه التقنية توفرت في الطائرة "Kızılelma" بعد أن جرى استبدال المحرك AI-25 الأوكراني الذي استخدمته النماذج الأولى بالمحرك AI-233F الأوكراني والذي يتيح "الوصول إلى سرعة الصوت مع حمل حمولات مفيدة أكبر. وتجدر الإشارة إلى أن الحمولات المفيدة تشمل الأسلحة وأجهزة الاستشعار المتقدمة".
وتصل الحمولة المفيدة التي يمكن للمسيّرة المقاتلة Kızılelma حملها إلى 1.5 طن، ما يزيد من فاعليتها وقدرتها على تنفيذ المهام لتمكنها من حمل أسلحة متنوعة، ومن أهمها صواريخ كروز الموجهة من طراز SOM محلية الصنع.
ويوضح يوسف أكبابا، أن عملية تطوير ودمج الاختبارات لـKızılelma ستستغرق وقتاً أطول مقارنة بالطائرات بدون طيار الأخرى ويرجع ذلك إلى أن الطائرة "ستمتلك قدرات قتال جوي ذاتي ودفاع ذاتي غير موجودة في الطائرات بدون طيار الأخرى. أتوقع أن تدخل الإصدارات التي تمتلك هذه القدرات الخدمة في الفترة ما بين 2025 و2026."
ضرورية لحاملة الطائرات TCG الأناضول
صممت حاملة الطائرات TCG الأناضول لتحمل وتنقل طائرات بدون طيار وطائرات مروحية، وتعد Kızılelma من أهم الأنظمة المسيّرة التي ستعمل انطلاقاً من الحاملة. وتكمن أهمية التقنية الجديدة في محرك Kızılelma في تمكينه الطائرة من الإقلاع السريع.
وهذا ما يشير إليه المحلل والباحث في الشؤون الدفاعية "أكبابا" الذي يوضح أن المسيّرة النفاثة بحاجة إلى الإقلاع بسرعة عالية في وقت قصير جداً.
ويضيف أكبابا أن تغيرات أخرى شهدتها المسيّرة منها "التغيير على الهيكل الديناميكي الهوائي لمقدمة الطائرة، وذلك لتثبيت رادار Murad AESA الذي تنتجه شركة أسلسان، ونظام البحث والتتبع بالأشعة تحت الحمراء".
وأشار أكبابا إلى أنه جرى تخفيض المثبتات الرأسية من قطعتين إلى قطعة واحدة وجرى نقل أنظمة التحكم من الخارج إلى الداخل، وهذه التغييرات من شأنها أن تزيد من قدرة الطائرة على التخفي.
فيما يرى الكاتب والصحفي، سيرتاش أكسان، أن شركة بايكار تفكر في إصدارات مختلفة من Kızılelma ويضيف: "لدينا حاليّاً النموذج الأول الذي يحتوي على محرك ذي حجم أصغر نسبياً، ولدينا الإصدار الثاني الذي يحتوي على محرك أقوى مع تقنية "الحارق اللاحق".
ويضيف أكسان أنه "توجد توقعات كبيرة بإصدار Kızılelma بمحركين في المستقبل، بالإضافة إلى ذلك، يستمر العمل على إدخال المحرك التوربيني النفاث المحلي TEI-TF 10000 والذي يتوقع أن تستخدمه Kızılelma في المستقبل".
والمحرك TEI-TF 10000 محرك محلي أنتجته شركة توساس لصناعات المحركات التركية، وهو قادر على توليد قوة دفع تصل إلى 6000 طن، ومن المقرر استخدامه في المقاتلة المحلية للجيل الخامس"قان".