تحقيق لـBBC يكشف عن رعب المسلمات في بريطانيا بسبب تصعيد اليمين المتطرف
كشف تحقيق لإذاعة BBC البريطانية، عن تصاعد مخاوف المسلمين في المملكة المتحدة، بسبب أعمال الشغب التي أشعلها أنصار اليمين المتطرف في عدة مدن، منذ السبت الماضي.
المسلمات في بريطانيا يتخوفن من الخروج من منازلهن بسب احتجاجات اليمين المتطرف (Others)

وعبّرت النساء المسلمات في بريطانيا، على مواقع التواصل الاجتماعي، عن شعورهن بالخوف من الخروج إلى الشوارع وهن يرتدين الحجاب. وطرح بعضهن إمكانية العمل من المنزل، أو تمديد فترات الإجازة الصيفية خارج بريطانيا.

وتحدثت BBC إلى بعض النساء اللواتي يشعرن بالخوف إزاء الأحداث. وقالت إحداهن إن الأوضاع الراهنة دفعتها إلى الاعتماد على سيارات الأجرة بدلاً من المواصلات العامة لحضور موعد طبي مهم. فيما أعربت امرأة أخرى عن شعورها بعدم الارتياح فيما كانت على متن الحافلة مرتدية الحجاب.

وقالت الإذاعة البريطانية إن أغلب النساء المسلمات في المناطق التي تشهد الاحتجاجات اليمينية المتطرفة، قررن عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة.

وقد نشرت الصفحات الرسمية الخاصة ببعض المناطق السكنية في بريطانيا، منشورات على منصة إكس، تشير إلى أنه هذه المناطق حُددت على أنها أماكن للتظاهر يوم 7 أغسطس/آب الجاري، محاولةً طمأنة السكان أنها تعمل بالتنسيق مع الشرطة البريطانية، على حماية وضمان أمن المتساكنين.

كما أشار التحقيق إلى أن المسلمات المقيمات في بريطانيا يتخوفن أيضاً من ارتداء الحجاب في خضمّ استمرار الاحتجاجات، حتى إن كثيرات منهن اقترحن ارتداء قبعات صيفية أو ربط الحجاب بطريقة مختلفة عن المعتاد، وذلك في محاولة للفت الانتباه عنهن بوصفهن مسلمات مهاجرات.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، هذا الأسبوع، أن الأحداث التي ينفذها اليمينيون المتطرفون في الشوارع "ليست احتجاجات، بل هي أعمال عنف تماماً"، مشدداً على أنه "لا تسامح مع الهجمات على المساجد أو الأقلية المسلمة".

والأحد الماضي، حاول متطرفون يمينيون في مدينة روثرهام إحراق فندق يُحتجز فيه مهاجرون وطالبو لجوء في أثناء مظاهرة لمئات المتطرفين الذين تجمعوا تلبيةً لدعوة رابطة الدفاع البريطانية اليمينية المتطرفة "EDL" الداعية إلى اتخاذ إجراءات مناهضة للمهاجرين ومعادية للمسلمين، كما تكثفت الاحتجاجات بعد حادثة طعن وقعت في مدينة ساوثبورت، مطلع الأسبوع الحالي.

وفي أعقاب الحادثة التي قُتل فيها 3 أطفال وأُصيب 10 آخرون، بينهم 8 أطفال، ادّعت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي اليمينية المتطرفة والمواقع الإخبارية، أن المشتبه به لاجئ مسلم جاء إلى البلاد العام الماضي. ورغم إعلان الشرطة أن المشتبه به شاب، 17 عاماً، وُلد في عاصمة ويلز كارديف، فإن جماعات يمينية متطرفة نظّمت مظاهرات في ساوثبورت ضد المسلمين والمهاجرين.

وبعد المظاهرة، هاجم متطرفون يمينيون مسجداً في المدينة ذاتها ونظموا لاحقاً احتجاجات في جميع أنحاء البلاد، وأحرقوا، الجمعة الماضي، مركزاً للشرطة في سندرلاند.

TRT عربي - وكالات