"تحويل المجرم إلى بطل".. ما تداعيات مذبحة نيوزيلندا بعد مرور عامين؟
حذّر مقال في صحيفة الغارديان البريطانية من تحوُّل مرتكب مذبحة المسجدين بنيوزيلندا إلى "بطل" داخل مجتمعات البيض المتطرفين على الإنترنت، بعد مرور عامين، ما القصة؟
مسجد النور في نيوزيلندا، أحد المسجدين اللذين تعرضا لهجوم "تارانت" الإرهابي  (Reuters)

"خلال العامين الماضيين تحوَّل برينتون تارانت إلى بطل داخل مجتمعات البيض المتطرفين على الإنترنت"، بهذه الكلمات وصفت كوثر عليدكتورة الإعلام والدراسات الثقافية في جامعة ماكواري الأسترالية، تداعيات مذبحة المسجدين التي ارتكبها تارانت في مسجدين بنيوزيلندا، بعد مرور عامين على الحادث الإرهابي البشع.

وأوضحت كوثر علي في مقالها المنشور على صحيفة الغارديان البريطانية أنها "أمضت العامين الماضيين في دراسة أثر المذبحة وكيف جرى استقبالها ومناقشتها على الإنترنت وتحديداً في سياق المجتمع الأسترالي والنيوزيلندي"، معبّرة عن صدمتها مما سمَّته "احتفال مجتمع الإنترنت بالجريمة!".

وقد أسفرت تلك الدراسة عما وصفته الدكتورة كوثر بـ"تحويل أماكن عبادة المسلمين المهيبة والآمنة مثل المساجد إلى أماكن مستهدفة داخل مجتمعات المتعصبين البيض"، لافتة إلى أن أحد المستخدمين داخل تلك المجتمعات كتب منشوراً قال فيه: "لماذا يصرّ المسلمون على الذهاب للصلاة في المسجد وهم يعلمون أن ذلك يثير غضب أناس مثل برينتون تارانت؟!".

برينتون تارانت مرتكب مذبحة نيوزيلندا المروعة بعد القبض عليه  (AFP)

كما وجدت الدكتورة كوثر أثناء بحثها سلسلة من الصور والمقاطع وألعاب الفيديو التي أنشأها أنصار تارانت "للاحتفال بالقضاء على المسلمين وهم يمارسون شعائرهم الدينية"، إذ وجدت في أحد تلك الألعاب شخصية كارتونية تمثل تارانت، وتدخل إلى مسجد لتحقق هدف الفوز في اللعبة بقتل "51 من الأعداء" وهو عدد الضحايا الذين قتلوا في الواقع.

ولفت المقال إلى أن تلك المواقع التي تحتضن هذه المجموعات المتطرفة، وفي مقدمتها موقع 4chan، تمتلئ بآلاف المواد الرقمية التي تحتوي على "ميمز" عنيفة ونشرات إلكترونية تحتفي بتارانت وتصفه بـ"القديس"، وتعيد البث المباشر لمذبحة المسجدين، ودعوات "للقيام بأفعال تواصل تحقيق ما بدأه تارانت".

وقد تتبع مجموعة من الأكاديميين المساجد في أستراليا، في محاولة لفهم تصاعد الهجمات ضد المسلمين بعد المذبحة النيوزيلندية، وتوصل بحثهم إلى أن "سلسلة من الجرائم العنصرية المتضمنة للحرق العمد أو الاعتداء الجسدي والكتابة على الجدران والانتهاكات، لا تزال منتشرة على نطاق واسع بأثر من مذبحة كرايستشرش"، حسب المقال.

أودت المذبحة بحياة 51 مسلماً قُتلوا بدم بارد أثناء صلاتهم  (Reuters)

وحذّر المقال من أن التهديد الذي وجهّه تارانت بجريمته إلى المسلمين لا يزال قائماً بعد مرور عامين كاملين، وكأنه بتنفيذ المذبحة بهذه الطريقة وجّه رسالة إلى المسلمين حول العالم تقول: "أنت لست فقط غير مرحّب بك، بل أنت أيضاً غير آمن، وسيجري محوُك حرفياً".

وفي 15 مارس/آذار 2019 شهدت كرايستشيرش في نيوزيلندا مجزرة مروعة، إذ هاجم إرهابي يُدعى "برينتون تارانت" بأسلحة رشاشة المصلّين أثناء صلاتهم في مسجدَي "النور" و"لينوود".

وأسفرت المجزرة الإرهابية التي بثّها المنفذ مباشرة عبر حسابه على "فيسبوك" عن مقتل 51 وإصابة 50 آخرين، كما أرفقها الإرهابي بنشر "مانيفستو الاستبدال العظيم" المكون من 80 صفحة، يحذر فيه مسلمي العالم من البقاء في أي دولة غربية وإلا سيكون مصيرهم "الفناء".

TRT عربي - وكالات