تسلسل الأحداث في السودان.. اعتقال للبشير ورفض لـ"حكم العسكر"
أعلن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف الخميس "تشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى إدارة حكم البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان"، وذلك بعد إعلانه الإطاحة بالرئيس عمر البشير، تسلسل زمني لأبرز أحداث اليوم.
أحداث يوم الخميس انتهت باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير  (Reuters)
بيان منتظر

قرابة الساعة السادسة من فجر الخميس، أوقفت الإذاعة والتلفزة السودانية بث البرامج الاعتيادية وأعلنت انتظار بث بيان من القوات المسلحة، ثم بدأت في بث أناشيد وأغانٍ وطنية.

بعد ذلك بسويعات قليلة، بدأت أنباء تتسرب من داخل الجيش السوداني، تشير إلى وضع الرئيس عمر البشير قيد الإقامة الجبرية، بعد أن وردت أنباء حول تنحيه عن السلطة، تحت ضغط التظاهرات الشعبية.

وأكدت المصادر، في حينه، اعتقال عدد من قيادات الصف الأول في حزب المؤتمر الوطني الحاكم. وأشارت إلى استلام الجيش للسلطة وتنحي الرئيس البشير، لافتةً إلى أن تأخير إعلان بيان الجيش لساعات عدة، بسبب إكمال ترتيبات الخطوة وانعقاد اجتماع هيئة الأركان للإعلان عن تشكيلة المجلس العسكري ورئاسته.

اعتقالات المقربين

نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود أن مجموعة من الجنود السودانيين داهموا، صباح الخميس، مركز الحركة الإسلامية، المرتبطة بحزب المؤتمر الوطني الحاكم برئاسة عمر البشير، في الخرطوم.

وأكدت مصادر مطلعة خلو قائمة الاعتقالات من اسم مدير الأمن والمخابرات السوداني صلاح قوش، ما يشير إلى دوره القوي والمحتمل طوال سنوات حكمه الماضية في التغيير الذي يجري اليوم.

ومن أبرز القيادات الحزبية والسياسية المعتقلة النائب الأول السابق علي عثمان محمد طه، ومساعد الرئيس عوض الجاز، ومساعد الرئيس الأسبق نافع على نافع.

وكانت صحف سودانية ووكالات أنباء قد ذكرت أن ضباطاً من الجيش السوداني سيطروا على مبني التلفزيون والإذاعة الرسمي، مع الإعلان عن بيان مهم بعد قليل.

وانتشرت عناصر من الجيش في محيط القيادة العامة لمنع المتظاهرين من الوصول إلى المقر. ثم، وفي تمام الساعة العاشرة صباحاً، نقلت وكالة رويترز عن مصادر حكومية تأكيدها تنحي الرئيس السوداني عمر حسن البشير عن السلطة، مشيرة إلى إجراء مشاورات لتشكيل مجلس انتقالي. وكانت مصادر عسكرية سودانية، قالت إن الجيش أصدر تعميماً لكل وحداته، أكد فيه استلام السلطة والشروع في تشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد.

وأغلقت السلطات السودانية مطار الخرطوم الدولي أمام حركة الطيران, قرابة الساعة العاشرة والنصف، وقالت مصادر مطلعة إن السلطات منعت الطائرات من الإقلاع أو الهبوط بشكل مؤقت لحين تلاوة البيان.

المعتصمون في الميدان

في الوقت ذاته، دعا منظمو المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير أهالي الخرطوم للتوجه إلى مكان الاعتصام بكثافة.

وقال تجمع المهنيين السودانيين في بيان، بثه قرابة الساعة الحادية عشرة صباحاً وقبل إذاعة بيان الجيش "نناشد كل المواطنين بالعاصمة والأقاليم بالتوجه إلى أماكن الاعتصامات أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والحاميات، ونرجو من الثوار في الميدان عدم التحرك من مكان الاعتصام حتى بياننا التالي خلال اليوم".

وعلى الفور، شوهد العديد من المعتصمين يتجهون إلى مكان الاعتصام، وهم يرفعون شارات النصر، بينما كان البعض يهتف "سقطت، سقطت". وقال شاهد عيان لرويترز إن الآلاف تدفقوا للاعتصام قرب مقر وزارة الدفاع.

وأعلن جهاز الأمن والمخابرات السوداني "إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في كل أنحاء البلاد"، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية

اقتلاع النظام

قرابة الساعة الثالثة والنصف عصراً، بث وزير الدفاع السوداني عوض محمد أحمد بن عوف بياناً على التلفزيون الرسمي أعلن فيه "اقتلاع النظام" والتحفظ على رئيس البلاد عمر البشير "في مكان آمن".

كذلك أعلن الوزير تعطيل الدستور وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة شهور وتشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان تجرى في نهايتها انتخابات.

وقال إنه تقرر إغلاق المجال الجوي لمدة 24 ساعة وإغلاق المعابر الحدودية لحين إشعار آخر، وكذلك حل المجلس الوطني ومجالس الولايات. كذلك أعلن الوزير وقف إطلاق النار الشامل في جميع ربوع البلاد.

واندلعت المظاهرات ضد الرئيس السوداني في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكنها اتخذت منعطفاً أكثر حدة اعتباراً من السبت الماضي، حين تجمهر عشرات الآلاف من الأشخاص أمام مقر القيادة العامة للجيش للمطالبة بدعم العسكريين ضد البشير.

وتعد هذه، موجة الاحتجاجات الأقوى التي يواجهها رئيس السودان منذ وصوله لسدة الحكم في عام 1989 عقب انقلاب عسكري.

انقلاب عسكري؟

ورداً على بيان الجيش أصدر تجمع المهنيين السودانيين أحد الداعين للاحتجاجات بياناً قال فيه "نفذت سلطات النظام انقلاباً عسكرياً تعيد به إنتاج الوجوه ذاتها والمؤسسات التي ثار شعبنا العظيم عليها، إذ يسعى من دمروا البلاد وقتلوا شعبها لأن يسرقوا كل قطرة دم وعرق سكبها الشعب السوداني العظيم في ثورته التي زلزلت عرش الطغيان".

وأضاف البيان "إننا في قوى إعلان الحرية والتغيير نرفض ما ورد في بيان انقلابيي النظام هذا وندعو شعبنا العظيم للمحافظة على اعتصامه الباسل أمام مباني القيادة العامة للقوات المسلحة وفي بقية الأقاليم وللبقاء في الشوارع في كل مدن السودان".

كما وجّه تجمع المهنيين السودانيين، في بيان لاحق، نداء إلى ضباط الجيش دعاهم فيه إلى التصدي لـ"محاولة سرقة الثورة من قبل سدنة النظام".

وقال البيان "نوجه نداء إلى جميع ضباط وضباط صف وجنود الجيش السوداني الشرفاء الذين انحازوا إلى الشعب السوداني ودافعوا عن المعتصمين، إلى الوقوف مع الشعب ضد محاولة سرقة الثورة من قبل سدنة النظام لإعادة إنتاج ذات حواضن الفساد والقهر والظلم".

وأكد البيان ثقة الشعب في "وقوف ضباط الجيش صفاً واحد من أجل الوطن، ومن أجل أن يعود الجيش المختطف إلى وضعه الطبيعي والرائد".

TRT عربي - وكالات