جرحى بلا أسِّرة بمستشفى شهداء الأقصى بعد ساعات من "مجزرة النصيرات" وسط غزة
بعد مرور ساعات على المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، لا يزال مئات الجرحى الفلسطينيين ينتظرون إجراء عمليات لهم في مستشفى "شهداء الأقصى" الوحيد العامل وسط قطاع غزة.
الجرحى بمستشفى شهداء الأقصى افترشوا الأرض أمام غرف العمليات وفي ممرات المستشفى بانتظار دورهم في إجراء العمليات الجراحية / صورة: AA (AA)

وافترش الجرحى الأرض أمام غرف العمليات وفي ممرات المستشفى، بانتظار دورهم في إجراء العمليات الجراحية، وسط مشاهد مؤلمة، حيث يتعالى أنين المصابين ودموع ذويهم في ظل نقص الإمكانيات الطبية جراء الحرب.

وفي أروقة المستشفى الضيقة والممرات المكتظة بالمصابين وبينهم أطفال ونساء، تعالت أصوات النداءات، وعمّ المكان جو من الحزن والتوتر. وخارج المستشفى، أمام ثلاجات الموتى وقسم الاستقبال، تناثرت جثامين الشهداء فيما تعالت أصوات الصراخ والبكاء من ذويهم.

وأمس السبت، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة راح ضحيتها 210 شهداء وأكثر من 400 مصاب، بعد قصف مدفعي وجوي عنيف استهدف مخيم النصيرات، تزامناً مع توغل مفاجئ لآليات عسكرية شرقي وشمال غربي المخيم قبل تراجعها لاحقاً.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، أنه تمكن من "تحرير" 4 محتجزين في عملية خاصة بمخيم النصيرات.

وبإمكانيات محدودة بسبب الحرب ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، حاولت الطواقم الطبية أداء عملها داخل المستشفى الذي أعلنت إدارته، يوم الأربعاء، تعطل أحد مولدي الكهرباء بسبب عطل فني، محذّرةً من "كارثة إنسانية" قد تؤدي إلى وفاة عشرات الجرحى والمرضى والأطفال الخدج.

وقالت إدارة المستشفى، في بيان: "نعلن عن خروج أحد مولدي الكهرباء عن العمل بسبب عطل فني، ما ينذر بوقوع كارثة إنسانية قد يروح ضحيتها عشرات الجرحى والمرضى والأطفال الخُدّج المُنوّمين في غرف العناية الفائقة وتحت أجهزة التنفس الصناعي التي تعمل على التيار الكهربائي".

وفي هذا الصدد، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة، أمس السبت، إن "حجم الإصابات الذي وصل مستشفى شهداء الأقصى يفوق قدرتها الاستيعابية"، مضيفاً: "نطلق نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والدولية بإنقاذ المستشفى وإمداده بالمستلزمات الطبية والمولدات الكهربائية لضمان استمرار تقديم الخدمة"، وفقاً للأناضول.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن مستشفى "شهداء الأقصى" و"المستشفى الأوروبي" هما المستشفيان الحكوميان العاملان في غزة حالياً من أصل 35 قبل الحرب، فيما تُقدِّم مستشفيات خاصة صغيرة خدمات رعاية أولية، إضافةً إلى مستشفيات ميدانية في منطقة المواصي، جنوب غربي القطاع.

وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أكثر من 120 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وقرابة 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات.

TRT عربي - وكالات