على مدار 74 عاماً.. فنلندا الأسرع انضماماً إلى حلف الناتو
تخلت فنلندا عن مبدأ الحياد تجاوباً مع التغيرات الأمنية في أوروبا بعد الحرب الروسية ضد أوكرانيا وتقدمت بطلب رسمي للحصول على عضوية الناتو في 2022، وبعد استجابتها للمخاوف الأمنية وافق البرلمان التركي على طلب انضمامها إلى الحلف في 30 مارس/آذار 2023.
ساهمت فنلندا في عديد من مهام الناتو خلال الحرب الباردة (1947-1953) وتعاونت مع الحلف في عديد من القضايا باعتبارها "دولة شريكة" / صورة: Reuters (Reuters)

تعد عملية حصول فنلندا على موافقة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) للانضمام إلى التكتل بصفتها العضو الحادي والثلاثين، واحدة من أسرع إجراءات العضوية في تاريخ الحلف الممتد على 74 عاماً.

وساهمت فنلندا في عديد من مهام الناتو خلال الحرب الباردة (1947-1953) وتعاونت مع الحلف في عديد من القضايا باعتبارها "دولة شريكة" منذ عام 1994، لكنها حتى العام 2022 لم تعلن عن نيتها الانضمام إلى الحلف.

ومؤخراً تخلت الحكومة الفنلندية عن مبدأ الحياد الذي التزمته لسنوات، تجاوباً مع التغيرات الأمنية في أوروبا عقب بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.

وتقدمت فنلندا التي تمتلك حدوداً بطول 1340 كيلومتراً مع روسيا، وجارتها السويد بطلب رسمي للحصول على عضوية الناتو في 18 مايو/أيار 2022، من خلال تسليم طلب الانضمام إلى الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ.

أعقب ذلك، توجيه قمة الناتو التي عقدت في العاصمة الإسبانية مدريد ما بين 28 و30 يونيو/حزيران 2022، دعوة للبلدين للانضمام رسمياً إلى عضوية الحلف.

وفي 5 يوليو/تموز 2022 وقعت دول الناتو على بروتوكول الانضمام، وبدأ مسؤولو السويد وفنلندا المشاركة في اجتماعات الناتو بصفتهما "دولاً مدعوة للانضمام".

مخاوف تركيا

وقبل قمة مدريد، أعربت تركيا عن جملة من المخاوف الأمنية، لا سيما ما يتعلق بأنشطة المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم PKK/YPG وكولن الإرهابيين في السويد.

واستجابة للمخاوف التركية، وقعت السويد وفنلندا مع تركيا مذكرة ثلاثية على هامش قمة مدريد، بهدف زيادة التعاون والتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب.

وعقب ذلك، عقد مسؤولو الدول الثلاث عدة لقاءات لمتابعة التطورات في هذا الملف، حيث صرح مسؤولون أتراك بأن خطوات السويد في هذا الصدد "مرضية ولكن غير كافية".

تركيا توافق

وعقب قمة مدريد، بدأت معظم دول الناتو الإجراءات الرسمية للموافقة على عضوية البلدين، حيث استكملت 20 دولة في الحلف إجراءات التصديق في برلماناتها.

وفي 27 مارس الجاري، وافق البرلمان المجري على عضوية فنلندا في الحلف.

ومؤخراً أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن مرحلة الموافقة على طلب فنلندا الانضمام إلى حلف الناتو ستبدأ في 17 مارس/آذار الجاري.

وأخيراً أصدر البرلمان التركي قراره بالموافقة على الطلب الفنلندي في 30 مارس الجاري، ليجري الانتهاء من إجراءات انضمام فنلندا إلى الحلف في أقل من عام.

ضمانات أمنية

وبعد تصديق 30 عضواً في الناتو على طلب هلسنكي، ستتلقى فنلندا ضمانات أمنية وفقا للمادة 5 من معاهدة الحلف والتي تنص على أن "الهجوم على أي عضو من أعضاء الحلف يعتبر بمثابة هجوم على جميع الأعضاء".

وسبق أن تلقت فنلندا ضمانات أمنية من دول في الناتو مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لكن رغم تلك الضمانات إلا أن التصديق على العضوية الكاملة لفنلندا في الحلف يبقى الملف الأهم على جدول أعمال هلسنكي.

الخطوات اللاحقة

لقبول بلد ما في حلف شمال الأطلسي، يتوجب على جميع الأعضاء الموافقة على بروتوكول الانضمام، وبتصديق البرلمان التركي على طلب فنلندا تكون هلسنكي قد استوفت جميع شروط الانضمام.

ورغم موافقة 30 دولة في الحلف على الطلب الفنلندي، فإن العضوية الكاملة في الناتو لا تزال بحاجة إلى بعض الإجراءات الخاصة، لتصبح العضو الحادي والثلاثين.

وحسب الإجراءات المتبعة، يُطلب من الدول التي أكملت إجراءات التصديق الخاصة بها إخطار الولايات المتحدة، استناداً إلى اتفاقية واشنطن، بقبولها انضمام العضو الجديد، ما يعني أنه يتعين على تركيا حالياً إرسال إخطار القبول إلى الولايات المتحدة.

وبدورها تخطر وزارة الخارجية الأمريكية الأمين العام لحلف الناتو باستيفاء فنلندا شروط العضوية، ليرسل بعدها الأخير خطاب دعوة للحصول على العضوية الكاملة إلى فنلندا.

وفنلندا بدورها سترسل إلى الولايات المتحدة وثيقة القبول الخاصة بها موقعة من وزير الخارجية المفوض من الرئيس.

وبعد وصول وثيقة القبول الفنلندية إلى الخارجية الأمريكية ستصبح فنلندا رسمياً العضو الحادي والثلاثين في الناتو، ويُرفع العلم الفنلندي بجوار أعلام الدول الحليفة الأخرى في مقر الناتو في العاصمة البلجيكية بروكسل.

TRT عربي - وكالات