الاحتلال يحرم أهالي غزة الاحتفال بالعيد وسط قصف متواصل واستمرار المعاناة
لم تتوقف المدفعية الإسرائيلية عن قصف مدن قطاع غزة، ما أدى إلى تدمير المنازل وأضرار في الطرقات والبنى التحتية، فضلاً عن سقوط شهداء وجرحى، في الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي تسببت باستشهاد 37 ألفاً و296 وإصابة و85 ألفاً.
الاحتلال الإسرائيلي يحرم أهالي غزة الاحتفال بعيد الأضحى وسط القصف المتواصل واستمرار المعاناة الإنسانية / صورة: Reuters (Reuters)

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" باستشهاد ثلاثة مواطنين، بينهم سيدة وبإصابة آخرين بجروح وصفت بالخطيرة، فجر اليوم الاثنين، جراء قصف الاحتلال منزلاً في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، كما استهدف قصف إسرائيلي أراض زراعية شرق دير البلح وسط قطاع غزة.

وفي وقت سابق، الليلة، أفاد الدفاع المدني في غزة بأن طواقمه انتشلت شهيدين من منطقة بئر كندا في حي تل السلطان غربي رفح، إثر قصف الاحتلال للمنطقة، كما استهدف طيران الاحتلال الحربي منزلا بمحيط المستشفى الميداني الإماراتي وسط رفح. كما شنّ طيران الاحتلال غارة عنيفة على غزة، بالتزامن مع عدة غارات استهدفت محيط وادي غزة شمال غرب مخيم النصيرات.

واسشهد اليوم الأحد فلسطينيان اثنان بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في حي تل السلطان غربي رفح جنوبي قطاع غزة. كما استهدف جيش الاحتلال سيارات إسعاف في أثناء محاولتها انتشال جثامين شهداء في الحي الذي وقعت فيه عدة إصابات بجراح مختلفة نتيجة القصف.

وفي وقت سابق من أمس الأحد، استشهد 9 مواطنين بينهم 6 أطفال، وأصيب العشرات، في قصف للاحتلال استهدف منزلَين في مخيم البريج وسط قطاع غزة. وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلا لعائلة الخطيب في مخيم البريج ما أدى لاستشهاد سبعة مواطنين بينهم أطفال، وإصابة آخرين، مضيفة أن الاحتلال قصف منزلاً لعائلة النجار بمخيم البريج ما أدى لاستشهاد مواطنين وإصابة آخرين.

ووسط القصف المستمر، أدى المواطنون في غزة، أمس الأحد، صلاة عيد الأضحى المبارك، على أنقاض المنازل المدمرة وفوق الركام، وزاروا مقابر الشهداء، وسط أجواء من الحزن. وأكد خطباء صلاة العيد، ضرورة زيارة عوائل الشهداء والجرحى والأسر، وصلة الأرحام، مشددين على ضرورة إدخال الفرحة على وجوه الأيتام من أبناء الشهداء، وعلى أبناء الجرحى والأسرى، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وتناقلت وسائل إعلام محلية صوراً لعدد من ذوي الشهداء خلال زيارتهم أضرحة ذويهم وقراءة الفاتحة على أرواحهم، وتوزيع حلوى الكعك والمعمول على المواطنين، لا سيما الأطفال.

ارتفاع أسعار الأضاحي بسبب الحصار

وعلى أنقاض منازلهم التي دمرتها إسرائيل خلال الحرب على قطاع غزة، شرع عشرات الفلسطينيين في مناطق مختلفة من قطاع غزة بذبح الأضاحي في أول أيام عيد الأضحى، رغم ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام في قطاع غزة بسبب الحصار ومنع إدخالها.

من جانبه، اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس السبت، أن منع إسرائيل إدخال الأضاحي يحرم مئات الآلاف من العائلات في القطاع فرصة إحياء عيد الأضحى وذبح الأضاحي كجزء من الشعائر الدينية الإسلامية.

وأضاف: "منع الاحتلال إدخال الأضاحي إلى قطاع غزة يكشف عن بشاعة الوجه الإجرامي للاحتلال وللإدارة الأمريكية نحو دعم الإبادة الجماعية، وحرمان شعبنا الفلسطيني من الاحتفال بعيد الأضحى". واعتبر ذلك "انتهاكاً واضحاً للحقوق الإنسانية وتجاهلاً تاماً للقيم الإنسانية والإسلامية".

ارتفاع كبير في أسعار الأضاحي بغزة بسبب الحصار الإسرائيلي (AA)

استمرار الحصار والمعاناة الإنسانية

وتتفاقم الأوضاع الإنسانية وتزداد معاناة المواطنين في قطاع غزة، نتيجة استمرار قوات الاحتلال باغلاق المعابر ووقف تدفق المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية، وحرمان آلاف المرضى والمصابين من السفر إلى الخارج لتلقي العلاج. إذ تواصل قوات الاحتلال، إغلاق معبر رفح الحدودي، بعد أن احتلت الجانب الفلسطيني منه في السابع من مايو/أيار الماضي، في اليوم التالي من بدء اجتياحها البري لمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

ويهدد استمرار إغلاق المعابر، بعودة المجاعة إلى مدينة غزة وشمال القطاع وانتشارها في الجنوب والوسط، بعد أن استنزف المواطنون ما تبقى لديهم من مواد غذائية في ظل شح المساعدات. وكانت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع، قد أعلنت الجمعة، عن وفاة طفل نتيجة سوء التغذية والجفاف، ونقص الإمدادات الطبية، ما يرفع عدد ضحايا سوء التغذية في القطاع منذ بدء العدوان إلى 40.

في السياق ذاته، أشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، إلى أن نحو 3 آلاف طفل يعانون سوء التغذية معرضون لخطر الموت بسبب حرمانهم من تلقي العلاج اللازم نتيجة استمرار الهجوم على رفح. كما قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة: "إن 9 أطفال من كل 10 أطفال في قطاع غزة يعانون من فقر غذائي حاد".

وتشير معطيات وزارة الصحة، إلى أن القطاع الصحي في غزة قد انهار، وما بقي منه يخدم ما لا يزيد على 15% فقط من جرحى ومصابي العدوان، وبات غير قادر على خدمة من يعانون أمراضاً مزمنة، وعاجزاً عن معالجة الأمراض الوبائية التي سببها الاكتظاظ في مراكز الإيواء، وتدمير نظام الصرف الصحي.

TRT عربي - وكالات