وفي خضم هذه المتابعات الإعلامية، كانت مقاربة الإعلام السعودي لهذه قضية مختلفة تراوحت بين التجاهل، ثم الانشغال بتفصيلات لا تصب في صلبها لا سيما انتقاد التغطية الإعلامية للحدث، ومحاولة صرف الانتباه إلى تفاصيل أخرى.
تفاعل الإعلام السعودي
منذ وقوع الحادثة، لم تتعامل وسائل الإعلام السعودية مع القضية، وهو ما يعتبر أقرب للتجاهل، رغم بدء موجة إعلامية كبيرة تتساءل عن مصير خاشقجي بعد ثلاثة أيام من الحادثة، بالإضافة إلى صدور تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي تفيد بأنه غادر القنصلية. ولم يمانع محمد بن سلمان، في مقابلته مع وكالة بلومبيرغ، من السماح للسلطات التركية بتفتيش القنصلية السعودية. لتبدأ وسائل إعلام سعودية تناول الحدث.
وبعدما نقلت وكالة رويترز، السبت، عن مصادرها أنباء تفيد بمقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية، وما أعقبه من تغطيات إعلامية على المستويين العربي والعالمي، انطلقت وسائل إعلام سعودية في تغطية الحدث لكن من زوايا مختلفة.
في هذا السياق، نشرت قناة العربية السعودية، التي تبث من دبي في الإمارات، تقريراً بعنوان "شخصيات أججت الإشاعات.. 3 أسماء برزت في قضية خاشقجي"، تتهم فيه خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي وتوران كشلاكجي رئيس بيت الإعلاميين العرب ومراسل قناة الجزيرة جمال الشيال ببث الإشاعات.
في ذات السياق بثت قناة "السعودية 24" تقريراً بعنوان "إعلاميون وإخوانجية تدعمهم قطر لتأجيج المواقف في مصير خاشقجي".
تجييش الإعلاميين
من جانب آخر، شجبت "مارغو إيوان" رئيسة منظمة مراسلون بلا حدود لـTRT عربي التحريض ضد مؤسسات إعلامية. واعتبرت هذا التحريض من وسائل إعلامية تابعة لبعض الدول، إشارة واضحة لإرادة سياسية هدفها تشويه سمعة ومصداقية تقارير وسائل الإعلام.
وقالت "صوفي آنموث" مديرة مكتب الشرق الأوسط في منظمة مراسلون بلا حدود لـTRTعربي أنه يجب الالتزام بالحقائق الصحفية في هذه القضايا وتحديداً قضية جمال خاشقجي احتراماً لمشاعر أقاربه، وأكدت على ضرورة عدم استغلالها كأداة سياسية.
أما الإعلامية منتهى الرمحي، وهي مذيعة رئيسية في قناة العربية، ذهبت لأبعد من ذلك واصفة ممارسات بعض الدول بـ"بالبلطجة" من أجل تشويه سمعة السعودية.
في حين اعتبر الصحفي السعودي والمدير السابق لقناة العربية ورئيس التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط، عبد الرحمن الراشد أن الأنباء عن مقتله "دعاية قطرية تركية" يتم تحويلها إلى معركة ضد المشروع السعودي الجديد، "الذي كسب في سنتين حماساً عالمياً".
ورأى الإعلامي السعودي عبد الله البندر، الذي يعمل في قناة سكاي نيوز عربية الإماراتية، أن ما يحصل مع جمال خاشقجي مسرحية من أجل تأجيج الرأي العام الدولي ضد السعودية.