وقالت الوكالة إن عدد الحالات المرضية التي شهدتها مناطق الاتحاد الأوروبي ارتفعت من 71 حالة في عام 2022 إلى 130 حالة في عام 2023. بينما حذر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها من حجم الزيادة الكبير، مشيراً إلى أن الفترة من 2010-2021 وحدها شهدت 73 إصابة.
وقالت أندريا أمون، مديرة المركز "ترى أوروبا بالفعل كيف يخلق تغير المناخ ظروفاً أكثر ملاءمة لانتشار البعوض الغازي في مناطق لم تكن متأثرة من قبل وإصابة المزيد من الناس بأمراض مثل حمى الضنك". وأضافت "ما يمكننا رؤيته هو أن هناك علاقة بين ارتفاع درجة الحرارة في الصيف والشتاء الأكثر اعتدالاً وانتشار البعوض بشكل أكبر في المناطق التي لا يوجد فيها حالياً".
وفيما يتعلق بفيروس غرب النيل، أُبلغ عن 713 حالة في 123 منطقة مختلفة في تسع دول في الاتحاد الأوروبي في عام 2023، و67 حالة وفاة. وأشار المركز الأوروبي إلى أن البعوض المسؤول عن نشر فيروس غرب النيل"بعوضة المنازل- Culex pipiens" موطنه الأصلي أوروبا وموجود في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.
منظمة الصحة العالمية تحذّر
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فقد ارتفع معدل الإصابة بحمى الضنك في العالم بشكل ملحوظ على مدى العقدين الماضيين، ما يشكل تحدياً كبيراً ماثلاً أمام الصحة العامة.
ووثقت المنظمة في تقرير لها ارتفاع عدد الحالات بشكل كبير، فبين عامي 2000 و2019 زاد عدد الحالات المبلغ عنها بمقدار عشرة أضعاف في كل أنحاء العالم.
وارتفعت الحالات وفقاً لمنظمة الصحة العالمية من 500 ألف حالة إلى 5.2 مليون حالة. وشهد عام 2019 وصول الحالات إلى ذروة غير مسبوقة، وأُبلغ فيه عن انتشار الحالات عبر أنحاء 129 بلداً.
وأرجعت المنظمة ارتفاع عدد الحالات إلى عوامل عدة على رأسها التوزيع الآخذ في التغيّر للنواقل ( البعوضة بأنواعها)، وعواقب ظاهرة النينيو والتغيّر المناخي إضافة إلى هشاشة النظم الصحية، وانعدام الاستقرار السياسي والمالي في البلدان التي ينتشر فيها المرض.
إقليم الأمريكتين
وشهدت دول أمريكا اللاتينية والشمالية النسبة الأكبر من عدد الإصابات، بواقع 80٪ من إجمالي الإصابات العالمية كما أشارت منظمة الصحة العالمية. وخلال الفترة الواقعة بين 1 يناير/كانون الثاني 2023 و11 ديسمبر/كانون الأول 2023 أبلغ عن 4.1 مليون حالة يشتبه بإصابتها بحمى الضنك في 42 بلداً، بينما أبلغت 15 بلداً عن تفشي المرض فيها.
وبحسب وزارة الصحة البيروفية، تسببت حمى الضنك بوفاة 147 شخصاً منذ بداية العام، وسُجّلت أكثر من 155 ألف إصابة في البلاد. وتتجاوز هذه الأرقام بكثير المعدّلات التي سُجّلت في الفترة نفسها من العام 2023 (39 حالة وفاة و34 ألف إصابة).
ودفعت خطورة الوضع الحكومة إلى إعلان حالة طوارئ صحية في 20 منطقة من مناطق البلاد البالغ عددها 25 خلال فبراير/شباط.
وفي البرازيل، ارتفع عدد الإصابات خلال الأسابيع الخمسة الأولى من العام خمس مرات مقارنة بالفترة نفسها من العام 2023. وأطلقت البلاد في فبراير/شباط حملة تطعيم مجانية ضد حمى الضنك، بعدما شهدت ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات.
وفي الأرجنتين، سُجّلت 129 حالة وفاة بسبب المرض في الربع الأول من العام 2024، مقارنة بـ13 خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام السابق.
وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى وجود 500 مليون شخص في الإقليم من المعرضين لخطر الإصابة بعدوى حمى الضنك اليوم.
وينتشر البعوض من نوع الزاعجة المصرية الناقل لحمى الضنك على نطاق واسع في الأمريكتين، باستثناء كندا الخالية من المرض ونواقله.