لليوم الـ38.. الاحتلال لا يستثني شيئاً في غزة وحصيلة الشهداء في ارتفاع
يتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ38، براً وبحراً وجواً، فيما ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 11180، بينهم 4 آلاف و609 أطفال، و3 آلاف و100 امرأة.
عشرات الشهداء والجرحى في قصف إسرائيلي متواصل على قطاع غزة لليوم الـ38 على التوالي / صورة: Reuters (Reuters)

استُشهد عشرات الفلسطينيين، وأُصيب آخرون، اليوم الاثنين، جراء تواصل قصف الاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة، براً وبحراً وجواً، فيما لا يزال الآلاف عالقين في المستشفيات والمرافق الصحية.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، (حكومية)، بأن طائرات الاحتلال قصفت أحياء الرمال، وتل الهوى، والتفاح، ومنطقة الشيخ عجلين، ومخيم الشاطئ، في المناطق الغربية من مدينة غزة، ما أوقع عشرات الشهداء والجرحى، دون تمكن مركبات الإسعاف من الوصول إليهم.

وأضافت الوكالة أن مركبات الإسعاف لم تستطع الوصول إلى عشرات الشهداء والجرحى الذين ارتقوا في قصف إسرائيلي استهدف أحياء الصبرة، والدرج، والزيتون، شرقي مدينة غزة.

كما قصف الاحتلال منزلاً لعائلة الآغا قرب مسجد الأمين في الشطر الغربي بخان يونس، ما أدى إلى وقوع إصابات.

22 مستشفى خارج الخدمة

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأحد، خروج 22 مستشفى في القطاع عن الخدمة بسبب العدوان الإسرائيلي، وأفاد مدير عام منظمة الصحة العالمية، بخروج مستشفى الشفاء في غزة خرج عن الخدمة، ليرتفع عدد المشافي التي خرجت عن الخدمة إلى 23.

وقال المكتب، في بيان، إنه "في ظل الاستهداف المُركّز على المستشفيات بشكل خاص وتهديد الطواقم الطبية، فقد خرج عن الخدمة نتيجة العدوان الإسرائيلي 22 مستشفى و49 مركزاً صحياً، كما استهدف الاحتلال 53 سيارة إسعاف".

وأضاف أن "حصيلة الشهداء بلغت، حتى مساء الأحد، 11 ألفاً و180، بينهم 4 آلاف و609 أطفال، و3 آلاف و100 امرأة".

وأوضح البيان أن "عدد المساجد المدمرة تدميراً كلياً بلغ 70، و153 مسجداً تعرضت للتدمير الجزئي، إضافة إلى استهداف 3 كنائس".

وبالنسبة إلى الخسائر الزراعية، لفت بيان المكتب الحكومي إلى أن "الخسائر الزراعية الناجمة عن هذا العدوان المتواصل تقدر بـ180 مليون دولار خسائر مباشرة".

وتابع: "أتلف الاحتلال وجرف أكثر من 25% من المساحات الزراعية، بواقع 45 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع)، وكذلك إتلاف آلاف الأشجار المثمرة، وإعدام أفواج كاملة من مزارع الماشية والدواجن والأسماك".

وأفاد مراسل TRT عربي، باستشهاد عدد من الجرحى والمرضى في مجمع الشفاء الطبي بسبب انقطاع الكهرباء ومنع إدخال الوقود، وصعوبة تحرك الكوادر الطبية جراء الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال حوله، ووجود القناصة وعمليات إطلاق النار بشكل مباشر.

وأفاد المراسل بارتفاع عدد الأطفال الخدج في وحدة عناية مركّزة للأطفال، الذين توفوا منذ الصباح إلى 5، مشيراً إلى أنه جرى إخراج الآخرين من الأجهزة بسبب حاجتهم إلى حرارة معينة.

وأكد مراسل TRT عربي، أن الساحة الرئيسية في مجمع الشفاء الطبي تتكدس بما يزيد على 100 شهيد ألقوا بالعراء تحت الشمس الحارقة، ولا يمكن دفنهم لصعوبة إخراجهم أو الوصول إليهم بسبب استهداف كل من يتحرك داخل المجمع.

وبحسب حصيلة جديدة لحركة حماس، توفي خمسة أطفال رضّع وسبعة مرضى في العناية المركزة بمستشفى الشفاء في غزة.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ليل السبت/الأحد، أن الأطفال الرضع في مستشفى القدس شمال قطاع غزة يعانون من الجفاف بسبب انقطاع الحليب. وقالت الجمعية في منشور مقتضب على منصة إكس: "الأطفال الرضع في مستشفى القدس يعانون من الجفاف بسبب انقطاع الحليب"، دون مزيد من التفاصيل.

وقالت الجمعية في منشور آخر: "زملاؤنا في غرفة عمليات الطوارئ في غزة يعملون على مدار الساعة رغم انقطاع التيار الكهربائي والقصف المكثف المستمر في محيط مستشفى القدس".

وقالت جمعيات دولية: "خلال الساعات القليلة الماضية، تلقّينا تقارير مروّعة من مستشفى الشفاء. لا كهرباء ولا ماء ولا أكسجين. أدّى القصف العسكري إلى إلحاق أضرار بوحدة العناية المركّزة وكذلك بالمولّد الوحيد الذي ظلّ يعمل حتى الآن.

وفي وقت مبكر الأحد أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عن قلقه من "فقدان الاتصال" مع محاوريه في مستشفى الشفاء.

ودعا المديرون الإقليميون لصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، ومنظمة الصحة العالمية، الأحد، إلى "تحرك دولي عاجل" لإنهاء الهجمات الإسرائيلية ضد المستشفيات في قطاع غزة. وجاءت الدعوة في بيان مشترك من ليلى بكر من صندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية، وأديل خضر من "يونيسف" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأحمد المنظري من منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.

وشدد المسؤولون الأمميون على أن "العالم لا يمكن أن يقف صامتاً بينما تتحول المستشفيات (في غزة)، التي ينبغي أن تكون ملاذاً آمناً، إلى مشاهد الموت والدمار واليأس".

تواصل القصف

ولليوم 37 على التوالي واصل الجيش الإسرائيلي غاراته العنيفة على قطاع غزة، ما خلَّف شهداء وجرحى، فيما اندلعت اشتباكات ضارية مع المقاومة الفلسطينية شمال بيت حانون ومنطقة أبراج العودة وبيت لاهيا شمالي مدينة غزة.

وأفادت مصادر طبية بأن غارة جوية إسرائيلية استهدفت الأحد منزلاً لعائلة النجار في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس جنوبي غزة؛ ما أسفر عن 13 قتيلاً و25 جريحاً.

وقالت قناة الأقصى على تليغرام: "الطائرات الحربية قصفت منزلاً لعائلة النخالة وسط مدينة غزة، فيما سقط شهداء وجرحى في استهداف منطقة الصحابة بحي الدرج في مدينة غزة".

واستشهد مواطن وأصيب 4 آخرين بقصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وقصفت الطائرات منزلاً لعائلة البرش في جباليا البلد ما أوقع إصابات، كما استهدفت الطائرات منزلاً لعائلة النخالة بجوار مسجد التابعين في شارع الصحابة وسط غزة أوقع شهداء وجرحى، وفق المنصة.

وأفادت المنصة "باستشهاد طفل و4 إصابات في قصف منزل لعائلة أبو شاب في بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس".

وأطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية عشرات القذائف باتجاه شاطئ المنطقة الوسطى من القطاع وأطلقت المدفعية قنابل إنارة شرقي مدينة رفح بالتزامن مع قصف مدفعي.

وقال مدير قسم الجراحة في مستشفى الشفاء مروان أبو سعدة "اليوم قصفوا غرفة العناية المركّزة. يطلقون النار ويقصفون كل مكان حول المستشفى، لا يمكنكم الدخول أو الخروج من المستشفى. الوضع في المستشفى خطير جداً جداً".

وأضاف: "الأشخاص الذين حاولوا ترك المستشفى أطلِق عليهم النار في الشارع، البعض منهم استشهد، البعض منهم جُرح. لا أحد يستطيع دخول المستشفى، ونحن لا نستطيع الخروج منه.. إطلاق النار في كل مكان".

وقال مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية "الطواقم الطبية عاجزة عن العمل والجثث بالعشرات لا يمكن التعامل معها أو دفنها". أضاف "المستشفى محاصر تماماً والقصف مستمر في محيطه".

في السياق، حذر مدير عام المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت، الأحد، من أن نحو 650 مريضاً وجريحاً، منهم 36 طفلاً، باتت حياتهم في خطر بسبب الوضع الكارثي في مجمع الشفاء الطبي.

وقال زقوت، في مؤتمر صحفي: "نحو 650 مريضاً وجريحاً، منهم 36 طفلاً، حياتهم في خطر بسبب الوضع الكارثي في مجمع الشفاء، ونطالب مصر بإنقاذ أرواحهم".

واتهمت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، الأحد، إسرائيل بارتكاب كارثة داخل مستشفيات قطاع غزة، خصوصاً مجمع الشفاء الطبي. وقالت الكيلة في بيان صحفي، إن الجيش الإسرائيلي يلقي الجرحى والمرضى إلى الشارع للموت المحتم، و"هذا ليس إخلاءً بل طرد تحت تهديد السلاح".

وتابعت أن "هناك كارثة تحدث في المستشفيات، وهي المرضى الذين يموتون الآن دون الحصول على علاجاتهم"، مثل مرضى غسيل الكلى والسرطان، والحوامل".

TRT عربي - وكالات