جاء ذلك في تصريحات أدلى بها فيدان خلال زيارته اتحاد الصحافة التركي في العاصمة أنقرة، حيث أوضح أن أنقرة أجرت مشاورات وتحركات دبلوماسية واسعة منذ اليوم الأول لصدور القرار الأمريكي، مؤكداً أن بلاده لن تقبل باستبعاد الفلسطينيين من أي مسار سياسي أو دبلوماسي بشأن قضيتهم.
وأشار فيدان إلى أنه تقرر عقد مؤتمر حول فلسطين في الأمم المتحدة بقيادة بعض الدول وبدعم من تركيا، لافتاً إلى أن دولاً غربية، وبخاصة فرنسا وبلجيكا، تستعد لاتخاذ خطوات عملية للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال: "منع المسؤولين الفلسطينيين من الحصول على التأشيرات لا يعني أن فلسطين لا تستطيع المشاركة كدولة، فهناك كما تعلمون الممثلية الدائمة لدولة فلسطين، والممثل الدائم يستطيع المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة باسم دولة فلسطين، وهذا أمر لا يمكن منعه لأنه مرتبط بميثاق الأمم المتحدة".
وأضاف: "لكن بسبب عدم منح التأشيرة، يوجد احتمال ألا يتمكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الحضور شخصياً. وقد اجتمعنا في مجموعة الاتصال بشأن غزة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، وأجرينا مشاورات مكثفة وأصدرنا بياناً يفيد بأن القرار غير صحيح ويجب تصحيحه".
وكشف فيدان أن تركيا تحركت دبلوماسياً بالتنسيق مع عدة دول عربية وإسلامية، بينها فلسطين والسعودية ومصر وقطر والأردن وسلطنة عمان، موضحاً أن هذه الدول تشترك في موقف مفاده أن المؤتمر الأممي يجب ألا يتعطل، وأن الاعتراف بدولة فلسطين يجب أن يمضي قدماً.
وتابع: "ما يعتبره إخوتنا الفلسطينيون الآن أولوية بالغة الأهمية هو مسألة الاعتراف بدولة فلسطين، ولا سيما من قبل دولتين مثل فرنسا وبريطانيا، وهما من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن. إنهم يرون في ذلك مكسباً كبيراً من أجل القضية الفلسطينية".
ولفت فيدان، إلى أن دولاً عربية مجاورة لفلسطين أعربت عن ردود أفعال قوية وأن لديها رأياً مفاده أن الفائدة الأكبر تكمن في أن تعترف بعض الأطراف الفعالة بدولة فلسطين.
وفي 29 أغسطس/آب المنصرم، أعربت الخارجية الفلسطينية عن استغرابها الشديد، من قرار الولايات المتحدة إلغاء تأشيرات مسؤولين فلسطينيين، من بينهم الرئيس عباس، معتبرة أنه خطوة مخالفة لـ"اتفاقية مقر الأمم المتحدة" لعام 1947.
وتنص الاتفاقية على التزام الولايات المتحدة بتسهيل دخول ممثلي الدول الأعضاء والموظفين والخبراء التابعين للأمم المتحدة إلى أراضيها، ومنحهم التأشيرات اللازمة بغض النظر عن العلاقات السياسية بين واشنطن ودولهم.
وسبق أن أعلن عديد من الدول الغربية بينها فرنسا وبريطانيا عزم هذه الدول الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الجاري.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 64 ألفاً و300 شهيد، و162 ألفاً و5 جرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 376 فلسطينياً، بينهم 134 طفلاً.