جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الرئيس التركي للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، خلال عودته من الصين التي زارها للمشاركة في قمة شنغهاي للتعاون، يومي الأحد والاثنين.
وذكر الرئيس أردوغان “أننا لا ننظر إلى العالم فقط من زاوية الشرق والغرب، ولسنا دولة جمد أفقها في صقيع الحرب الباردة"، مضيفاً: "ننتظر من الصين بصفتها جزءاً مهماً من المجتمع الدولي، أن تدعم مساعينا في إبقاء قنوات الحوار مفتوحة".
ولفت الرئيس التركي إلى أن بلاده تسعى إلى تطوير العلاقات مع بكين، موضحاً أن "مشاركته في القمة تأتي في سياق التأكيد على الأهمية التي توليها تركيا للعلاقات مع المنظمة والدول الآسيوية التي تربطها بها علاقات عميقة الجذور".
واستكمل أردوغان قائلاً: "عقدنا لقاء مثمراً مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، بمشاركة وفدي البلدين، في اليوم الأول من الزيارة، وناقشنا العلاقات الثنائية وقضايا الاستثمار خلال اللقاء. نريد جعل علاقاتنا الاقتصادية مع شريكنا التجاري الصين، أكثر توازناً واستدامة".
وأكد مواصلة تركيا المشاورات مع الجانب الصيني، مجدداً تأكيده أن "الصين تُدرك أهمية تركيا ونفوذها الإقليميين، لذلك تعتبرها جهة فاعلة مهمة، ونحن نسعى جاهدين لتطوير علاقاتنا معها".
ونوّه أردوغان بأن تركيا تدافع وستواصل الدفاع عن سياساتها التي تركز على الإنسان في كل المنصات، واستطرد: "في عالم تعثرت فيه الأنظمة الدولية، نؤمن بأن التطبيع لا يتحقق إلا من خلال حلول قائمة على الإنصاف. نتعلم من الماضي، ونقرأ المستقبل جيداً، ونمضي قدماً بهذه الرؤية".
وأعرب الرئيس التركي عن إيمانه بأهمية إبقاء قنوات الحوار مفتوحة، واعتقاده بإمكانية بناء عالم عادل ومزدهر، وأكمل: "عندما قلنا إنه ’من الممكن إنشاء عالم أعدل‘ أصررنا على ذلك، وما زلنا نُصرّ عليه. نسعى جاهدين لمواصلة مسيرتنا في هذا الاتجاه. وننتظر من الصين، بصفتها جزءاً مهماً من المجتمع الدولي، دعم جهودنا في هذا الصدد".
“مجازر إسرائيل لن تنسى”
وعلى صعيد القضية الفلسطينية، شدد الرئيس التركي على أنه "يستحيل إسكات صوت فلسطين"، مطالباً الولايات المتحدة بمراجعة قرارها المتعلق بإلغاء تأشيرات الوفد الفلسطيني إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتابع أردوغان قائلاً: "مجازر إسرائيل لن تُنسى أبداً، ولن ينسى المنصفون من الآباء والأمهات كيف ذُبح الأطفال والآباء والأمهات في فلسطين"، متوقعاً أن تهيمن القضية الفلسطينية على أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة، وأشار إلى أن بعض الدول الأوروبية تستعد للاعتراف بدولة فلسطين.
وبشأن قرار واشنطن حظر التأشيرات للمسؤولين الفلسطينيين، قال أردوغان، إن ذلك لا يتماشى مع مبرر وجود الأمم المتحدة ودعاها لمراجعة القرار بأسرع وقت، مؤكداً ضرورة أن تقول الولايات المتحدة "كفى" لمجازر إسرائيل في قطاع غزة.
وأشار إلى أن مجلس الأمن الدولي موجود لمناقشة القضايا العالمية وإيجاد حلول لها، وأن غياب الوفد الفلسطيني عن الجمعية العامة للأمم المتحدة "يُسعد إسرائيل".
وفيما يخص رسالة عقيلته أمينة أردوغان إلى ميلانيا ترمب، زوجة الرئيس الأمريكي، قال أردوغان إنها "أضافت بعداً جديداً للدبلوماسية التركية بشأن غزة، وأظهرت أن اللغة الإنسانية يمكن أن تكون مؤثرة في العلاقات الدولية".
نهوض سوريا
من جهة أخرى، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ بلاده لن تترك سوريا لوحدها وستقف إلى جانبها دائماً، مضيفاً أن "الأكراد أينما عاشوا هم إخواننا"، وقال الرئيس التركي :"لن يتمكن أحد إن شاء الله من منع نهوض سوريا مجدداً".
وأردف الرئيس التركي:" من يحاول عرقلة المسار القائم في سوريا فسيدفع ثمن ذلك والأكراد أينما عاشوا هم إخواننا ولا أحد يستطيع أن يفرق بيننا"، وشدّد على أنّ تركيا لن تتغاضى عمّن يريد خلق الفوضى في الأراضي السورية وأن الحكومة في دمشق لن تقبل بذلك أيضاً.
وحول الحرب الروسية-الأوكرانية قال الرئيس أردوغان:" تركيا شكلت مثالاً بقدرتها على التواصل مع روسيا وأوكرانيا وكسب ثقتهما منذ بداية الحرب".
وأضاف: "منذ البداية بحثنا إمكانية إنهاء الحرب الأوكرانية-الروسية عبر المفاوضات ومحادثات إسطنبول دليل على أن هذا المسار مفتوح".
وأكد أن تحقيق السلام العادل والدائم بين روسيا وأوكرانيا منوط بتعزيز أرضية المفاوضات من دون إقصاء أي طرف.
وحول قمة ألاسكا بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين وصف الرئيس أردوغان اللقاء بأنه إيجابي واستراتيجي ثمين، وأنّ الحوار الهادف للسلام السبيل الوحيد لإنهاء الحرب الأوكرانية-الروسية.