كما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات نسف المباني في عدة أحياء بمدينة غزة، مرفقاً ذلك بإنذارات للسكان بضرورة الإخلاء نحو جنوب القطاع، حيث استهدفت قواته منازل في حي الشيخ رضوان باستخدام روبوتات مفخخة وسلاح المدفعية.
وأفادت مصادر طبية بسقوط 8 شهداء وعدد من الجرحى بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة الفارابي في محيط ملعب اليرموك وسط غزة، التي كانت تؤوي نازحين، كما استشهد 4 أشخاص، بينهم طفل، وعدد من الإصابات، جراء قصف جوي إسرائيلي منزلاً عند مفترق الغزالي بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
فيما وصلت إلى مستشفى الشفاء جثامين 6 شهداء بينهم طفلان، إثر استهداف طائرات الاحتلال خيمة للنازحين قرب المجلس التشريعي بحي الرمال غربي مدينة غزة، وغارة ثانية على شقة سكنية في حي الشيخ رضوان شمالي المدينة.
وفي جنوب قطاع غزة، أفادت مصادر بانتشال جثامين شهداء متحللة من مدينة خان يونس، فيما استهدفت طائرات مسيّرة إسرائيلية للمرة الثانية اليوم مئذنة مسجد أبو سليم في دير البلح وسط القطاع.
تأتي هذه الهجمات في إطار عملية "عربات جدعون 2"، التي يقول جيش الاحتلال إن مراحلها الأولى بدأت لاحتلال مدينة غزة. ويعتمد الجيش سياسة تدمير واسعة عبر نسف مربعات سكنية وأبراج متعددة الطوابق لإجبار السكان على النزوح.
وكانت مصادر طبية أعلنت السبت عن استشهاد 74 فلسطينياً، بينهم 53 في مدينة غزة. ومن بين الشهداء 30 مدنياً جائعاً قتلهم جيش الاحتلال في أثناء محاولتهم الحصول على الطعام من نقطة توزيع مساعدات في منطقة زيكيم شمالي القطاع.
ومنذ مايو/أيار الماضي، ومع تسليم إدارة تدفق المساعدات إلى ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" المرتبطة بشركة أميركية خاصة، استشهد نحو 2400 فلسطيني وأُصيب أكثر من 17 ألفاً برصاص جيش الاحتلال والمتعاقدين الأجانب العاملين مع المؤسسة قرب مراكز توزيع المساعدات.
خطر المجاعة يتفاقم
واليوم الأحد، حذّرت المتحدثة باسم اليونيسيف تيس إنغرام من تفاقم خطر المجاعة في غزة وامتدادها إلى وسط القطاع خلال أسابيع إذا لم يتم التدخل العاجل، ووصفت الوضع بأنه "كارثة كاملة". وأكدت أن العائلات عاجزة عن توفير الغذاء لأطفالها، وأنه "لا يوجد مكان آمن في غزة" وسط قصف متصاعد ونزوح متزايد نحو الساحل.
وأوضحت إنغرام أن 15-20% من أطفال غزة يعانون من سوء التغذية، وهو ما يتجاوز عتبة المجاعة، مشيرة إلى وفاة أكثر من 110 أطفال حتى الآن، نصفهم تقريباً خلال العام الجاري، بسبب الجوع والأمراض المرتبطة به.
وشددت على أن آلاف الأطفال في حاجة ماسة للعلاج، وأن إدخال مئات الشاحنات يومياً من الغذاء والمياه والدواء أمر ضروري وفوري، محذرة من أن مزيداً من الأطفال سيواجهون خطر الموت جوعاً إذا استمر الوضع على حاله.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مواد غذائية أو علاجات أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وتسمح إسرائيل أحيانا بدخول كميات محدودة جداً من المساعدات لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوَّعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
رد الفصائل
ورغم مرور ما يقارب العامين على الحرب المستمرة ضد غزة، ما زالت الفصائل الفلسطينية تواصل الرد العسكري. وأعلنت سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) صباح الأحد، قصف مستوطنة نتيفوت بصاروخين "رداً على جرائم الاحتلال"، بعدما أعلن جيش الاحتلال اعتراض أحدهما وسقوط الآخر في منطقة مفتوحة.
وسبق أن أطلقت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) في 6 أبريل/نيسان الماضي نحو 10 صواريخ على مدينة أسدود، رداً على المجازر بحق المدنيين. وتواصل الكتائب حالياً عمليات "عصا موسى" للتصدي للتوغل الإسرائيلي، إذ استهدفت في الأيام الماضية دبابات وآليات وجنوداً في حي الزيتون جنوب مدينة غزة ومخيم جباليا شمالي القطاع.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت 64 ألفاً و368 شهيداً و162 ألفاً و367 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 382 فلسطينياً، بينهم 135 طفلاً.