وجاء في بيان مشترك صدر، اليوم الخميس، عن نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، وهيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير (حكومية)، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "اعتقل منذ مساء الأربعاء، وحتى صباح الخميس 25 فلسطينياً بينهم سيدة وأسرى سابقون"، مبيناً أن الاعتقالات توزعت في جميع محافظات الضفة الغربية المحتلة.
وأوضح البيان أن وتيرة الاعتقالات تصاعدت مؤخراً في محافظة الخليل، وطالت بشكل أساسي أسرى محررين اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأفرج عنهم، وأعاد الاحتلال اعتقالهم مجدداً.
كما أشار إلى أن الاحتلال اعتقل 450 فلسطينياً في محافظتي جنين وطولكرم منذ بدء العدوان عليهما، قبل أسابيع.
اقتحامات واسعة
وأمس الأربعاء، نفذ جيش الاحتلال حملة مداهمات واسعة بمختلف مناطق الضفة، استشهد خلالها وأصيب عدد من الفلسطينيين.
وأعلنت محافظة القدس (أعلى تمثيل فلسطيني محلي للمدينة) استشهاد عامل فلسطيني (35 عاماً) من بلدة الرام، إثر سقوطه من الطابق الخامس في ورشة بناء بالمدينة، خلال مداهمة نفذتها القوات الإسرائيلية.
وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اقتحم جيش الاحتلال عدة أحياء في محافظة نابلس (شمالي الضفة)، برفقة جرافة عسكرية. بينما اعتقلت القوات فلسطينياً من مخيم "عسكر القديم" شرقي نابلس، بعد أن تسللت وحدة خاصة بمركبة مدنية إلى داخل المخيم.
وفي جنوب وشرق نابلس، اقتحمت القوات الإسرائيلية قريتي بورين وسالم، إذ فتشت مركبة في قرية بورين، من دون تسجيل أي اعتقالات.
وفي محافظتي قلقيلية وسلفيت (شمال)، شدد الجيش من إجراءاته العسكرية وأغلق مداخل عدة قرى، ما أعاق حركة الفلسطينيين، في إطار سياسة العقاب الجماعي، وفق ما نقلته "وفا".
أما جنوبي الضفة، فأفادت "وفا" بأن قوة إسرائيلية اقتحمت بلدة الخضر جنوب مدينة بيت لحم، مستخدمة قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق جرى علاجها ميدانياً.
كما اقتحمت القوات قرية حوسان، غربي بيت لحم، إذ أطلقت الرصاص وقنابل الغاز.
وفي الخليل (جنوب)، أكد شهود عيان أن الجيش اقتحم مخيم الفوار وقرية الريحية، وانتشر في الأزقة والمنازل مع إطلاق الرصاص الحي والمطاطي، إضافة إلى قنابل الغاز، ما أدى إلى وقوع حالات اختناق بين السكان.
كما اقتحمت القوات قرية كفر عين، شمال مدينة رام الله (وسط)، وأطلقت الرصاص الحي من دون تسجيل إصابات أو اعتقالات.
اعتداءات المستوطنين
ورافق اقتحامات قوات الاحتلال هجمات نفذها مستوطنون إسرائيليون على الفلسطينيين وممتلكاتهم. ففي فجر اليوم الخميس، قال شهود عيان إن عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية ترافقها جرافة وحافلات تقل مستوطنين وصلت، "قبر يوسف" شرق مدينة نابلس شمالي الضفة وانتشرت في محيطه.
وأشار الشهود إلى اندلاع مواجهات بين شبان فلسطينيين وجيش الاحتلال في محيط القبر، إذ استخدم الأخير الرصاص الحي والمعدني، وقنابل الغاز المسيل للدموع.
ومن جهتها، ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان أن طواقمها "تعاملت مع إصابة 4 فلسطينيين بحالات اختناق خلال المواجهات مع الجيش الإسرائيلي".
وكانت "وفا" قد أفادت، أمس الأربعاء، بأن مستوطنين اعتدوا على فلسطيني في بلدة برقة، شمال غرب نابلس، في أثناء عمله في أرضه شرق البلدة، قبيل وقت الإفطار، ما أسفر عن إصابته بجروح وكسور في يديه.
وفي حادث منفصل، أصيب فلسطينيان بجروح بعد أن هاجم مستوطنون مركبات فلسطينية بالحجارة على الطريق بين مدينة سلفيت وبلدة بروقين غربي المدينة.
وفي جنوب قرية قريوت، قرب نابلس، شرعت جرافة تابعة للمستوطنين، تحت حماية قوات الاحتلال، بتجريف أراضٍ في منطقة "الطنطور" القريبة من منازل الفلسطينيين، بهدف الاستيلاء عليها لمصلحة التوسع الاستيطاني.
كما أفادت محافظة سلفيت، بأن المستوطنين أقدموا على تجريف نحو 70 دونماً (أي ما يعادل 70 ألف متر مربع) من أراضي الفلسطينيين غرب بلدة بديا، واقتلعوا 80 شجرة، من بينها 50 شجرة زيتون يزيد عمرها على 20 عاماً، بالإضافة إلى أشجار اللوز والتين. كما هدموا سلاسل حجرية وبئراً لجمع مياه الأمطار.
ويواصل في الأثناء، جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية في مخيمات شمال الضفة الغربية منذ 21 يناير/كانون الثاني، ما أسفر عن استشهاد واعتقال عشرات الفلسطينيين.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد نحو 934 فلسطينياً، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفاً و640، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
