كخلية النحل، تعمل مجموعة شبابية متخصصة بمجال تكنولوجيا المعلومات والتصوير على تطوير مشروع افتراضي يتيح لأي شخص حول العالم التجول في الأماكن السياحية والأثرية في قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة، والتنقل بين شِقَّي الوطن "بلا حواجز".
أطلقت هذا المشروع القائم على تقنية التصوير بزاوية 360 درجة، الشابة سجى أبو دلال، التي اختارت له اسم "Pal Vr".
لا يزال المشروع يخطو أولى خطواته، لكنه استطاع جذب كثير من الداعمين الذي شكّلوا مع أبو دلال مجموعة عمل نشطة، تعمل على كسر الحواجز التي تقيّد الوطن.
معايشة الواقع
داخل مسجد السيد هاشم بن عبد مناف، الواقع في حي الدرج أعرق الأحياء التاريخية بمدينة غزة، تلتقط أبو دلال مقاطع فيديو عامة لتركز بعدها على النقوش والتفاصيل المعمارية، ليكون هذا المكان جزءاً من الأماكن التي يتاح زيارتها عبر المشروع.
ويعود تأسيس هذا المسجد إلى العهد المملوكي، وجدّده السلطان عبد الحميد عام 1850.
ويُعتقد أن هذا المسجد يحتضن قبر جدّ الرسول (محمد صلى الله عليه وسلم)، وعليه سُمّيت مدينة غزة "بغزة هاشم" نسبة إليه.
وقالت أبو دلال إن إضافة هذا المسجد إلى المجموعة الدينية في مشروعها "ستكون ثرية، لأهميته الدينية والتاريخية".
تقنيات التصوير
في السياق ذاته أوضحت أبو دلال أن تقنية التصوير بزاوية 360 درجة، تتيح التقاط مقاطع فيديو من الاتجاهات كافة، للأماكن التي تضاف إلى المشروع.
وراودت هذه الفكرة أبو دلال انطلاقاً من حلمها وواقعها كفلسطينية ممنوعة من زيارة الضفة أو القدس والتجول في مواقعها الدينية والسياحية.
وعليه بدأت الشابة الفلسطينية تفكّر في كيفية استغلال التكنولوجيا لتحقيق حلمها وحلم فلسطينيين آخرين. سواء المقيمون خارج الأراضي الفلسطينية والمقيمون داخلها، فجميعهم "محرومون من التجول في أي منطقة بسبب الحواجز والمنع الإسرائيلي"، وفق قولها.
مراحل العمل والطموح
وقالت أبو دلال إنها حصلت على تمويل لتطوير واستكمال العمل على فكرتها بعد فوزها في ديسمبر/كانون الأول لعام 2021، في مسابقة للمشروعات الثقافية التي تخدم القضية الفلسطينية.
ولكنها اعترفت بأن عملية تنفيذ المشروع تأخرت، بسبب تأخر وصول المعدات اللازمة للتصوير، التي تدخل إلى قطاع غزة "بصعوبة بالغة".
وتبين أن مراحل العمل تبدأ من تصوير المكان المستهدف من الاتجاهات كافة، والتعليق الصوتي عليه لشرح تفاصيله ومعلوماته التاريخية، ثم إخضاعه للتصميم والمونتاج، ومن ثم إتاحته للمشاهد.
وأشارت إلى أن فريق العمل مكون من 6 أشخاص، بينهم اثنان من الضفة ومدينة القدس، يعملان على توثيق المناطق السياحية والأثرية التي تقع فيهما.
قناة يوتيوب للمشروع
وعن الأشخاص الذين لا يمتلكون هذه النظارات التي تدعم التقنية الافتراضية، أوضحت أبو دلال أنه يمكن لأي شخص التجول في هذه الأماكن عبر قناة المشروع على يوتيوب.
ونوهت بأن جميع المقاطع المصورة تتضمن تعليقاً صوتياً يشرح للمشاهد تفاصيل الأماكن، وأبرز القصص التاريخية عنها.












