حذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي من أن أي تدفق للاجئين فلسطينيين من رفح جنوب قطاع غزة إلى سيناء بمصر سيكون بمنزلة "كارثة".

ولفت غراندي في تصريح على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن الجمعة إلى أن السلطات المصرية ترى ضرورة مساعدة الفلسطينيين داخل القطاع "ونحن نعمل على ذلك".

وأكد المسؤول الأممي أن تدفّق لاجئين فلسطينيين إلى الجانب المصري "سيكون كارثة على كل من الفلسطينيين ومصر وعلى مستقبل السلام".

إلى ذلك، وصف المتحدث السابق باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كريس غينيس بأنها "غير أخلاقية"، وعدّها "انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي"، ولـ"التدابير المؤقتة التي فرضتها محكمة العدل الدولية".

واعتبر غينيس في تصريح الجمعة أن تبرير إسرائيل هجماتها على رفح بدعوى سعيها للقضاء على حماس "بأن هذا الأمر غير ممكن"، موضحاً أن "حماس حركة سياسية، لا يمكنكم أن تتوقعوا اختفاءها بتفجير بعض الأنفاق في رفح".

"إبادة جماعية على الهواء"

وانتقد غينيس دعم بريطانيا والولايات المتحدة لإسرائيل في هجومها الحالي على غزة، بجانب قيادتهما حملة قطع الدعم المالي عن "أونروا"، ولفت إلى أن الدولتين "أخذتا زمام المبادرة" تجاه أونروا "التي كانت تحارب آثار الإبادة الجماعية من هذه الأموال".

وقال: "تقدم الولايات المتحدة أربعة مليارات دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل كل عام، بينما يُقدم بلدي المملكة المتحدة الدعم اللوجستي وغيره من أشكال الدعم العسكري لإسرائيل".

وحذر غينيس من تصاعد المجاعة في قطاع غزة مع مرور الوقت، معتبراً أن هذا الوضع يُعدّ "دليلاً إضافياً على أن إسرائيل تنتهك" التدابير المؤقتة التي طلبتها محكمة العدل الدولية، وبخاصة "وصول المساعدات الإنسانية".

وقال المتحدث الأممي السابق إن ما يفعله جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة حالياً "إبادة جماعية".

وأضاف: "الجانب الأكثر رعباً في هذا الوضع أنها المرة الأولى في تاريخ البشرية التي تُبث فيها الإبادة الجماعية على الهواء مباشرة عبر شاشات التلفزيون".

وأجبرت إسرائيل التي قتلت عشرات آلاف الفلسطينيين في حربها المدمرة على قطاع غزة، معظم الفلسطينيين في شمال القطاع ووسطه على النزوح إلى مدينة رفح المحاذية لمصر.

وتعلن إسرائيل حالياً نيتها اجتياح المنطقة الجنوبية المكتظة بالنازحين، بعد أن أخرجت سكان الشمال بالقوة ووجهتهم إلى الجنوب بزعم أنه "منطقة آمنة".

وتفيد تقديرات أن نحو مليون و400 ألف مدني محاصرون في رفح، بينما يحذر المجتمع الدولي من أن الهجوم على المدينة سيؤدي إلى مأساة جديدة وكبيرة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف من الشهداء والمصابين المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".