جاء ذلك ضمن الدفعة السابعة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.

وجرى تسليم المحتجزَين الإسرائيليّين أفيرا منغستو وتال شوهام في مدينة رفح (جنوب) إلى الصليب الأحمر، وسط حضور شعبي وانتشار مكثف لعناصر المقاومة الفلسطينية، كما جرى تسليم إيليا كوهن، عومر شيف توف، عومر فنكرت بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بالإضافة إلى هشام السيد الذي أُفرج عنه دون مراسم في غزة.

وأفادت مصادر في كتائبالقسام، بأن الأسير الإسرائيلي هشام السيد الذي سيجري تسليمه اليوم السبت بمدينة غزة شمالي قطاعغزة، دون إقامة مراسم رسمية، احتراماً لمشاعر الفلسطينيين في الداخل المحتل، في رسالة واضحة ضد حالات التجنيد التي وصفتها بـ"الشاذة" لفلسطينيي الداخل في صفوف الاحتلال، والتي ترفضها جميع القوى والفصائل الفلسطينية.

وأكدت المصادر ذاتها أن الاحتلال الإسرائيلي تخلَّى عن السيد طوال فترة أسره التي امتدت 10 سنوات، رغم أنه كان يخدم في صفوفه، ولم يعر مطالبات عائلته بإطلاق سراحه أي اهتمام، في موقف يكشف سياسة التمييز الإسرائيلي تجاه الأسرى غير اليهود.

وأشارت إلى أن قرار كتائب القسام يتماشى مع موقفها المعلن خلال "هبة الكرامة" عام 2021، والذي شدد على أن الوطن لأصحابه الفلسطينيين، وأن المستوطنين هم من يجب أن يرحلوا، وهو الشعار الذي رفعته حماس خلال المواجهات الأخيرة.

وخلال تسليم الأسرى الثلاثة إلى الصليب الأحمر في النصيرات، قبل أسير إسرائيلي رأس اثنين من عناصر القسام، وبعث قبلاته إلى الجمهور، فيما بدى جميع الأسرى الذين حيوا الحشود بصحة جيدة.

وفي وقت سابق اليوم، أقامت كتائب القسام منصّتين، الأولى في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة لتسليم 4 محتجزين، والثانية في مدينة رفح جنوبي القطاع لتسليم مجتجزَين اثنين.

ونشرت كتائب القسام عشرات من مقاتليها في ساحتَي التسليم بزيّهم العسكري وأسلحتهم، فيما بدأ توافد الفلسطينيين لمشاهدة عملية التسليم.

والجمعة، قال الناطق العسكري لـ"كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة، في بيان إنه سيجري الإفراج عن 6 محتجزين إسرائيليين اليوم السبت، ضمن الدفعة السابعة من صفقة التبادل، التي تأتي في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.

من جهته أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تسلّم قائمة بأسماء المحتجزين الـ6، الذين سيُفرج عنهم اليوم، وإبلاغ عائلاتهم.

في المقابل، أعلن مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس، في بيان أمس الجمعة، أنه سيُفرج عن 602 من الأسرى الفلسطينيين اليوم السبت.

وأوضح المكتب أن الإفراج يأتي ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل، مُبيّناً أن القائمة تشمل 50 أسيراً محكوماً بالسجن المؤبد و60 آخرين ممن يقضون أحكاماً عالية.

وأضاف البيان أن عمليات الإفراج ستشمل أيضاً 47 أسيراً من الذين أُعيد اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة "وفاء الأحرار"، (صفقة شاليط لعام 2011)، بالإضافة إلى 445 أسيراً من قطاع غزة اعتُقلوا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتحتجز إسرائيل حالياً أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر وجود نحو 96 محتجزاً إسرائيلياً بغزة.

وتضمن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الجاري، صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين بغزة مقابل أعداد من الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية.

وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوماً، تنص البنود على الإفراج تدريجياً عن 33 إسرائيلياً محتجزاً في غزة، سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين يُقدر بين 1700 و2000.

وحتى الآن، تسلمت إسرائيل 19 محتجزاً حياً و4 جثامين، ومن المقرر أن تتسلم اليوم السبت 6 محتجزين أحياء، إلى جانب 4 جثامين أخرى خلال الأسبوع المقبل، ما سيُكمل المرحلة الأولى من الاتفاق التي تتضمن تسليم 33 محتجزاً إسرائيلياً، سواء أحياء أو جثامين.

في المقابل، أفرج الاحتلال الإسرائيلي عن 1135 أسيراً فلسطينياً، من بينهم العشرات ممن صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد.

ولا تزال إسرائيل تماطل في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كان من المفترض أن تنطلق في 3 فبراير/شباط الجاري.

وبدعمٍ أمريكي، شنَّت إسرائيل حرباً على غزة بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، أسفرت عن أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافةً إلى أكثر من 14 ألف مفقود، وفق معطيات فلسطينية.