وقال مكتب نتنياهو في بيان، إن الأخير أجرى سلسلة مشاورات أمس الجمعة بشأن مقترح تهدئة بغزة وصل إليه عبر الوسطاء. وأضاف المكتب أن نتنياهو على إثر ذلك اتخذ قراراً بنقل مقترح بديل إلى الوسطاء، بعد تنسيق كامل مع واشنطن.
ولم يكشف مكتب نتنياهو أي تفاصيل بشأن المقترح الذي قدمه الوسطاء، أو المقترح البديل الذي نقله إليهم. لكن وسائل إعلام عالمية تداولت خلال الأيام الأخيرة أنباء بشأن تقديم مصر وقطر مقترحاً لوقف إطلاق النار في غزة، على إثره تدخل الصفقة المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة بعد فترة من الزمن.
بدوره، أعلن رئيس حركة حماس بغزة خليل الحية، مساء السبت، الموافقة على مقترح جديد للتهدئة بالقطاع تسلمته من مصر وقطر، معرباً عن الأمل بأن لا تعطل إسرائيل هذا المقترح.
شهداء وجرى بغارات متواصلة
ميدانياً، استشهد 3 فلسطينيين وأصيب 3 آخرون، مساء السبت، في قصف جوي إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بالتزامن مع إفطار آخر أيام رمضان.
وأفاد مصدر طبي، بوصول جثامين 3 فلسطينيين شهداء و3 جرحى إلى مستشفى "شهداء الأقصى" جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف خيمة في محيط مسجد النور غرب دير البلح، فيما قال شهود عيان، إن الغارة الجوية الإسرائيلية استهدفت الخيمة بالتزامن مع موعد الإفطار في آخر أيام شهر رمضان وليلة عيد الفطر، ما تسبب بمقتل 3 فلسطينيين وإصابة 3 آخرين.
كما قالت مصادر طبية إن 24 شخصاً استشهدوا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر الجمعة. وتعرض منزل في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة لقصف إسرائيلي أدى إلى استشهاد أشخاص عدة وإصابة آخرين. كما استشهد شخصان أحدهما في غارة إسرائيلية جديدة على منطقة الشيخ زايد شمالي قطاع غزة.
في سياق متصل، أكد برنامج الغذاء العالمي أن قطاع غزة بحاجة إلى المساعدات بشكل عاجل، وأن مئات آلاف في القطاع يتعرضون مجدداً لخطر الجوع الشديد وسوء التغذية مع تضاؤل مخزونات الأغذية في غزة.
توسيع العمليات بغزة
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، توسيع عملياته البرية جنوب قطاع غزة، وأشار في بيان إلى أن قواته بدأت عملية عسكرية في حي الجنينة بمدينة رفح خلال الساعات الماضية، بهدف توسيع ما سماها "منطقة التأمين الدفاعية" في جنوب القطاع.
وأقر البيان أن "الجيش يوسّع العملية البرية في جنوب قطاع غزة، ويهاجم عشرات الأهداف خلال نهاية الأسبوع المنصرم". وزعم الجيش أن قواته دمّرت خلال العملية بنى تحتية لحركة حماس، بينها مخازن أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ ومبانٍ عسكرية استخدمها مقاتلون فلسطينيون، على حد تعبيره.
في سياق متصل، بثت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مقطع فيديو لأسير إسرائيلي يستغيث مطالباً بإطلاق سراحه، وقال إنه هو من طالب بتسجيل هذا الفيديو.
وظهر الأسير -الذي قال إنه يحمل رقم 22- وهو يصرخ "يا رئيس الوزراء، حماس لم تطلب مني تسجيل هذا الفيديو، هذه ليست حرباً نفسية، الحرب النفسية الحقيقية بالنسبة إليّ هي أن أستيقظ بدون رؤية ابني وزوجتي، وهذا الأمر لا يجعلني بصحة جيدة".
وناشد الأسير الحكومة بقوله "أخرجوني من هنا، لقد وقّعتم صفقة وأخرجتم المجندات وكبار السن، وأخرجتم الجميع، ماذا عنا؟ لماذا زوجتي وحدها؟ لماذا ابني لا يمكنه قول كلمة: بابا؟". وتابع "كل يوم هناك انفجارات، هم يخبروننا أنهم يحاولون إخراجنا بالقوة، من سيخرجنا من هنا بالقوة؟ لا أحد يستطيع ذلك، هذا سيقتلنا وستكون نهايتنا، أنتم لا تدركون ذلك، أنا أخشى أن أموت هنا، ساعدونا من فضلكم، من يستطيع المساعدة فليساعد".
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الجاري وحتى صباح السبت، قتلت إسرائيل 921 فلسطينياً وأصابت 2054 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
ومطلع مارس/آذار الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025.
ورغم التزام حركة حماس جميع بنود الاتفاق، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المضي قدماً في المرحلة الثانية منه استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته، وقرر استئناف العدوان على غزة.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.














