وأفادت صحة غزة، في بيانها اليومي، بأن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 79 شهيداً و228 مصاباً جراء القصف الإسرائيلي المتواصل، مشيرةً إلى وجود عدد غير معروف من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، وسط عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.
وذكرت أن حصيلة الضحايا من منتظري المساعدات الإنسانية ارتفعت منذ 27 مايو/أيار الماضي إلى ألفين و513 شهداء وأكثر من 18 ألفاً و414 مصاباً، إذ استقبلت مستشفيات القطاع خلال أربع وعشرين ساعة فقط 9 شهداء و33 إصابة في ظل استمرار جيش الاحتلال استهداف أماكن توزيع المساعدات التي تُعرف بـ"مصايد الموت".
كما سجّلت وزارة الصحة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 4 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينهم طفل، ليرتفع إجمالي وفيات سوء التغذية إلى 435 شهيداً، من بينهم 147 طفلاً. وأشارت إلى أنه منذ إعلان منظمة "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (IPC) المجاعة في غزة، في أغسطس/آب الماضي، جرى تسجيل "157 حالة وفاة بينهم 32 طفلاً".
ومنذ فجر اليوم الخميس، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، 42 فلسطينياً بينهم 4 من عائلة واحدة، وأصاب آخرين، في قصف جوي ومدفعي مكثف استهدف مناطق متفرقة من قطاع غزة.
ووفق مصادر طبية وشهود عيان، استهدفت الغارات منازل وتجمعات مدنيين في مدينة غزة وشمالها ووسطها وجنوبها، تزامناً مع نسف منازل ومبانٍ سكنية باستخدام روبوتات مفخخة شمال غربي المدينة، وسط انقطاع تام للإنترنت والاتصالات لليوم الثاني.
وفي مدينة غزة، استُشهد 26 فلسطينياً في أنحاء متفرقة، بينهم 3 في ميناء غزة و2 من عائلة الشنتف في حي الشيخ رضوان، إضافةً إلى 3 آخرين في مناطق دوار أبو علبة وأبراج المقوسي ودوار درابية، وشهيد في شارع الوحدة.
كما استُشهد 4 من عائلة واحدة في مخيم البريج (وسط القطاع)، وامرأة برصاص الجيش في خان يونس (جنوب)، فيما انتُشل جثمان شهيد آخر في خان يونس، وقُتل آخر متأثراً بجراحه وسط القطاع.
في سياق الاستهدافات، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بإن إسرائيل قتلت 3 آلاف و542 فلسطينياً خلال 38 يوماً فقط منذ توسيع هجومها على مدينة غزة في 11 أغسطس/آب الماضي، بينهم 1984 شهيداً في غزة وشمال القطاع و1558 وسط وجنوب القطاع، بمتوسط يومي يبلغ 93 شهيداً.
ورأى المكتب أن هذه "جريمة حرب موثقة وممنهجة" تهدف إلى تفريغ الشمال وتهجير سكانه قسرياً. وقال: "الأرقام الصادمة تكشف عن سياسة إبادة جماعية ممنهجة، من خلال القتل الجماعي والتدمير الواسع والتهجير القسري، بما يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
وفي موازاة ذلك، كشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عن أن نحو 740 ألف مواطن لا يزالون في شمال قطاع غزة رغم شدة القصف، أي ما يعادل 35% من سكان القطاع، محذراً من أن الاستقرار السكاني بات "هشاً للغاية ومتغيراً بشكل مستمر" بفعل النزوح القسري المتجدد وانعدام الخدمات الإنسانية الأساسية.
ومنذ 8 أغسطس/آب الماضي، تنفّذ إسرائيل خطة أقرتها حكومتها لإعادة احتلال قطاع غزة تدريجياً بدءاً من مدينة غزة، حيث بدأ الجيش هجوماً واسعاً في 11 أغسطس/آب انطلاقاً من حي الزيتون ضمن عملية "عربات جدعون 2"، شملت نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصفاً مدفعياً، وتهجيراً قسرياً.
من جهتها، حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن الوضع الإنساني بلغ مستوى كارثياً، مجددةً دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها بأمان على نطاق واسع.
كما قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن مستشفيات غزة "على حافة الانهيار" بسبب الضغط الهائل ونقص الإمدادات الحيوية، محذراً من أن التصعيد العسكري يدفع بعشرات الآلاف من العائلات النازحة أصلاً إلى مناطق تضيق أكثر فأكثر ولا تليق بالكرامة الإنسانية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعمٍ أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلةً النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.