وجاء الاتفاق فجر الخميس بعد أربعة أيام من مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة وفود من تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
ورحب جودت يلماز نائب الرئيس التركي، باتفاق إسرائيل وحركة "حماس" على وقف إطلاق النار بغزة وتبادل أسرى بموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وأعرب عن شكره لكل من ساهم في هذا الاتفاق، وعلى رأسهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدا أن أنقرة ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني كما كانت دائما.
وأفاد يلماز، في تدوينة عبر منصة "إن سوسيال" التركية، بأن وقف نزيف دماء الأبرياء الفلسطينيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع، وبدء مرحلة إعادة الإعمار، ستفتح فصلا جديدا في قطاع غزة.
وأضاف: "رغم الهجمات غير الإنسانية المستمرة منذ عامين، لم يُقتلع الشعب الفلسطيني من أرضه. وقد اعترفت العديد من الدول رسميا بدولة فلسطين"، وأردف أن "مقاومة غزة أطلقت شرارة يقظة في مختلف أنحاء العالم، وتحولت مقاومة الاحتلال والحصار والإبادة في غزة إلى رمز لنهضة الإنسانية وقيمها".
وأكد يلماز أن إنهاء الاحتلال بالكامل، وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، سيجعلان الأمن والسلام والاستقرار دائما لجميع الأطراف في نهاية المطاف.
من جهته، قال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية برهان الدين دوران، في منشور عبر منصة "إن سوسيال" التركية، إن بلاده ستواصل دعم الفلسطينيين والاضطلاع بمسؤولياتها لضمان التزام بنود الاتفاق، مشيداً بجهود الدول التي ساهمت في التوصل إليه، ومن بينها تركيا.
وأضاف دوران أن الأولوية الآن هي تنفيذ الاتفاق بالكامل، وإيصال المساعدات إلى غزة، وإنهاء "مشهد العار" الذي عاشه القطاع على مدار عامين، مؤكداً أن الحل الدائم يمر عبر إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.
بدوره، أعرب رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش عن أمله في أن يكون السلام ووقف إطلاق النار في غزة "دائمين"، مشيراً إلى أن الاتفاق جاء نتيجة لتضافر الجهود الدولية ومنظمات المجتمع المدني والدول المؤثرة، وعلى رأسها تركيا.
وقال قورتولموش في منشور عبر حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي، إن "العالم لم يعد يحتمل العدوان الإسرائيلي الذي بلغ حد الإبادة الجماعية"، مضيفاً أن تضحيات الشعب الفلسطيني "تستحق كل التقدير"، وأن السلام العادل لا يتحقق إلا عبر الاعتراف الكامل بدولة فلسطين المستقلة.
من جانبه، أكد متحدث حزب "العدالة والتنمية" عمر جليك، في منشور عبر منصة "إن سوسيال" التركية، أن بلاده ستواصل نضالها حتى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح أن المحادثات بين حماس وإسرائيل تمثل "خطوة مهمة لإنهاء الإبادة الجماعية وضمان تدفق المساعدات إلى غزة"، مشيراً إلى أن خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والإرادة السياسية المصاحبة لها، فتحت "فرصة إيجابية لتحقيق تقدم نحو السلام".
وأعرب جليك عن شكره لقطر ومصر على جهودهما، مذكّراً بجهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السعي نحو التوصل إلى الاتفاق وتحقيق السلام الدائم في القطاع.
وفجر الخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اتفاق إسرائيل وحماس على المرحلة الأولى من خطته، وتتضمن تبادل أسرى وانسحاباً إسرائيلياً إلى خط متفق عليه كخطوة أولى، بينما قالت حماس إنه يقضي بإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل ودخول المساعدات وتبادل أسرى.
أما قطر فأعلنت الاتفاق على بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترمب، وبما يؤدي لوقف الحرب، والإفراج عن المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات، على أن تُعلن التفاصيل لاحقاً.
ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" مساء الخميس للتصديق على الاتفاق، قبل اجتماع الحكومة للتصديق النهائي.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفاً و194 شهيداً، و169 ألفاً و890 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً.
