سياسة
6 دقيقة قراءة
وفاة المناضل ضد الفصل العنصري بجنوب إفريقيا ديسموند توتو.. ماذا تعرف عنه؟
أعلنت الرئاسة في جنوب إفريقيا، الأحد، وفاة كبير أساقفة البلاد ديسموند توتو، الحائز على جائزة نوبل للسلام وأحد رموز الكفاح ضد الفصل العنصري، عن عمر 90 عاماً.
وفاة المناضل ضد الفصل العنصري بجنوب إفريقيا ديسموند توتو.. ماذا تعرف عنه؟
ديزموند توتو يفارق الحياة عن عمر يناهز 90 عاماً / AFP
26 ديسمبر 2021

توفي الأسقف ديسموند توتو آخر أبناء جيله من رموز الكفاح ضدّ نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا الأحد عن 90 عاماً، في أحد مستشفيات مدينة الكاب بعد حياة أمضاها في التنديد بالظلم والدفاع عن المظلومين.

وحتى الساعات الأخيرة من حياته، بقي الأسقف الذي منح جائزة نوبل للسلام على صراحته في إدانة الظلم.

وباسم "الشعب بأكمله"، عبّر رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا عن "الحزن العميق لوفاة" أحد أهم وجوه التاريخ في البلد، وفق بيان صادر عن الرئاسة.

وقال رامابوزا إن وفاة ديسموند توتو تشكل "فصلاً جديداً من فصول حداد أمّتنا في وداع جيل مذهل من أبناء البلد الذين تركوا لنا جنوب إفريقيا محرّرة"، وذلك بعد شهر على وفاة فريدريك دي كليرك آخر رؤساء جنوب إفريقيا البيض.

وأضاف أن توتو كان "رجلاً يتميّز بذكاء لافت ونزاهة ولم تتمكن قوى الفصل العنصري (الأبارتايد) من دحره. وكان على قدر كبير من الرقّة في تعاطفه مع الذين كابدوا القمع والظلم والعنف في ظلّ نظام الفصل العنصري ومع المظلومين والظالمين على حدّ سواء في العالم أجمع".

وفي الأشهر الأخيرة، تراجع الوضع الصحي لتوتو الذي كان أبناء بلده يسمّونه تحبّبا "ذي أرتش". فقد عانى منذ فترة طويلة من سرطان البروستاتا وتوفّي على الأرجح وفاة طبيعية من الشيخوخة عند السابعة صباحاً من يوم الأحد، حسب ما أفاد أقاربه وكالة فرانس برس.

ولم يعد ديسموند توتو الذي ابتكر لقب "بلد قوس قزح" يتحدث في العلن لكنه كان يوجّه دائما تحيّة إلى الصحافيين الذين يتابعون تنقلاته، ببسمة أو نظرة معبّرة، كما حدث خلال تلقّيه اللقاح المضاد لكوفيد-19 أو خلال قدّاس في مدينة الكاب احتفاء ببلوغه 90 عاماً في أكتوبر/تشرين الأول.

وفي أعقاب إعلان نبأ الوفاة، أقيمت صلاة في كاتدرائية القديس جورج التي كانت راعيته سابقاً. وبدأ معزّون من الأعراق كافة يتوافدون إلى منزله في الكاب حاملين باقات من الورد وتوجّه آخرون إلى منزله في سويتو، المنطقة الفقيرة في جوهانسبرغ، وفق صحافيي وكالة فراس برس في الموقع.

وقالت داين هيرد المتقاعدة المقيمة في الحيّ "من المؤسف جدّا أن يرحل عن عالمنا. كان رجلاً في غاية الطيبة".

وصرّحت مريم موكوادي الممرّضة المتقاعدة البالغة 67 عاماً وهي تمسك يد حفيدتها "يا له من نبأ محزن. كان بطلاً حقيقياً.. ناضل من أجلنا".

ووضع لاعبو الكريكيت من جنوب إفريقيا شارة سوداء على أذرعهم حداداً على توتو في اليوم الأول من مباراة مهمّة ضدّ الهند بالقرب من جوهانسبورغ.

وقال كبير الأساقفة الأنغليكان تابو ماخوبا "نبكي رحيله"، نيابة عن رعايا كنيسته وعن "ملايين الأشخاص في جنوب إفريقيا والقارة الإفريقية والمعمورة". وأضاف "علينا، كمسيحيين ومؤمنين، الاحتفاء بمسيرة رجل عميق الإيمان كان تركيزه الأول والأخير على علاقته مع الخالق" .

وتابع ماخوبا "لم يكن يخشى أحداً.. وكان يندّد بالأنظمة التي تحطّ من شأن الإنسانية، لكن عندما كان مرتكبو السوء يتغيّرون فعلاً من الداخل، كان يقتدي بالربّ ويعرب عن استعداده لمسامحتهم".

وقالت مؤسسة مانديلا إن وفاته خسارة "لا تُعوض، كان رجلاً استثنائياً وحياته بركة بالنسبة لكثيرين في جنوب إفريقيا والعالم. كان شخصا رائعاً، مفكّراً، قائداً، راعياً صالحاً".

وسرعان ما توالت ردود الفعل الدولية. فأشاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بـ"قيادته الفكرية" و"روح الدعابة التي لا تُقهر" لديه. وكتب في تغريدة على تويتر "شعرت بحزن عميق عندما علمت" بوفاة توتو.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فهو صرّح في تغريدة أن نضال ديسموند توتو "لوضع حدّ لنظام الفصل العنصري وإصلاح ذات البين في جنوب إفريقيا سيبقى حيّا في ذاكرتنا".

وذكّر ماكرون بأن المونسينيور توتو "كرّس حياته للمنافحة عن حقوق الإنسان والمساواة بين الشعوب".

حياة ديسموند توتو

ولد ديسموند توتو في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1931 لعائلة متواضعة في بلدة كليركسدورب الصغيرة الغنية بالمناجم في جنوب غرب جوهانسبيرغ. وقد أصيب خلال طفولته بشلل الأطفال.

وكان يحلم بأن يصبح طبيباً لكنه تخلى عن هذا الطموح لنقص الإمكانيات. وقد أصبح مدرساً قبل أن يستقيل احتجاجاً على التعليم المتدني المخصص للسود ودخوله إلى الكنيسة.

وفي سن الثلاثين رُسّم كاهناً ودرّس في بريطانيا وليسوتو ثم استقر في جوهانسبرغ في 1975.

في تلك الفترة وفي أسوأ أوقات الفصل العنصري نظم مسيرات سلمية ودعا إلى فرض عقوبات دولية على نظام بريتوريا. ولم يحمه من السجن سوى كونه رجل دين.

وديسموند توتو الذي عين رئيساً لأساقفة كيب تاون وللطائفة الأنغليكانية في بلده، كان متزوجاً منذ 1955 من ليا وأنجب منها أربعة أطفال.

في 1984، مُنح جائزة نوبل للسلام. ومع إحلال الديموقراطية بعد عشر سنوات ترأس "لجنة الحقيقة والمصالحة" على أمل طي صفحة الكراهية العنصرية. لكن آماله تبددت بسرعة إذ حصلت الأغلبية السوداء على حق التصويت لكنها بقيت فقيرة إلى حد كبير.

وبعد ذلك تصدى لتجاوزات حكومة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بدءاً من أخطاء الرئيس السابق ثابو مبيكي في محاربة الإيدز. حتى أنه وعد في عام 2013 بعدم التصويت أبداً للحزب الذي انتصر على الفصل العنصري.

وعلى الرغم من تشخيص إصابته بسرطان البروستاتا في 1997 ودخوله عدة مرات للمستشفى، لم ينسحب الرجل الذي عرف بحيويته الاستثنائية من الحياة العامة إلا بشكل تدريجي وتقاسم حساباً على تويتر مع ابنته مفو التي تدير مؤسسته.

وقد تمسك بحلمه بجنوب إفريقيا متعددة الأعراق وتسودها المساواة.

عند وفاة نيلسون مانديلا في 2013، أنعش ديسموند توتو مراسم مملة جداً عندما صرخ بقوة "نعم" للجمهور بعد أن قال أمامه "نعد الله بأننا سنسير على خطى نيلسون مانديلا!".

مصدر:TRT عربي - وكالات
اكتشف
تجميد استهداف إسرائيلي لقرية جنوب لبنان عقب تحرك للجيش واليونيفيل
الضفة.. استشهاد طفل برصاص الاحتلال في جنين وسط اعتقالات واقتحامات إسرائيلية متواصلة
تايلاند تعلن حظر تجول مع امتداد القتال على الحدود مع كمبوديا رغم جهود الوساطة
اشتباكات لليلة الثانية في تونس عقب وفاة رجل بعد مطاردة أمنية
إيران تعتقل أفراد طاقم ناقلة أجنبية صادرتها في مضيق هرمز بتهمة "تهريب الوقود"
إصابة جنديين إسرائيليين بانفجار عبوة ناسفة جنوبي قطاع غزة
جيش الاحتلال ينفذ اقتحامات واسعة في الضفة ويعتقل فلسطينياً من الأغوار الشمالية
إصابة عناصر أمن سوريين وجنود أمريكيين بإطلاق نار خلال دورية مشتركة قرب تدمر
ارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة في غزة و11 ضحية جراء منخفض "بيرون" الجوي
مدفعية جيش الاحتلال الإسرائيلي تقصف أطراف بلدة الضهيرة في الجنوب اللبناني
قتلى وانقطاع طاقة في تصعيد روسي-أوكراني تزامناً مع إعلان زيارة ويتكوف إلى برلين
أردوغان: فرص السلام بين روسيا وأوكرانيا ليست بعيدة ونريد رخاء كل السوريين دون تمييز
قتلى وجرحى بقصف لـ"الدعم السريع" شمال كردفان.. و"الأغذية العالمي" يضطر إلى خفض التمويل
إسقاط قيصر يفتح الباب أمام فجر سوري جديد
توغل إسرائيلي جديد جنوبي سوريا وخرق لوقف إطلاق النار في السويداء