وتُعقد الجلسات الختامية للمحكمة في قاعة "جميل بيرسل" بجامعة إسطنبول، حيث يستمع المشاركون إلى شهادات مباشرة من شهود عيان، وتحليلات قانونية متخصصة حول جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في القطاع.
وتُركز جلسات اليوم الثاني على ثلاث قضايا رئيسية، هي: التجويع الممنهج واستخدام المساعدات الإنسانية سلاحاً، والإبادة البيئية الناتجة عن تدمير الموارد والطبيعة، إضافة إلى هدم المنازل وتشريد الفلسطينيين بصورة منظمة.
وتلقي المقررة الخاصة السابقة للأمم المتحدة المعنية بالحق في الغذاء، هلال إلفار، كلمة بعنوان "إعلان المجاعة وتحويل المساعدات الإنسانية إلى سلاح"، تتناول فيها سياسات الحصار والتجويع التي فُرضت على سكان غزة منذ اندلاع العدوان.
كما يقدّم شهود ميدانيون شهاداتهم حول جرائم التجويع الإسرائيلية، في حين يناقش البروفيسور مازن قمصية من جامعة بيت لحم الفلسطينية، الأبعاد البيئية للدمار في القطاع، مؤكداً أن ما يجري في غزة يمثل "إبادة بيئية شاملة" جراء القصف المتواصل واستخدام الأسلحة المحرّمة دولياً.
ويتطرق المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في السكن، بالاكريشنان راجاغوبال، إلى موضوع "الاعتراف بدمار الحياة وسيلة للمساءلة عن تدمير غزة"، فيما يقدم الصحفي الفلسطيني أبو بكر عبد مداخلة بعنوان "شهادة صحفي فلسطيني من غزة" ضمن جلسة مخصصة للجرائم ضد المدنيين والصحفيين والنظام التعليمي.
ويشارك جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال البريطاني الأسبق والنائب المستقل في البرلمان البريطاني، عبر تقنية الاتصال المرئي، في جلسة تبحث تواطؤ بريطانيا مع إسرائيل في العدوان على غزة.
وخلال الجلسات، عُرضت وثائق وشهادات وتحليلات توثق أبعاد المأساة الإنسانية التي يعيشها القطاع، على أن تُعلن المحكمة قرارها النهائي الأحد المقبل.
كما يتضمن برنامج الجلسات عرض الفيلم الوثائقي "الدليل" الذي أنتجته وكالة الأناضول، الذي يوثق بالصور والأدلة جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في غزة.
يُذكر أن "محكمة غزة" هي مبادرة دولية مستقلة أُسست في العاصمة البريطانية لندن في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بمبادرة من أكاديميين ومثقفين ومدافعين عن حقوق الإنسان وممثلين عن منظمات مدنية، وجاءت في ظل ما وصفوه بـ"العجز الكامل للمجتمع الدولي عن تطبيق القانون الدولي في قطاع غزة".
وتختتم المحكمة جلساتها بإصدار حكم رمزي بمحاكمة إسرائيل غيابياً بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في قطاع غزة.
الإبادة الجماعية التي بدأتها إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم أمريكي، خلفت 68 ألفاً و229 شهيداً و170 ألفاً و369 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، وألحقت دماراً طال 90% من البنى التحتية المدنية.


















