وأوضح حمد في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية، أن تجربة الحركة “مع الإدارة الأمريكية كوسطاء مريرة، نحن قطعنا شوطاً طويلاً في التعاطي مع المقترحات الأمريكية، وخاصة مع المبعوث الأمريكي (ستيف) ويتكوف".
وأضاف أن الإدارة الأمريكية ارتكبت خطأين كبيرين، “الأول أنه لم يكن لديهم مصداقية، ففي كل مرة يجري التواصل معهم بشكل أو بآخر، كانوا يقدمون مقترحاً ثم يتراجعون عنه”، وقال إنهم “متواطئون بشكل كامل مع الجانب الإسرائيلي، وفي تبني مواقفه وسياساته تجاه العدوان على قطاع غزة".
وأوضح أن الخطأ الثاني “تمثل بإعطاء واشنطن الضوء الأخضر لإسرائيل من أجل قتل الوفد المفاوض الفلسطيني داخل دولة قطر”، في إشارة للهجوم الأخير على الدوحة.
وقال في هذا السياق، إن قطر “تقوم بدور وساطة عظيم ومقدّر، استلموا المقترح الأمريكي في الليل، وبعد ساعات (الرئيس الأمريكي دونالد) ترمب قال للإسرائيليين اذهبوا واقتلوا الوفد المفاوض داخل دولة صديقة وحليفة للولايات المتحدة. أنا لا أدري كيف يسير الأمر؟ وهذا يفقد الطرف الأمريكي مصداقيته وقدرته على أن يكون وسيطاً".
وأشار إلى أن الجانب الأمريكي "لم يلعب أي دور إيجابي في المفاوضات"، مشدداً على أن ترمب "يتبنى الموقف الإسرائيلي ويدعم الإبادة الجماعية"، واصفاً أي حديث عن رغبة ترمب في وقف الإبادة الإسرائيلية بغزة بـ"الكلام المٌضلل".
وعن الهجوم على الدوحة، قال حمد إنهم خلال دراستهم للمقترح الأمريكي الذي استلموه من قطر، شن الجيش الإسرائيلي هجوماً "مروعاً وقصفاً شديداً، إذ سقطت الصواريخ بشكل متتالٍ ومن دون توقف. نحو 12 صاروخاً في أقل من دقيقة".
وأضاف: "استهداف الدوحة كانت رسالة واضحة للجميع بأن القاهرة وأبو ظبي والرياض وعمان وبغداد كلها مستهدفة، وكل مكان مستهدف أمام هذا الانفلات الجنوني والتعطش للدماء، ومسألة التغوّل والإحساس بالغطرسة والجبروت، وأن الاحتلال قادر على قصف كل عاصمة عربية".
وفي 9 سبتمبر/أيلول الجاري، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوماً جوياً على قيادة حركة حماس بالدوحة، وهو ما أدانته قطر، وأكدت احتفاظها بحق الرد على العدوان الذي قتل عنصراً من قوى الأمن الداخلي القطري.
فيما أعلنت حماس نجاة وفدها المفاوض بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، واستشهاد مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفاً و62 شهيداً، و165 ألفاً و697 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 428 فلسطينياً، بينهم 146 طفلاً.