وفي تقرير بعنوان "الصعود المبهر لقطاع الصناعات الدفاعية في تركيا"، سلطت الصحيفة الضوء على الخطوات التي اتخذتها أنقرة لتعزيز صناعاتها الدفاعية. وأوضحت أن الحوافز التي وفرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ساهمت في تقليل اعتماد الجيش التركي على المعدات الأجنبية من 70% إلى 30%.
وأضافت أن قطاع الصناعات الدفاعية في تركيا يضم أكثر من ألفي شركة، ويوفر فرص عمل لما يقارب 100 ألف شخص، بالإضافة إلى تصدير المنتجات الدفاعية إلى حوالي 170 دولة.
وأشار التقرير إلى أن "بايكار"، إحدى أبرز شركات الصناعات الدفاعية التركية، توفر فرص عمل لنحو 4 آلاف شخص في مقرها بإسطنبول، ويبلغ متوسط أعمار العاملين فيها 29 عاماً.
كما لفتت الصحيفة إلى أن الطائرات المسيّرة المسلحة التي تنتجها الشركة لعبت دوراً في النزاعات في أوكرانيا وقره باغ بأذربيجان وليبيا.
وأكدت “لوموند” أن الطائرة التركية المسيّرة "بيرقدار" (TB2)، التي تنتجها شركة "بايكار"، تُستخدم حالياً في نحو 30 دولة، منها المغرب، وبوركينا فاسو، وإثيوبيا، ومالي.
وبيّن التقرير أن بيرقدار تواصل إظهار نجاحات يشار إليها بالبنان، حتى أن الأوكرانيين أهدوها أغنية خاصة بها تقديراً لدورها. وأشار إلى أن الجيش التركي بدأ استخدام هذه الطائرات المسيّرة خلال عمليات ضد تنظيم "PKK" الإرهابي في شمال العراق، منذ العقد الماضي.
وذكر أنه "منذ عام 2016، أصبحت بايكار رمزاً للقوة الخشنة في تركيا، إذ لم تقتصر على تغيير طبيعة النزاعات، بل ساهمت أيضاً في تعزيز مكانة البلاد على الساحة الدولية".
ولفت التقرير إلى الاتفاقية التي وقعتها "بايكار" مع "ليوناردو" الإيطالية، إحدى كبرى شركات الدفاع الأوروبية، في 6 مارس/آذار الجاري، إذ تقوم الاتفاقية على إجراء تعاون بين الشركتين، لإنتاج طائرات مسيّرة في إيطاليا.
الاعتماد الذاتي التركي في المجال الدفاعي
وذكرت الصحيفة الفرنسية أن قطاع الصناعات الدفاعية التركي شهد توسعاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، وأصبح يغطي مجموعة واسعة من المنتجات، بدءاً من الطائرات المسيّرة وصولاً إلى الطائرات الحربية.
واستشهد تقرير الصحيفة ببيانات عن موقع "جلوبال فاير باور"، المتخصص في تصنيف الجيوش، والتي أشارت إلى أن الجيش التركي يحتل المرتبة التاسعة بين أقوى الجيوش في العالم.
كما أشار إلى أن تطوير قطاع الصناعات الدفاعية في تركيا بدأ منذ فرض الولايات المتحدة حظراً على تصدير الأسلحة إلى تركيا عقب عملية السلام في قبرص عام 1974. وأكد أن قطاع الدفاع التركي شهد تسارعاً في وتيرة التطور خلال فترة حكم الرئيس أردوغان، مشيرة إلى أن نجاح الطائرات المسيّرة من إنتاج "بايكار" عزز هذا التقدم بشكل كبير.
وأوضح التقرير أن ميزانية مشاريع الدفاع التي كانت تُقدر بـ5 مليارات دولار سنوياً خلال الحكومات السابقة، قفزت إلى 60 مليار دولار في عهد الرئيس أردوغان، ما ساعد في إنشاء مجموعات صناعية تعمل تحت شعار "صنع في تركيا".
وسلط التقرير الضوء على دور شركة "أسيلسان"، التي تُعد أكبر شركة للإلكترونيات الدفاعية في تركيا، إذ تركز على تطوير أنظمة الرادار والدفاع الجوي. وأشار أيضاً إلى أن الدول الرئيسية المستوردة للمعدات العسكرية التركية، كانت دول الشرق الأوسط وإفريقيا، لكن الطلب عليها بدأ يتزايد أيضاً من دول أوروبا الشرقية.

















