جاء ذلك خلال كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) في إطار زيارة لساعات، توجه بعدها إلى مدينة شرم الشيخ المصرية لحضور قمة دولية تهدف لبحث السلام وإنهاء الحرب في غزة.
وصباح اليوم الاثنين، بدأ رؤساء ومسؤولون من دول عدة التوافد إلى شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر، للمشاركة في القمة التي تهدف إلى تثبيت إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتنطلق القمة اليوم في مركز المؤتمرات بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة، وذلك برئاسة الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأمريكي ترمب وحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال ترمب في كلمته: "بعد سنوات طويلة من الحرب المتواصلة والخطر الذي لا ينتهي، اليوم السماء هادئة، والمدافع صامتة، وصفارات الإنذار ساكنة"، مضيفاً: "هذه ليست مجرد نهاية حرب، بل نهاية عصر الرعب والموت، وبداية عصر الإيمان والأمل (..) إنها بداية نصر عظيم ووئام دائم".
نهاية الكابوس
وتابع ترمب: "هذا هو الفجر التاريخي لشرق أوسط جديد"، معتبراً أنه "أخيراً، ليس فقط للإسرائيليين، بل أيضاً للفلسطينيين ولغيرهم الكثيرين، انتهى الكابوس الطويل والمؤلم أخيراً"، وأردف: "ومع انقشاع الغبار وتلاشي الدخان وإزالة الأنقاض وتطهير الهواء من الرماد، يأتي اليوم الذي يبزغ فيه نجم منطقة متغيرة، ويظهر مستقبل جميل وأكثر إشراقاً فجأة في متناول أيديكم".
وذكر أنه "مع وقف إطلاق النار هذا الأسبوع، حققنا أكبر إنجاز على الإطلاق، ربما يكون الأكثر تحدياً. أعني، لم أرَ قط شيئاً يُضاهي ما يحدث اليوم في جميع أنحاء العالم"، وزاد: "إذن، انتهت الآن حرب طويلة وصعبة.. أيدت المنطقة بأكملها تقريباً خطة نزع سلاح حماس فوراً"، وفق تعبيره.
واعتبر ترمب أن ما سمّاه "الانتصارات في ساحة المعركة" هي "الجائزة الكبرى للسلام والازدهار في الشرق الأوسط بأكمله، لقد حان الوقت لتتمكنوا من جني ثمار عملكم".
محاكمة نتنياهو
وخلال كلمته أمام أعضاء الكنيست، طلب ترمب من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ منح العفو لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من تهم الفساد الموجهة ضده، وقال للرئيس الإسرائيلي: "ربما ستمنحه (نتنياهو) عفواً؟".
وأضاف: "لم يكن هذا في الخطاب المكتوب، لكنني أحب هذا الرجل (نتنياهو). سواء أحببنا ذلك أم لا -السيجار والشمبانيا- من بحق الجحيم يهتم بذلك حقاً؟" في إشارة إلى اتهامات الفساد ضد نتنياهو.
ومحلياً يُحاكم نتنياهو بتهم فساد ورشوة وإساءة أمانة، تستوجب سجنه حال إدانته، ودولياً تطلب المحكمة الجنائية الدولية اعتقاله لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
توقف كلمة ترامب
وتوقفت كلمة ترمب أمام الكنيست الإسرائيلي، لفترة وجيزة بسبب احتجاج نائب يساري جرى إخراجه لاحقاً من القاعة، وقال ترمب مازحاً "كان ذلك فعالاً للغاية"، بينما أُخرج النائب بسرعة.
وأوقف الرئيس الأمريكي كلمته لفترة وجيزة ريثما أخرج جهاز أمن الكنيست النائب عوفر كسيف عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وهي تحالف عربي-يهودي، بعدما لوح بلافتة مناهضة له.
الحرب انتهت
وكان ترمب، قد قال قبل إلقاء كلمته أمام الكنيست، إن الحرب الإسرائيلية على غزة انتهت رسمياً، واصفاً اليوم بأنه "رائع ويحمل بداية جديدة".
ورداً على سؤال الصحفيين لدى وصوله الكنيست الإسرائيلي حول إن كانت الحرب قد انتهت رسمياً، أجاب ترمب: "نعم"، مضيفاً: "هذا يومٌ رائع، بدايةٌ جديدة، أعتقد أنه لم يسبق لي أن شهدتُ حدثاً كهذا. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل".
وتابع: "نحن سعداء للغاية بإطلاق سراح الرهائن (الأسرى الإسرائيليين من غزة)، وسيعيشون حياةً رائعة، كانوا أبطالاً، وسيتحسن وضعهم"، وأكد أن "الحرب انتهت، وستلتزم حماس باتفاق نزع السلاح".
اتفاقيات إبراهيم
ومخاطباً ترمب، استهل نتنياهو كلمته بالكنيست، بالقول: "هذه زيارتك الأولى لإسرائيل منذ أن اعترفت بالقدس عاصمة، ونقلت السفارة إلى هنا، شكراً لك، الرئيس ترمب، على ذلك. شكراً لك على الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان (السورية المحتلة)".
وتابع نتنياهو: "دفعنا ثمناً باهظاً في الحرب، لكن أعداءنا يدركون قوة إسرائيل، وأن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023) كان خطأً فادحاً، في بداية الحرب، وعدتُ بإعادة جميع الرهائن، وبفضل مساعدة الرئيس الكبيرة وتضحيات جنودنا، نفي بهذا الوعد"، وأشار إلى أن العامين الماضيين "كانا للحرب، وأن السنوات القادمة للسلام في إسرائيل وخارجها"، وفق ادعائه.
واعتبر أن ترمب "أفضل صديق لإسرائيل في البيت الأبيض"، وقال: "شكراً لكم على وصولكم الكبير، شكراً لكم على الخطة التي تلقت دعماً من العالم بأسره تقريباً، خطة تعيد جميع رهائننا إلى الوطن، خطة تضع حداً للحرب مع تحقيق جميع أهدافنا".
ومخاطباً ترمب، قال نتنياهو: "مع اتفاقيات إبراهيم تحت قيادتكم سنكون قادرين على إبرام اتفاقيات سلام جديدة وإضافية مع الدول العربية في المنطقة، ومع دول إسلامية خارج المنطقة".
وفي 15 سبتمبر/أيلول 2020 وقّعت إسرائيل والإمارات والبحرين اتفاقيات تطبيع العلاقات التي سماها البيت الأبيض "اتفاقيات إبراهيم" ثم انضمت إليها المغرب والسودان.
جائزة نوبل
ومشيداً بترمب، قال رئيس الكنيست أمير أوحانا: "كان انتخابك للرئاسة بمثابة نقطة تحول، ليس فقط للولايات المتحدة، ولكن للعالم أجمع"، وأضاف: "من خلال قوة شخصيتك وعزيمتك التي لا تتزعزع، أنهيت صراعات دموية وما لا يقل عن ثماني مناطق في جميع أنحاء العالم. في أقل من تسعة أشهر، أصبحت أحد أكثر الرؤساء أهمية في التاريخ".
وتابع: "أُعلنُ هنا، مع صديقنا العزيز، رئيس مجلس النواب (الأمريكي) مايك جونسون، أننا سنحشد الرؤساء ورؤساء البرلمانات من جميع أنحاء العالم لتقديم ترشيحكم لجائزة نوبل للسلام العام المقبل، فلا أحد أحق بها منك، أيها الرئيس ترمب. لا أحد".
“عامان بلا نوم”
بدوره، تحدث زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أمام ترمب قائلاً: "انتظرنا عامين لهذا الصباح. عامان من الليالي بلا نوم، ومن دون هواء في الرئتين".
وأردف لابيد: "سيدي الرئيس، لقد أنقذت حياة رهائننا (الأسرى بغزة) لكنك وفرت أكثر من ذلك بكثير، أنقذتم حياة العائلات الثكلى، التي سينقل أحباؤها أخيراً إلى قبر إسرائيل. إنقاذ آلاف الجنود حتى لا يسقطوا في المعركة. وإنقاذ الملايين من أهوال الحرب"، وأشار إلى أن الحرب بغزة انتهت.
وفي وقت سابق، أفرجت إسرائيل عن 250 أسيراً فلسطينياً محكومين بالسجن المؤبد والأحكام العالية، بينهم 154 مبعدون للخارج، و1718 أسيراً اعتقلوا في قطاع غزة بعد بدء الحرب في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
جاء ذلك عقب إعلان إسرائيل تسلم جميع أسراها الأحياء من قطاع غزة وعددهم 20، بينما تترقب إطلاق سراح جثامين 28، وذلك ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وتتضمن خطة ترمب لوقف الحرب بغزة، انسحاباً متدرجاً لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وإطلاقاً متبادلاً للأسرى، ودخولاً فورياً للمساعدات إلى القطاع، ونزع سلاح "حماس".
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفاً و869 شهيداً، و170 ألفاً و105 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينياً بينهم 157 طفلاً.