وحذّر متحدث الخارجية جوزيف هينترسيهر في تصريحات للصحفيين في العاصمة برلين، من خطورة تدخل إسرائيل ضد "أسطول الصمود".

ولفت هينترسيهر إلى أنّ الناشطة السويدية غريتا تونبرغ موجودة ضمن الأسطول، ودعا إسرائيل إلى تجنُّب استهدافه، وقال: "هدفنا في الوقت الراهن هو تفادي أي صدام، ولذلك ندعو الطرفين إلى التزام القوانين".

يأتي هذا فيما أعلن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار الإسرائيلي، في وقت سابق الاثنين، أنه بات على بُعد ثلاثة أو أربعة أيام من قطاع غزة، ويدخل خلال يومين "المنطقة عالية المخاطر".

وعبر منصة "فيسبوك"، قال أسطول الصمود المغاربي، وهو عضو بالأسطول العالمي: "سفننا القائدة أوهوايلا وأول إن تبعد فقط 366 ميلاً بحرياً (589 كلم) عن غزة، مع وصول متوقَّع خلال 3 إلى 4 أيام".

وتابع: "أسطول الصمود العالمي يتوسع.. بات يضم 44 سفينة بعد انضمام قاربين جديدين في طريقهما للّحاق بنا"، مشيراً إلى أنه “خلال يومين فقط، سيدخل الأسطول إلى المنطقة عالية المخاطر".

وأردف قائلاً: "عزيمتنا راسخة، لكن هذه اللحظة تتطلب أقصى درجات اليقظة والتضامن العالمي"، وتابع: "انضموا إلينا. أوقفوا الإبادة. أبقوا أنظاركم نحو غزة".

“سيطرة” إسرائيلية

والأحد، قالت قناة "كان" العبرية الرسمية، إن إسرائيل تستعد "للسيطرة" على سفن أسطول الصمود العالمي، المتوقع وصوله إلى سواحل قطاع غزة خلال 4 أيام.

وستكون الخطوة المرتقبة بمنزلة تكرار لسيناريو السفينتين "مادلين" و"حنظلة"، اللتين ارتكبت إسرائيل بحقهما قرصنة في يونيو/حزيران، ويوليو/تموز الماضيين، على التوالي.

والجمعة الماضي، أعلن أسطول الصمود المغاربي أن طائرات عسكرية مجهولة حلقت فوق سفنه للمرة الثانية خلال أسبوع، في أثناء وجوده بالمياه الإقليمية اليونانية.

ومنذ أيام تبحر عشرات السفن نحو غزة، محملةً بمساعدات إنسانية، ولا سيما مستلزمات طبية، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي. وعلى متن هذه السفن يوجد أكثر من 500 متضامن مدني من 40 دولة من عدة قارات.

وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة، التي يقطنها نحو 2.4 مليون فلسطيني، وتحاصرها إسرائيل منذ نحو 18 عاماً.

وشددت إسرائيل الحصار، منذ 2 مارس/آذار الماضي، عبر إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدّس شاحنات الإغاثة على حدوده.​​​​​​​

 مظاهرات في ميلانو

وفي سياق متصل، شارك مئات الأشخاص في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين بمدينة ميلانو الإيطالية، مرددين شعارات "الحرية لغزة".

وانطلقت المظاهرات، مساء أمس الأحد، من مناطق مختلفة، واختتمت بمسيرة ليلية في ساحة سكالا. وخلال مظاهرة انطلقت من أمام متحف بريرا، لوّح المشاركون بالأعلام الفلسطينية، وحملوا لافتات ورددوا شعارات دعماً للفلسطينيين في غزة.

كما انطلق مئات الأشخاص من ساحة الكاتدرائية في وسط ميلانو، حاملين الشموع، وتوجهوا إلى ساحة سكالا.

 "فلسطين أكشن"

وفي السياق ذاته، شهدت مدينة ليفربول البريطانية، أمس الأحد، احتجاجات داعمة لمجموعة "فلسطين أكشن" التي حظرتها الحكومة في يوليو/تموز الماضي.

واحتشد المحتجون أمام مقر انعقاد مؤتمر حزب العمال الحاكم، وذلك تلبية لدعوة أطلقتها مجموعة "دافعوا عن هيئات المحلفين" (Defend Our Juries)، ورفعوا لافتات تطالب برفع الحظر عن "فلسطين أكشن".

وتأسست "فلسطين أكشن" عام 2020، وذاع صيتها من خلال الأنشطة التي نفذتها في بريطانيا عقب حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وعُرف عن المجموعة تنفيذ أنشطة لوقف الإنتاج في المصانع التابعة لشركات تتعامل مع إسرائيل، ومن أبرز أنشطتها ما نفذته ضد مصنع شركة "ألبيت سيستمز" الإسرائيلية للصناعات الدفاعية في مدينة بريستول، إذ أدى ذلك إلى تعطيل إنتاج الطائرات المسيّرة في هذا المصنع.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 66 ألفاً و55 شهيداً و168 ألفاً و346 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.