جاء ذلك خلال اجتماع ثنائي جمع ترمب مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحضور مبعوثي ترمب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، قبيل انطلاق "قمة شرم الشيخ الدولية للسلام" التي تهدف لإنهاء تام لحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وقال، إن "المرحلة الثانية من خطة وقف إطلاق النار في غزة بدأت".
ولم يكشف الرئيس الأمريكي تفاصيل بالخصوص، لكنه شدّد على أنه سيكون هناك "تقدم هائل" بعد القمة في مصر، وأضاف أن "هناك الكثير من الركام والأنقاض في غزة والقطاع في حاجة إلى عملية تنظيف".
وأشاد الرئيس الأمريكي بنظيره المصري، قائلاً، إنه أدى "دوراً بالغ الأهمية" في المفاوضات التي سبقت إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، وأضاف في أثناء لقاء جمعه بالسيسي في شرم الشيخ الإثنين قبيل انطلاق القمة حول غزة أن الدور الذي أدته مصر كان "فعالاً لأن حماس تحترم هذه الدولة وتحترم القيادة المصرية".
مؤتمر إعمار غزة
من جانبه، طلب الرئيس المصري، من نظيره الأمريكي، دعمه لمؤتمر إعادة عمار قطاع غزة التي تعتزم القاهرة تنظيمه، داعياً لاستكمال مراحل اتفاق وقف النار بالقطاع.
وقال السيسي: "نريد استكمال مراحل اتفاق وقف إطلاق النار سواء بتسليم الجثث (الخاصة بالأسرى الإسرائليين بغزة) وإدخال المساعدات لقطاع غزة، ثم باقي مراحل الاتفاق"، وشدد على أنه كان على ثقة بأن نظيره الأمريكي "هو الوحيد القادر على إنجاز اتفاق غزة".
وأضاف مخاطباً ترمب: "باسمي وباسم كل المصريين، وكل محبي السلام، أشكرك على تحقيق هذا الإنجاز العظيم"، وتابع: "نريد دعم الرئيس ترمب ورعايته معنا في مؤتمر إعادة أعمار غزة".
وتسعى مصر إلى تفعيل خطة اعتمدتها كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في مارس/آذار الماضي، وتهدف لإعادة إعمار غزة من دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتتكلف نحو 53 مليار دولار.
وفي هذا الإطار، أعلنت مصر استعدادها لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة الإعمار في قطاع غزة، فور التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ويأتي لقاء السيسي وترمب اليوم عقب وصول الرئيس الأمريكي إلى مصر للمشاركة في "قمة شرم الشيخ للسلام".
وقبل توجهه إلى مصر، زار ترمب إسرائيل، حيث ألقى خطاباً أمام الكنيست أكد فيه انتهاء الحرب على غزة رسمياً.
وانطلقت القمة اليوم في مركز المؤتمرات بمنتجع شرم الشيخ شمال شرقي مصر، وترأس القمة السيسي وترمب، بمشاركة أكثر من 20 زعيماً ومسؤولاً دولياً.
ومن أبرز الزعماء المشاركين في القمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والفلسطيني محمود عباس، وأمير قطر تميم بن حمد، وملك الأردن عبد الله الثاني، وزعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا.
وتهدف القمة إلى "إنهاء الحرب في غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي"، وفق بيان للرئاسة المصرية مساء السبت.
وتأتي القمة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس، وإسرائيل حيز التنفيذ الساعة 12:00 ظهر الجمعة الماضية بتوقيت القدس (09:00 ت.غ)، بعد أن أقرته حكومة تل أبيب فجر اليوم ذاته.
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن ترمب توصل إسرائيل وحماس، لاتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
ووفق ما ينص عليه الاتفاق، أتمّت "حماس"، الاثنين، إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء من غزة، فيما تقدّر تل أبيب وجود جثامين 28 أسيراً آخرين، من المقرر الإفراج عنهم في وقت لاحق لم يُعلن بعد.
في المقابل بدأت إسرائيل إطلاق سراح المئات من الأسرى الفلسطينيين، من دون أن تعلن رسمياً عن عدد نهائي للمفرج عنهم، وسط اتهامات فلسطينية لتل أبيب بالتلاعب بقوائم الأسرى.
لكن مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني قال في وقت سابق، إنه من المقرر أن تفرج إسرائيل اليوم عن 250 أسيراً فلسطينياً محكومين بالسجن المؤبد، بينهم 154 سيُبعدون خارج الضفة الغربية والقدس المحتلة، إضافة إلى 1718 آخرين اعتقلتهم من قطاع غزة بعد 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومن المقرر أن تبدأ بعد أيام مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، مع تمسك "حماس" بإنهاء تام لحرب الإبادة، وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي، وعدم التخلي عن "سلاح المقاومة" للاحتلال.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفاً و869 شهيداً، و170 ألفاً و105 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينياً بينهم 157 طفلاً.