ومن بين هؤلاء، 40 استُشهدوا في غارات إسرائيلية فجر اليوم، استهدفت 3 منازل لعائلات زقوت وحميد وبعلوشة في منطقة الأمن العام شمالي مدينة غزة.
وقالت مصادر طبية إن "مستشفيات مدينة غزة وحدها استقبلت ما لا يقل 91 شهيداً، فيما استُشهد 9 في وسط القطاع، و6 في الجنوب، جراء قصف إسرائيلي جوي ومدفعي عنيف طال منازل مأهولة وتجمعات مواطنين ومركبة تُقل نازحين".
كما شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات نسف منازل ومبانٍ سكنية بروبوتات مفخخة في مناطق شمال غربي وشمال شرقي المدينة. ووفق مصادر طبية وشهود عيان، استهدف الجيش عدة منازل متلاصقة مكتظة بالفلسطينيين وخيام نازحين في مناطق متفرقة في مدينة غزة.
وفجر الأربعاء، قصفت الطائرات الإسرائيلية برجاً سكنياً شرق مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما أعلنت مصادر في الإسعاف والطوارئ في غزة استشهاد فلسطينيَّين اثنين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي شقة سكنية في حي تل الهوى جنوبي مدينة غزة، بالتزامن مع تفجير مدرعة مفخخة بأطنان من المتفجرات لتدمير منازل المواطنين جنوبي الحي.
وقالت مصادر مستشفى العودة، إن فلسطيني استشهد هو وزوجته وابنته في قصف إسرائيلي على منزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما أفادت الإسعاف والطوارئ في غزة باستشهاد فلسطينيين اثنين في قصف إسرائيلي على شقة سكنية بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، وأصيب آخرين في قصف إسرائيلي على خيمة نازحين في مواصي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
ولم تقدم المصادر الطبية تفاصيل عن أماكن الشهداء، لكنّ شهود عيان ذكروا جانباً من نتائج هذه الاستهدافات، وقالوا إن الجيش الإسرائيلي قتل، الثلاثاء، 5 فلسطينيين بينهم أطفال وأصاب آخرين، بقصفه مركبة تُقلّ نازحين قرب "مفترق أنصار" غربي مدينة غزة.
كما قتل الجيش الإسرائيلي فلسطينيَّين اثنين وأصاب آخرين باستهداف تجمع مدنيين قرب مفترق اللبابيدي بشارع النصر غربي المدينة. في حين قتل فلسطينياً وأصاب عدداً آخر بقصف استهدف مدنيين قرب مستشفى الشفاء غرب المدينة. وأُصيب عدد من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلاً مأهولاً في مخيم حي الشاطئ.
وشمال غربي مدينة غزة، ذكرت مصادر طبية للأناضول، أن الجيش الإسرائيلي ارتكب "مجزرة مروعة" بقصف منازل متلاصقة قرب "مفترق الأمن العام"، ما أسفر عن استشهاد 23 فلسطينياً على الأقل، بينهم أطفال ونساء، في حصيلة أولية، فيما أُصيب أكثر من 25 آخرين، وفُقِد عشرات تحت الأنقاض.
ولعدة ساعات، واصلت طواقم الدفاع المدني والإسعاف محاولة إنقاذ أكبر عدد ممكن من المصابين من تحت الأنقاض وانتشال القتلى، وفق شهود عيان.
وشمال غربي المدينة، أُصيب عدد من الفلسطينيين جراء إطلاق طائرة مسيّرة إسرائيلية صغيرة (كواد كابتر) النار على تجمعات مدنية في محيط جسر "الشيخ رضوان". كما أُصيب عدد من الفلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف محيط "مدرسة حمامة" في حي الشيخ رضوان.
وخلال ساعات الليل، واصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات نسف منازل ومبانٍ سكنية بروبوتات مفخخة في محيط منطقة "بركة" بحي الشيخ رضوان، تزامناً مع قصف مدفعي وإطلاق نار من مسيَّرات تجاه منازل المواطنين في محيط المنطقة، فيما شنَّت مقاتلات إسرائيلية سلسلة غارات مكثفة ومتتابعة استهدفت منطقتي "المخابرات" و"الكرامة" شمال غربي المدينة.
ومن وسط مدينة غزة، انتشلت طواقم الدفاع المدني جثامين 20 شهيداً و15 مصاباً من تحت أنقاض منازل قصفها الجيش في محيط "ساحة الشوا"، بينهم طفلة في العاشرة أُنقذت بعد بحث لأكثر من 8 ساعات. وفي شرقي المدينة، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة بقصف منزلين مأهولين في حي الدرج، ما أسفر، في حصيلة أولية، عن استشهاد 8 فلسطينيين وفقدان عشرات تحت الأنقاض.
وهذا القصف خلَّف دماراً واسعاً في المنازل المجاورة، فيما تواصلت عملية انتشال الشهداء من تحت الأنقاض وإيصالهم إلى مستشفيي "المعمداني" و"الشفاء"، ولم تتسنَّ معرفة الحصيلة النهائية لأعدادهم.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد طفلة وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على محيط مسجد "الأيبكي" بحي التفاح، فيما استُشهد وأُصيب آخرون في قصف استهدف "مدرسة أم القرى" التي تؤوي نازحين في حي تل الهوى.
وجنوب المدينة، استُشهد 4 فلسطينيين وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً مأهولاً في حي الصبرة، فيما أعلن "مستشفى القدس" وصول 4 شهداء وعشرات المصابين جراء عدة استهدافات إسرائيلية في محيط المستشفى.
ووسط القطاع، استُشهد أب وأم وطفلتهما، وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في "شارع السوق" غرب مدينة دير البلح. وأعلن "مستشفى العودة" بحي النصيرات استقباله "3 شهداء من منتظري المساعدات بإطلاق نار إسرائيلي استهدفهم قرب نقطة نتساريم وسط القطاع". كما أُصيب عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف خيمة نازحين في "مدرسة أبو هميسة" بمخيم البريج. في حين استُشهدت فلسطينية جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً شرق دير البلح.
أما في جنوب القطاع، فاستقبل "مستشفى ناصر" جثامين 4 فلسطينيين من طالبي المساعدات، قُتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي في محيط مراكز التوزيع شمال غربي مدينة رفح.
توثيق قتل نازحين
وثّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الثلاثاء، قتل جيش الاحتلال مدنيين فلسطينيين على طرق النزوح القسري في قطاع غزة.
وقال المرصد (مقره جنيف) في بيان، إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي يُهجّر المدنيين الفلسطينيين قسراً من منازلهم وأماكن لجوئهم، ثم يعمد إلى استهدافهم بشكل مباشر في أثناء النزوح". وأضاف أن هذه "ممارسة تكشف عن نمط وحشي وقرار سياسي يقوم على تنفيذ إبادة جماعية ضد الفلسطينيين".
وأوضح أن ذلك يجري "عبر الجمع بين القتل واسع النطاق، والتهجير القسري، وفرض ظروف معيشية لا يمكن البقاء فيها". وقال إن "فريقه الميداني وثّق استهداف الطائرات الإسرائيلية أسرة فلسطينية مدنية كانت تستقل مركبة خاصة في طريقها للنزوح نحو الجنوب، بناءً على أوامر التهجير القسري الإسرائيلية".
وزاد بأن الأسرة "تعرّضت للقصف المتتابع ثلاث مرات متعمِّدة"، مساء الثلاثاء. وأفاد بأن "الاستهداف الإسرائيلي للمركبة وقع (...) لدى اقترابها من مفترق أنصار في مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد خمسة مدنيين، وهم زوجان من عائلة الصوالحي وأبناؤهما الثلاثة".
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي يمارس أكبر عملية تضليل أمام العالم". وبيَّن أنه "في الوقت الذي يدّعي فيه أنّه يطالب سكان غزة بالنزوح ويوفّر لهم (مسارات آمنة)، يواصل شنّ غارات مروّعة على هذه المسارات وفي مناطق اللجوء، ما يحوّلها إلى مصايد موت".
وشدد على أن هذا الوضع "يكشف عن أن الهدف الحقيقي ليس حماية المدنيين، بل استدراجهم واستهدافهم بصورة متعمّدة وقتلهم أينما وُجدوا". وأفاد بأن "قوات الاحتلال الإسرائيلية حوّلت مدينة غزة إلى ساحة قتل ودمار، فهي لا تتوقف عن شنّ غارات جوية متواصلة، وتفجير عربات مجنزرة محمّلة بأطنان من المتفجرات".
والثلاثاء 16 سبتمبر/ أيلول الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه "شرع باجتياح مدينة غزة بريا"، لكن شواهد ميدانية ومصادر محلية تؤكد عدم حدوث أي توغل بري.
ووفقا للشواهد والمصادر، يكثف الجيش القصف المدفعي والجوي والنسف عبر روبوتات مفخخة، لإرهاب الفلسطينيين وإجبارهم على النزوح ضمن حرب إبادة وتهجير.
وأوضح المرصد أن "الهدف من هذه السياسة (الأرض المحروقة) هو إجبار مئات آلاف السكان والنازحين في مدينة غزة على الإخلاء بالقوة والترهيب". وأضاف أن هذا يحدث "من خلال ارتكاب مجازر بحق المدنيين على نطاق واسع، والتوسّع في تدمير ما تبقّى من المباني السكنية، وتعطيل جهود الاستجابة الإنسانية بالكامل".
صمود مليون فلسطيني بغزة
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الثلاثاء، أن "مليون فلسطيني يواصلون الصمود في غزة وشمالها رافضين النزوح القسري جنوباً، مقابل نزوح نحو 190 ألفاً آخرين تحت وطأة مخططات إسرائيل للتهجير الدائم، فيما سُجلت حركة نزوح عكسي، إذ عاد أكثر من 15 ألفاً إلى مناطقهم الأصلية داخل مدينة غزة حتى ساعات ظهر أمس الثلاثاء، بسبب انعدام أدنى مقومات الحياة في الجنوب".
وأشار المكتب إلى أن "عدد سكان مدينة غزة وشمالها يبلغ أكثر من 1.3 مليون نسمة، بينهم نحو 398 ألفاً من سكان محافظة شمال غزة، ونزح غالبيتهم قسراً إلى غرب المحافظة، إضافةً إلى ما يزيد على 914 ألفاً من سكان محافظة غزة، بينهم نحو 350 ألفاً اضطروا إلى النزوح من الأحياء الشرقية للمدينة باتجاه وسطها وغربها".
ولفت إلى أن "منطقة المواصي في خان يونس ورفح التي تضم حالياً نحو 800 ألف نسمة وتروِّج لها قوات الاحتلال زوراً على أنها مناطق إنسانية وآمنة، تعرضت لأكثر من 109 غارات جوية وقصف متكرر خلّفت ما يزيد على 2000 شهيد، وتفتقر بشكل كامل إلى مقومات الحياة الأساسية، فلا مستشفيات ولا بنية تحتية ولا خدمات ضرورية من ماء أو غذاء أو مأوى أو كهرباء أو تعليم، ما يجعل العيش فيها أقرب إلى المستحيل".
وزاد بأن المساحة التي خصصتها إسرائيل في خرائطها على أنها مناطق "إيواء" لا تتجاوز 12% فقط من مساحة قطاع غزة، في حين "يحاول الاحتلال حشر أكثر من 1.7 مليون إنسان داخلها، في إطار مخطط لإنشاء معسكرات تركيز ضمن سياسة التهجير القسري الممنهجة، بهدف تفريغ شمال غزة ومدينة غزة من سكانهما".
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية بغزة 64 ألفا و964 شهيدا و165 ألفا و312 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة قتلت 428 فلسطينيا بينهم 146 طفلا.