وقالت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان، إن “سلسلة الغارات التي شنها العدو الإسرائيلي اليوم (الخميس) أدت في حصيلة محدثة إلى الآتي: شهيد في شمسطار قضاء بعلبك، وجريح في بنعفول قضاء صيدا، وستة جرحى في أنصار قضاء النبطية”.
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أن 5 أشخاص أصيبوا جراء غارات إسرائيلية على معمل باطون في منطقة بنعفول، ونقلت عن مستشفى الشيخ راغب حرب، في قرية تول بقضاء النبطية، أن قسم الطوارئ استقبل 5 إصابات؛ 3 سوريين ولبنانيان، جراء غارات على معمل الباطون في منطقة بنعفول"، مشيرة إلى أنهم "من عمال المعمل".
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الخميس، موجة واسعة من الغارات الجوية على بلدات بجنوب وشرق لبنان، والتي بلغ عددها 12 غارة على الأقل في تصعيد لافت لخروقات اتفاق وقف إطلاق النار مع "حزب الله".
وشملت الغارات أقضية النبطية وصيدا ومرجعيون وبنت جبيل (جنوب) وبعلبك (شرق)، حسب وكالة الأنباء اللبنانية.
وأورد المصدر ذاته أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن سلسلة غارات عنيفة على قضاء النبطية، شملت قلعة ميس بين بلدتي أنصار والزرارية، إضافة إلى منشآت لشركة المجابل العالمية لصناعة الإسمنت وكسارة بجانبها تقع بين بلدتي أنصار وسيناي.
وخلال هجومها العنيف، ألقت الطائرات المغيرة عشرات الصواريخ التي أحدث بعضها وميضا غير مسبوق وأضاء أجواء البلدات المحيطة وشوهد من مسافات بعيدة، كما أحدث انفجار الصواريخ دوياً هائلاً تردد صداه بمختلف مناطق الجنوب، وتسبب في ارتجاجات أثارت الهلع بين المواطنين.
فيما ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، أن طائرات حربية تابعة له "استهدفت بنى تحتية إرهابية لحزب الله في منطقة مزرعة سيناي في جنوب لبنان".
وقبل ذلك، شن الطيران الحربي والمسير الإسرائيلي، مساء الخميس، 9 غارات متفرقة على أقضية عدة بجنوب وشرق لبنان، وشملت أقضية النبطية وصيدا ومرجعيون وبنت جبيل وبعلبك.
فيما ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر بيان آخر، أنه "أغار على بنى تحتية إرهابية تحت الأرض لحزب الله، اسُتخدمت لتخزين وسائل قتالية في منطقتيْ البقاع (شرق) وجنوبي لبنان"، على حد تعبيره.
تنديد لبناني
وشجب الرئيس اللبناني جوزاف عون، في منشور على منصة إكس "الاعتداءات الاسرائيلية التي استهدفت ليل اليوم بلدات عدة في الجنوب وطاولت منشآت مدنية".
واعتبر أن "العدوان الإسرائيلي المتكرّر يأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنى الإنتاجية وعرقلة التعافي الاقتصادي واستهداف الاستقرار الوطني تحت ذرائع أمنية زائفة".
وقال عون: "هذا السلوك التصعيدي يشكّل خرقاً جسيماً للقرار 1701 وللاتفاق على وقف الأعمال العدائية للعام 2024، ويؤكد أن إسرائيل تواصل انتهاك التزاماتها الدولية واستخدام القوة خارج أي إطار شرعي أو تفويض دولي ما يفرض موقفاً دولياً يضع حداً لهذه الانتهاكات المدانة".
ويدعو القرار الأممي 1701 الصادر في 11 أغسطس/ آب 2006 إلى وقف القتال بين "حزب الله" وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح بين الخط الأزرق (انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) ونهر الليطاني، باستثناء الجيش اللبناني وقوة "اليونيفيل" الأممية.
ومع بدء الإبادة الإسرائيلية في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الثاني 2023 ، دخل "حزب الله" على خط المواجهة في إطار إسناد القطاع، لتبدأ مواجهات متبادلة من جيش الاحتلال الإسرائيلي حولتها تل أبيب في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين.
ورغم التوصل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، فإن الأخيرة خرقته أكثر من 4 آلاف و500 مرة، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى.
وفي تحدّ للاتفاق تحتل إسرائيل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.
وارتكبت إسرائيل على مدار عامين منذ 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفاً و967 شهيداً، و170 ألفاً و179 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينياً بينهم 157 طفلاً.
