وأوضحت اللجنة في بيان أن المبادرة الجديدة تأتي عبر "أسطول بحري يتكون من عدة سفن ستبحر بتاريخ 24 سبتمبر/أيلول الجاري"، بالتزامن مع إبحار نحو 50 سفينة ضمن أسطول الصمود العالمي.
وتحمل السفن مساعدات إنسانية، خصوصاً المستلزمات الطبية، في محاولة لتوفير شريان حياة لقطاع غزة المحاصر منذ 18 عاماً، الذي يواجه مجاعة خانقة نتيجة إغلاق إسرائيل الكامل للمعابر منذ 2 مارس/آذار الماضي، ومنع دخول المساعدات إلا بكميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات.
وأشارت اللجنة إلى أن المبادرة تحمل اسم "ألف مادلين" تكريماً لمادلين كولاب، أول صيادة في غزة، ولسفينة مادلين التي حاولت الوصول إلى غزة في يونيو/حزيران الماضي قبل أن تمنعها السلطات الإسرائيلية.
وأكدت أن "الواجب الأخلاقي والإنساني يحتم على كل حر في هذا العالم أن يشارك في كسر الحصار وانتزاع ممر بحري لغزة"، وأضافت أن انطلاق أسطول السفن الجديدة "يأتي بالمشاركة والتعاون بين تحالف مبادرتين شعبيتين عالميتين، في الوقت التي تبحر به 50 سفينة ضمن أسطول الصمود العالمي".
كما يأتي "في الوقت الذي يخطط فيه أسطول الحرية لتسيير سفينة تحمل فكرة جديدة ونوعية (لم يحددها) بداية الشهر القادم"، أكتوبر/تشرين الأول، بحسب البيان.
وأكدت اللجنة أنه "في وقت يتعاظم فيه الألم في غزة ويوغل الاحتلال الإسرائيلي في جريمة الإبادة بكل شكل ولون، يصبح من الواجب على كل حر في هذا العالم أن يركب البحر وينتزع ممراً يكسر الحصار ويعطي قطاع غزة شريان حياة".
ومنذ أيام تبحر عشرات السفن ضمن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار نحو قطاع غزة. وفي 16 سبتمبر/أيلول الجاري أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن سفن الأسطول ستجتمع قرب مالطا، كي تبحر معاً في البحر المتوسط باتجاه شواطئ غزة، دون تحديد موعد.
وتحمل هذه السفن مساعدات إنسانية، لا سيما مستلزمات طبية لقطاع غزة. وتُعَدّ هذه أول مرة يبحر فيها هذا العدد من السفن مجتمعة نحو قطاع غزة، الذي يعيش فيه نحو 2.4 مليون فلسطيني، وتحاصره إسرائيل منذ 18 سنة.
وسبق أن مارست إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية، القرصنة ضد سفن سابقة أبحرت فرادى نحو غزة، إذ استولت عليها ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مواد غذائية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وتسمح إسرائيل أحياناً بدخول مساعدات محدودة جداً لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في غزة، خلّفت 65 ألفاً و208 شهداء و166 ألفاً و271 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينياً، بينهم 147 طفلاً.
وتحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.