جاء ذلك خلال استقباله في قصر بعبدا، شرق العاصمة بيروت، وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، والوفد المرافق الذي ضم أيضاً وزير العدل مظهر الويس، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.
وفي اللقاء، قال عون إن "لبنان يتطلع إلى تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتفعيل التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية بما يحقق الاستقرار في كل من لبنان وسوريا".
وأشار إلى أن قرار دمشق تعليق العمل في المجلس الأعلى اللبناني-السوري "يستوجب تفعيل العلاقات الدبلوماسية" بين البلدين.
وصباح الجمعة، أُبلغت الخارجية اللبنانية عبر سفارة دمشق في بيروت، قرار تعليق عمل "المجلس الأعلى" بين البلدين وحصر أنواع المراسلات كافة بينهما في الطرق الرسمية الدبلوماسية، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.
تأسس المجلس الأعلى اللبناني-السوري في 22 مايو/أيار 1991، ضمن "معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق"، بين الرئيسين الراحلين السوري حافظ الأسد واللبناني إلياس الهراوي، وكان الاتفاق يشكل الإطار الرسمي لتنظيم العلاقات بين البلدين.
لكن بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005، تراجع دور المجلس بشكل واضح، واقتصر نشاطه على مهام رمزية وإدارية محدودة.
وأضاف عون: "ننتظر في هذا الإطار تعيين سفير سوري جديد في لبنان، لمتابعة كل المسائل من خلال السفارتين اللبنانية والسورية في كل من دمشق وبيروت".
وأواخر 2022 اختتم السفير السوري علي عبد الكريم علي، مهمته في لبنان عقب توليها منذ عام 2009، دون أن يعيِّن نظام بشار الأسد المخلوع خلفاً له، إذ تولى حينها القائم بالأعمال علي دغمان، مهام السفارة.
وتابع عون: "أمامنا طريق طويل (...) ومصلحة بلدينا الشقيقين تسمو على كل الاعتبارات، وليس لدينا خيار سوى الاتفاق على ما يضمن هذه المصلحة".
ولفت إلى أن "الوضع على الحدود اللبنانية-السورية بات أفضل من السابق".
وذكر عون أن مسائل الحدود البرية والبحرية وخط الغاز والموقوفين السوريين في لبنان، "تستوجب المعالجة كما اتفقنا عليها مع الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال لقاءين سابقين في القاهرة والدوحة"، مؤكداً العمل على حلّ تلك القضايا "انطلاقاً من المصلحة المشتركة".
وخلال الأشهر الأخيرة، صعّد لبنان وسوريا حالة التنسيق الدبلوماسي بينهما بشأن عدة قضايا جوهرية أبرزها ملف المفقودين وترسيم الحدود البرية، فضلاً عن مساعٍ لتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما.
بدوره، جدد الشيباني "تأكيد سيادة لبنان والحرص على إقامة علاقات متينة قائمة على الاحترام والتعاون”، وفق المصدر نفسه.
وحمّل الرئيس عون الوزير الشيباني تحياته إلى الرئيس الشرع، مجدداً دعوته لزيارة لبنان. كذلك، جدد الشيباني دعوة الرئيس الشرع نظيره اللبناني لزيارة سوريا.
وعن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، قال الشيباني: "هناك خطط نناقشها اليوم بدعم دولي لكي تكون هناك عودة كريمة ومستدامة، وتعالج الوضع ما بعد الحرب في سوريا من خلال البنى التحتية وإعادة الإعمار وغير ذلك".
ووفق بيان صادر عن الخارجية السورية، فإن الشيباني برفقة كل من الويس ورئيس جهاز الاستخبارات العامة حسين السلامة، التقوا خلال الزيارة الرسمية، مع رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام في بيروت.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين، إضافةً إلى مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان 1.8 مليون، منهم 880 ألفاً تقريباً مسجّلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حسب تقديرات لبنانية.
وفي وقت سابق الجمعة، وصل الشيباني إلى بيروت، في أول زيارة للبنان يُجريها وزير في حكومة الرئيس الشرع.
وتعد هذه الزيارة الرسمية الأولى للشيباني للبنان منذ توليه منصبه بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر ديسمبر/كانون الأول 2024، وهي أيضاً أول زيارة رسمية لمسؤول سوري رفيع للبنان منذ تأسيس الحكومة الجديدة في دمشق في مارس/آذار الماضي.