وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مدينة جنين شمالي الضفة، وحاصرت منزلاً في حي المراح قبل أن تعتقل أربعة فلسطينيين، أحدهم بعد مطاردة مركبة قرب قرية مركا جنوبي المدينة.
وفي الوقت ذاته، هاجم مستوطنون مسلحون برفقة جنود الاحتلال الإسرائيلي مزارعين فلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة، مستخدمين العصي والكلاب، ما أدى إلى إصابة عدد من قاطفي الزيتون بجروح واختناق، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
وذكرت "وفا" أن الهجمات تركزت في بلدات عقربا ودوما جنوبي نابلس، وكفر مالك شرقي رام الله، وبيت عوا جنوبي الخليل، بينما منع جيش الاحتلال مزارعين من دخول أراضيهم الزراعية وأطلق قنابل الغاز تجاههم.
وأوضحت الوكالة أن عدداً من المزارعين الفلسطينيين أُصيبوا بحالات اختناق وحروق، جراء رشهم بغاز الفلفل من مستوطنين في بلدة كفر مالك شرق مدينة رام الله.
وأضافت أن المستوطنين سرقوا محاصيل الزيتون، وأتلفوا عشرات الأشجار، ضمن سلسلة اعتداءات تتكرر سنوياً خلال موسم القطاف الممتد بين أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني.
وفي وقت سابق قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان إن الاعتداءات تسببت منذ بداية الموسم بتخريب نحو 795 شجرة زيتون، واصفاً الموسم الحالي بأنه "الأصعب منذ عقود"، في ظل إعلان الاحتلال مساحات واسعة "مناطق عسكرية مغلقة".
ويُعد موسم الزيتون من أهم المواسم الزراعية في فلسطين، إذ تعتمد عليه آلاف العائلات مصدراً رئيسياً للدخل، بينما أشارت وزارة الزراعة الفلسطينية إلى أن الإنتاج هذا العام لا يتجاوز 15% من المعدل الطبيعي.
مخطط التهجير
في السياق، قالت حركة حماس، إن الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون ضد مزارعي الضفة الغربية المحتلة "تندرج ضمن سياسة الإرهاب المنظم ومخطط الضم والتهجير الذي ترعاه حكومة الاحتلال"، وفق تصريح صحفي للقيادي عبد الرحمن شديد.
وأضاف شديد أن "تصاعد الهجمات الوحشية في محافظات نابلس والخليل ورام الله يأتي في سياق العدوان الشامل منذ حرب الإبادة على غزة، وفي محاولة لتوسيع رقعة الاستيطان وترويع السكان ودفعهم لترك أراضيهم".
ودعت الحركة الفلسطينيين إلى تفعيل اللجان الشعبية لحماية القرى والمزارعين، وطالبت المؤسسات الحقوقية الدولية بـ"تحرك عاجل لتوثيق الجرائم ومحاسبة الاحتلال"، مؤكدة أن الاعتداءات ترقى إلى جرائم حرب.
والأربعاء، صدَّق الكنيست الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية على مشروعي قانونين ضمن الضفة ومستوطنة "معاليه أدوميم"، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال في اليوم التالي، إن حزبه "الليكود" لم يدعم المشروعين، وذلك بعد رفض أمريكي لخطة الضم، إذ حذر الرئيس دونالد ترمب تل أبيب من أنها "ستفقد دعم واشنطن بالكامل إذا حدث ذلك".
ومنذ بدء الإبادة الجماعية بغزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نفذ المستوطنون أكثر من 7 آلاف اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة، بينها 158 هجوماً استهدف قاطفي الزيتون منذ مطلع الشهر الجاري، وفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
وإجمالاً، أدت الهجمات الإسرائيلية في الضفة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى استشهاد ما لا يقل عن ألف و57 فلسطينياً، وإصابة نحو 10 آلاف، فضلاً عن اعتقال أكثر من 20 ألفاً بينهم 1600 طفل، وفق أرقام رسمية فلسطينية.















