مظاهرة في تل أبيب تطالب نتنياهو بالتنحي عقب توجيه تهم بالفساد إليه (AFP)
تابعنا

يزداد المشهد السياسي في إسرائيل تعقيداً في ظل الاتهامات بالفساد الموجهة ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وبينما يشهد حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو حراكاً داخلياً يهدف لتنحيته بعد اتهامه بالفساد وتلقي الرشوة وخيانة الأمانة، بدأت الأزمة تلقي بظلالها على الشارع الإسرائيلي الذي شهد مظاهرات مؤيدة لنتنياهو وأخرى تطالب بمحاكمته.

تضارب في الشارع

شهدت إسرائيل، مساء السبت، تظاهرات مؤيدة وأخرى معارضة لرئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو بعد تقديم لائحة اتهام ضده تضم تهم الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال في ثلاث قضايا فساد.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن تظاهرتين انطلقتا في القدس، قرب مقر إقامة نتنياهو بشارع "بلفور"، الأولى شارك فيها نحو 350 من أنصاره الذين اعتبروا تقديم لائحة الاتهام ضده "انقلاباً"، فيما تظاهر من الجهة الأخرى للشارع ذاته نحو 100 من معارضي نتنياهو، ودعوه لتقديم استقالته فوراً.

وفي ميدان "هابيما" وسط مدينة تل أبيب تظاهر نحو 25000 شخص تحت شعار "بيبي استقِل".

ونظم التظاهرة بتل أبيب "الاتحاد الديمقراطي".

ودعا زعيم الاتحاد "نيسان هورفيتش" الجمهور الإسرائيلي للنزول والانخراط في التظاهرة قائلاً: "أي شخص سيتمسك بولائه الأعمى لنتنياهو، سيُذكر على أنه شارك في أخطر إفساد للديمقراطية الإسرائيلية".

وتابع: "على نتنياهو أن يستقيل. يجب إقامة حكومة جديدة".

وأضاف "هورفيتش": "إذا لم يستقل، يجب تشكيل حكومة جديدة حتى قبل حل الكنيست الحالي، وذلك لمنعه من التشبث بالسلطة لأطول وقت ممكن".

وقال: "ولاؤنا، أولاً كجمهور وكنواب شعب، لإسرائيل ولسلطة القانون والديمقراطية. وليس لقيصر، ليس لمتهم بالفساد".

تحركات في الليكود

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن ثمة تحركات داخل حزب "الليكود"، لتنحية رئيسه الحالي بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، وذلك بعد توجيه لائحة اتهام ضده.

و قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" على موقعها الإلكتروني: إن القيادي في "الليكود" جدعون ساعر، دعا إلى ضرورة إجراء انتخابات تمهيدية داخلية للحزب، في غضون أسبوعين، واختيار رئيس جديد له بدلاً من نتنياهو بعد توجيه لائحة اتهام ضد الأخير.

واعتبر "ساعر" أن التصريحات التي أدلى بها نتنياهو، الخميس الماضي، رداً على توجيه لائحة اتهام ضده "كلام غير مسؤول ويضر كثيراً بالمجتمع الإسرائيلي ومنظومة الدولة".

الاحتضار السياسي

وخاطب "هورفيتش" أعضاء حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو قائلاً: "تلك هي أيام الاحتضار السياسي لرئيس الوزراء المنتهية ولايته. هناك حياة بعد نتنياهو".

في المقابل، نظم العشرات تظاهرة مؤيدة لنتنياهو في مدينة كريات بياليك قرب مدينة حيفا، حسب "يديعوت أحرونوت".

ويأتي ذلك في وقت ذكرت فيه قناة 13 الخاصة، أن المدعي العام مندلبليت قد يأمر بنيامين نتنياهو، بالاستقالة من منصبه كرئيس وزراء للحكومة الانتقالية.

وقالت القناة إن "التقديرات تشير إلى أن المحكمة العليا ستناقش قريباً ما إذا كان يمكن لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نتنياهو أن يعمل في حكومة انتقالية، بموجب اعتزام النائب العام تقديم لائحة اتهام ضده".

وأشارت القناة إلى أنّ بعض المسؤولين في وزارة العدل يعتقدون أنه من المفترض على نتنياهو أن يقدم استقالته، في ظل التطورات الأخيرة بشأن تقديم لائحة اتهام ضده.

وأوضحت القناة أنّ العديد من السياسيين الذين لم تذكر أسماءهم تقدموا باستفسار والتماسات إلى المحكمة العليا بشأن ذلك.

وسيكون أمام نتنياهو 30 يوماً من تاريخ صدور لائحة الاتهام لتقديم طلب "حصانة" من المحاكمة ليتم بحث طلبه في الكنيست.

وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن طلب "الحصانة" يفترض تقديمه إلى لجنة الكنيست، التي تجتمع بدورها لبحثه.

حكومة الوحدة.. هل ينجو بها نتنياهو؟

وتشهد إسرائيل أزمة سياسية غير مسبوقة في تاريخها، بعد فشل نتنياهو ومنافسه بيني غانتس زعيم تحالف "أزرق أبيض" في الحصول على أغلبية 61 (من أصل 120 مقعداً بالكنيست) لتشكيل الحكومة، ما يعزز من فرضية الذهاب لانتخابات ستكون هي الثالثة هذا العام بعد سابقتيها في أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول الماضيين.

واقترح المنافس الرئيسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي المأزوم بنيامين نتنياهو قيادة حكومة وحدة وطنية مع حزب الليكود الذي يتزعمه الأخير، بالتناوب.

وقال مرشح تحالف "أزرق أبيض" بيني غانتس، السبت، إنه يعتزم قيادة الحكومة لعامين ثم يقودها نتنياهو في العامين التاليين إذا ما تمت تبرئة الأخير من اتهامات بالفساد.

وقال غانتس إن هذه "هي الطريقة الوحيدة لتفادي إجراء انتخابات غير ضرورية لا يريدها أحد".

هذا المقترح أول عرض ملموس من جانب غانتس لانتشال إسرائيل من مأزقها السياسي منذ أعلن المدعي العام الخميس أنه سيتم توجيه اتهامات إلى نتنياهو.

غانتس اقترح قيادة حكومة وحدة وطنية بالتناوب  (Reuters)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً