وزارة الدفاع التركية تعلن استهداف 115 هدفاً تابعاً للنظام السوري رداً على هجمات النظام (وزارة الدفاع التركية)
تابعنا

بينما تبذل تركيا قصارى جهدها لحل الأزمة في سوريا، وفي الوقت الذي اجتمع فيه الوفد الروسي والتركي في أنقرة للمرة الثانية على التوالي لبحث التطورات وإيجاد مخرج لتصعيد قوات النظام وروسيا، بجانب المجموعات المدعومة من إيران، واستيلائها على مدن وقرى داخل "منطقة خفض التصعيد"، عمد النظام السوري إلى الاعتداء على نقطة مراقبة تركية شرقي إدلب في قصف صاروخي.

الاعتداء الذي أدى إلى استشهاد 5 جنود أتراك، دفع أنقرة للرد بالمثل، وهو ما أعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اجتماع أمني ترأسه.

وقال أبو طالب العبد الله مراسلTRT عربي في أنقرة، إن الاجتماع الأمني برئاسة أردوغان أكد مواجهة أي هجوم من قِبل قوات النظام السوري، بالإضافة إلى تأكيده ضرورة انسحاب قوات النظام ومليشياته إلى خلف نقاط المراقبة التركية.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية استهداف 115 هدفاً تابعاً للنظام السوري "وفقاً لقواعد الاشتباك والدفاع عن النفس"، مشيرة إلى أن "المعلومات تفيد بالقضاء على 101 من عناصر النظام وتدمير دبابتين ومنصتَي إطلاق مدفعي وإصابة مروحية".

وقالت الوزارة إن "استهداف مواقع النظام السوري لا يزال مستمراً رداً على الهجمات"، وإن "دماء الشهداء من القوات المسلحة لم ولن تذهب هدراً، وسيُحاسَب المسؤولون عن الهجوم".

على الجانب الروسي، أعرب المتحدث باسم الكرملن ديمتري بسكوف عن قلق بلاده حيال ما أسماه التصعيد في إدلب، وعن إمكانية عقد لقاء بين الرئيسين التركي والروسي، قال بسكوف إن الأمر غير مخطط له حتى الآن.

وتستمر روسيا في إطلاق يد النظام السوري في إدلب، وهو ما يدل على أن موسكو عاجزة عن السيطرة على جموح الأسد نحو الدم، أو أنها تدعمه في ذلك، وفي كلا الحالتين يضع هذا الأمر سمعة روسيا على المحك، بحسب مراقبين.

وطالبت أنقرة الاثنين، موسكو، بالوفاء بمسؤولياتها حيال الانتهاكات الصارخة لاتفاق سوتشي بصفتها أحد ضامنيه.

وأدان الوفد التركي بأشد العبارات خلال لقاء جمع وفدين تركيّاً برئاسة المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، وروسيّاً برئاسة ألكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، في العاصمة أنقرة "الهجوم على قوات تركية في إدلب، من قِبل قوات النظام، ما أسفر عن استشهاد 5 جنود أتراك".

وأكد الوفد التركي لنظيره الروسي ضرورة الوقف الفوري للهجمات ضد القوات التركية ونقاط مراقبتها في إدلب، لتعارضها مع روح مسار أستانا. كما طالب موسكو بالوفاء بمسؤولياتها حيال الانتهاكات الصارخة لاتفاق سوتشي بصفتها أحد ضامنيه.

وكانت وزارة الخارجية التركية، أعلنت الاثنين، انتهاء اجتماع للوفدين التركي والروسي في العاصمة التركية أنقرة، الاثنين، بحثا خلاله آخر المستجدات الحاصلة في محافظة إدلب السورية.

توقعات الرد التركي

ووقع هجوم النظام في الوقت الذي وصلت فيه تعزيزات تركية كبيرة جداً، منها ما دخل إلى نقاط المراقبة التركية داخل سوريا، وهو ما دفع بعض المراقبين بترجيح أن يكون الرد التركي على هذه الهجمات أكبر من السابق.

وقال مراسل TRT عربي في هاطاي إن "رد الجيش التركي جاء سريعاً وبوتيرة أقوى من الرد السابق".

وأضاف "يرسل هذا الرد رسالة للنظام السوري تحدد الخطوط الحمراء وفي مقدمتها عدم استهداف الجنود الأتراك.

وعن توقعات الرد التركي، قال الباحث السياسي التركي عمر فاروق قرقماز لـTRT عربي، إن تركيا دخلت في مرحلة جديدة بعد حوارات مع الروس وأطراف أخرى ولن تتراجع، خاصة مع وجود آليات عسكرية تحاول أن تحمي الشعب السوري، وفي الوقت الذي تحتضن فيه ملايين السوريين على أراضيها، لذلك لا يمكن لأنقرة أن تترك هؤلاء السكان يواجهون مجازر جديدة.

وأضاف "وجود الآليات العسكرية التركية في سوريا يعني أنها لن تعود دون أن تصل إلى أهدافها السلمية، وإعادة الوضع إلى الهدوء وإجبار النظام على إنهاء هجماته بحق المدنيين السوريين والجنود الأتراك".

وأشار الباحث السياسي إلى أن "الرئاسة التركية ستدرس الوضع الراهن من خلال الخبراء العسكريين، وسوف ترد بما يتناسب مع حجم الهجوم"، منوهاً إلى "أن الحوارات الثنائية بين روسيا وتركيا ستستمر، ولكن استشهاد الجنود الأتراك قد يؤدي إلى مواجهة أكبر في المنطقة".

وتشدد أنقرة على أن وجودها في الشمال السوري هو نتاج ثلاث اتفاقيات، وهي اتفاقية أضنة التي وُقعت في تسعينيات القرن الماضي بين الحكومة التركية والنظام السوري، ومسار أستانا واتفاقية سوتشي.

وتنظر أنقرة إلى الموضوع على أساس أنها كارثة إنسانية، وأنها مسألة أمنية حدودية، بالإضافة إلى أنها أصبحت مسألة شرف باستشهاد الجنود الأتراك، ومع ذلك تستمر تركيا في تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين، فهناك نفير عام في المجتمع المدني التركي من أجل مساعدة من يشردهم النظام، حسب الباحث السياسي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً