شهد العالم العربي عديداً من الاحتجاجات والصراعات في الآونة الأخيرة (AP)
تابعنا

خلال أزمة انتشار وباء كورونا الذي اعتبره كثير من بلدان العالم، بخاصة أوروبا، الأسوأ منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، تستمرّ الصراعات والحروب في مناطق مختلفة، بخاصة تلك الصراعات الممتدة في العالم العربي، لكن الإنسانية تحاول التأثير في قادة الحروب، وإن تأخر تأثيرها بعض الشيء كما في ليبيا.

وشهد العالم العربي عديداً من الاحتجاجات والصراعات في الآونة الأخيرة، لكن كان لانتشار كورونا أثر كبير في توقف تلك الاحتجاجات، بخاصة في العراق ولبنان، حيث طالبت تلك البلدان بإسقاط حكوماتها، لكن انتشار الفيروس أجبر المحتجين على لزوم منازلهم.

ووفقا للإحصاءات الرسمية، فقد ناهزت الوفيات بالفيروس في أنحاء العالم 12800 حالة منذ ظهوره في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وسُجّل قرابة 292 ألف إصابة إجمالاً في 165 بلداً، فيما تعافى قرابة 95 ألف حالة. ويخضع نحو مليار إنسان في أرجاء العالم للحجر المنزلي سعياً لوقف انتشار الوباء.

ليبيا.. هدنة إنسانية

بوتيرة يومية تخرق قوات حفتر وقف إطلاق النار عبر شنّ هجمات على العاصمة طرابلس، مقرّ حكومة الوفاق المعترف بها دوليّاً، ضمن عملية عسكرية مستمرة منذ 4 أبريل/نيسان 2019.

وبعد دعوة الاتحاد الأوروبي و8 دول غربية وعربية الثلاثاء، أطراف الصراع الليبي إلى إعلان وقف فوري إنساني للقتال، في ظلّ تهديد وباء كورونا، ووقف النقل المستمر لجميع المعدات العسكرية والأفراد العسكريين إلى ليبيا، من أجل السماح للسلطات المحلية بالاستجابة لتحدّي الصحة العامة غير المسبوق الذي يشكله كورونا، استجابت أطراف الصراع للدعوة.

وأعلنت الأطراف المتحاربة في ليبيا القبول بوقف إنساني لإطلاق النار، يتيح مواجهة أي انتشار محتمل لفيروس كورنا في المناطق التي تشهد اشتباكات مسلحة منذ نحو عام.

ورحّبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا السبت، بـ"استجابة طرفَي الصراع لنداءات وقف القتال لأهداف إنسانية"، ودعت جميع الأطراف إلى "توحيد جهودها والعمل معاً من أجل توجيه كل الطاقات والموارد لدعم الليبيين والسلطات المحلية في سبيل مواجهة خطر كورونا".

وشدّدَت على "ضرورة السماح بتقديم المساعدات الإنسانية وتوفير السلع والمواد الغذائية، وإتاحة المجال لمنظمة الصحة العالمية وشركائها للعمل دون عوائق في جميع أنحاء البلاد".

وكان المتحدث باسم مليشيات حفتر، أحمد المسماري، صرّح في وقت سابق السبت، بأن حفتر يُبدِي ترحيبه بدعوة الأمم المتحدة ودول غربية وعربية إلى هدنة إنسانية في ليبيا، لكن تصريح المسماري تزامن مع تجديد مليشيات حفتر خرقها للهدنة المتوصَّل إليها سابقاً بجهود تركية روسية، إذ نفذت هجوما بقذائف صاروخية السبت، على أحياء سكنية بالعاصمة الليبية طرابلس، مما خلّف إصابتين.

فيما شكّك المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق محمد قنونو، في صدقية تصريحات مليشيا حفتر. وأكّد عبر بيان، أن قواتهم ملتزمة دعوات وقف إطلاق النار لدواعي الحوار ولأسباب إنسانية، واصفاً إعلان حفتر قبوله وقف الاقتتال بـ"الإعلان الكاذب".

ورسميّاً، لم يُعلَن في ليبيا حتى مساء السبت عن تسجيل أي إصابة بالفيروس أو حتى حالة اشتباه.

سوريا.. وقف إطلاق النار

أما في سوريا، فتسعى تركيا للحفاظ على وقف إطلاق النار في منطقة إدلب السورية، بعد أشهر من الهجوم الدموي الذي شنه بشار الأسد وداعموه فأدى إلى مقتل مئات ونزوح ملايين إلى الحدود التركية-السورية في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية.

لن تسمح تركيا بأي عمل للنظام السوري يؤدي إلى مزيد من الصراع وعدم الاستقرار

رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون

وعلى الرغم من أن سوريا أصبحت مرتعاً للمليشيات والمرتزقة، وأصبح احتمال انتشار فيروس كورنا فيها كبيراً، فإن نظام الأسد ينفي وجود أي إصابة، وقال إنه بدأ باختبارات للكشف عن كورونا في باقي أنحاء البلاد، فيما لم يبلغ منظمة الصحة العالمية بعدُ بأي حالة إصابة، مع تأكُّد وجود إصابات في البلدان المجاورة، وإظهار عديد من أشرطة الفيديو مناطق للحجر الصحي داخل الأراضي السورية يرجح أنها لمصابين بفيروس كورونا المستجد.

وقال ريك برينان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، إن المنظمة ستبدأ في وقت لاحق من هذا الأسبوع إجراء اختبارات للكشف عن فيروس كورونا شمال غربي سوريا، الذي تسيطر عليه المعارضة السورية، وأضاف أنه يشعر "بقلق بالغ" من انتقال الفيروس إلى منطقة دمرت فيها الحرب النظام الصحي منذ فترة طويلة.

نشعر بقلق بالغ تجاه وجود فيروس كورونا في سوريا، وكل الدول المحيطة لديها حالات موثقة

ريك برينان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية

اليمن.. معارك مستمرة

ولا يختلف وضع اليمن الذي يشهد أزمة إنسانية غير مسبوقة منذ خمس سنوات، جعلت 80% من سكانه على حافة المجاعة، إلا أنه حتى الآن لا هدنة إنسانية توقف القتال في البلد المليء بالمليشيات.

وزاد الهلع لدى سكان اليمن خشية وصول الفيروس إلى البلاد التي تعاني من تدهور حاد في القطاع الصحي جراء الحرب المشتعلة، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية حال انتشار المرض.

وكان اليمن اتخذ إجراءات في سبيل مواجهة كورونا، من بينها إغلاق المنافذ الجوية والبرية وتعليق التعليم في المدارس والجامعات.

ورغم تلك المخاوف يستمر القتال، إذ أعلن الجيش اليمني الأحد، مقتل وجرح عشرات من مسلحي جماعة الحوثي، خلال مواجهات مع القوات الحكومية بمحافظة الحديدة، وقال المركز الإعلامي لـ"ألوية العمالقة" التابعة للجيش في بيان، إن "مستشفيات محافظة الحديدة استقبلت خلال الـ48 ساعة الماضية 18 قتيلاً و 28 جريحاً، حسب مصادر طبية من داخل المدينة، حسب وكالة الأناضول.

وفي سياق متصل ذكر الجيش اليمني في بيان ثانٍ أن مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي استهدفت جماعة الحوثي بغارات في مناطق متفرقة من محافظة الجوف، غير أن الحوثيين أفادوا بأن التحالف نفذ السبت 14 غارة في الجوف، منها 10 غارات على مديرية خب الشغف المحاذية للحدود السعودية، و4 على مدينة الحزم مركز المحافظة، حسب ما نشره الموقع التابع للجماعة.

وخوفاً من وباء كورونا، دعت الحكومة اليمنية السبت، المنظمات الدولية إلى وقف أنشطتها التدريبية في جيع أنحاء البلاد، تحسباً من انتشار الفيروس.

وأوضح نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي نزار باصهيب في تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن وزارته دعت المنظمات الدولية العاملة في اليمن إلى وقف ورش العمل والدورات التدريبية الخاصة بها، أو تلك التي تموّلها عبر المنظمات المحلية، لمدة أسبوعين قابلة للتجديد. فيما يُستثنى التدريب الخاص بمواجهة فيروس كورونا، وفق الوكالة ذاتها.

يأتي هذا الإجراء تحسباً من تفشي كورونا في اليمن، الذي لم يسجل أي إصابات بالفيروس حتى صباح السبت.

من جهتها دعت وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية، الأطباء والخبراء والفنيين إلى التطوع لدعمها في تنفيذ الإجراءات الرامية إلى الوقاية من وباء كورونا. وطلبت الوزارة من الراغبين في التطوع التوجه إلى مكاتب الوزارة في جميع المحافظات للتنسيق وإشراكهم في جهود مكافحة الوباء.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً