محطات من سقطات الإعلام الغربي بتغطية المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا (15temmuz.gov.tr)
تابعنا

نفذت عناصر محدودة من الجيش التركي تابعة لتنظيم كولن الإرهابي في 15 تموز/يوليو عام 2016، محاولة فاشلة للانقلاب على الحكم في تركيا، واجهها الشعب التركي بأطيافه وأحزابه السياسية، استجابة لدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ طلب منهم التصدي لمحاولة الانقلاب على الديمقراطية في البلاد.

لكن خلال تصدي الشعب للانقلابيين في تلك الليلة، غطت وسائل إعلام غربية وعربية الخبر بشكل منافٍ لما حدث على أرض الواقع، فتصدّر المشهد الإعلامي مجموعة من الأخطاء، لم يُعرف إن كانت مجرد أخطاء إعلامية أم أنها وقود لتصدير مشهد خاطىء عما كان يحدث في ذلك الوقت.

"لا يمكن أن يلوم أردوغان أحداً على ليلة الانقلاب الفاشل سوى نفسه"، و"أمل تركيا الأخير يموت", كان ذلك جزءاً من عناوين مقالات على أكثر الصحف الغربية مصداقية، من بينها مجلة فورين بوليسي، وصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إضافة إلى أخطاء وقعت فيها أيضاً بعض وسائل إعلام عربية كالصحف المصرية مثلاً بعد أن تصدرت عناوين مثل "الجيش يطيح بأردوغان" المشهد الإعلامي العربي في تلك الليلة.

ديمقراطية أم انقلاب؟

قالت وزيرة تركيا السابقة في الاتحاد الأوروبي بيريل دادا أوغلو لوكالة الأناضول، تعقيباً على تغطية وسائل الإعلام الغربية عقب فشل محاولة الانقلاب إن "وسائل الإعلام الغربية حاولت تركيز الاهتمام على الحكومة التركية بدلاً من المتآمرين الانقلابيين".

ولم تهتمِم التغطية الإعلامية الغربية في 15 تموز/يوليو قبل ست سنوات بالحديث عن تبعات محاولة عناصر محدودة من الجيش الانقلاب على الحكم في تركيا، وإنما انصبّ اهتمامها على انتقاد الحزب الحاكم والرئيس التركي في تلك الليلة.

وحاولت وسائل إعلام أوروبية وأمريكية التلميح إلى أن محاولة الانقلاب ما هي إلا محاولة للجيش "للمحافظة على الديمقراطية" وأن "من نفذوا تلك المحاولة خير الرجال" حسب ما تناولته وسائل إعلام أمريكية، وصفت حينها خيار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بأنه حرج في حال دعمِه الشرعية التركية في مواجهة الانقلابيين.

من دعم الشعب؟

على الرغم من استخدام الانقلابيين أسلحة ثقيلة إلى جانب الدبابات وطائرات F-16 خلال تلك الليلة، فإن دعوةً من الرئيس أردوغان للشعب التركي بالخروج إلى الشوارع والتصدي لمحاولة الانقلاب الفاشلة، دفعت مواطني الشعب التركي بمختلف أطيافه وأحزابه السياسية إلى أن يملؤوا الشوارع متَحدّين بأنفسهم محاولة الانقلابيين السيطرة على مرافق الدولة.

وعلى الرغم من انتشار مقاطع مصورة لمواطنين أتراك يواجهون دبابات أفراد الجيش المنشقين في مطار أتاتورك، فإن بعض وسائل الإعلام استغلت تلك المقاطع للترويج لصورة مغايرة للواقع، مشيرة إلى أن تلك المقاطع هي لمواطنين أتراك مؤيدين لمحاولة الانقلاب على الحكم.

أين الرئيس؟

وسائل إعلام عربية وغربية نشرت تغريدات حول مزاعم هروب الرئيس التركي وأخبار كاذبة حول سفره طالباً اللجوء إلى ألمانيا، وهي التغريدات التي سارعت تلك الوسائل إلى مسحها، بعد ظهور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مكالمة لوسائل الإعلام التركية عبر تطبيق فايس تايم، يدعو الشعب للخروج للشوارع قبل أن يظهر بعدها أمام تجمع للشعب في مطار أتاتورك.

ولم يكن مكان الرئيس هو الشيء الوحيد الذي نقلته وسائل الإعلام بشكل خاطئ أثناء تغطية أحداث تلك الليلة، حيث صوّرت بعض وكالات الإعلام الغربية أن التدابير التي اتخذتها الحكومة التركية للتخلص من عناصر تنظيم كولن الإرهابي، الذي نفذ المنتمين له محاولة الانقلاب الفاشلة، هي في حد ذاتها أشد خطورة من محاولة الانقلابيين أنفسهم قتل الديمقراطية في البلاد!

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام جماهير من المواطنين الأتراك أثناء احتفال بذكرى محاولة الانقلاب الفاشلة وسط احتفالات رسمية وشعبية عمّت البلاد في يوم "الديمقراطية والوحدة الوطنية في تركيا" إنه "ما دام لدى تركيا مؤسسات تدافع عن مكتسبات الديمقراطية التركية باستماتة فلن يستطيع أحد تركيع الشعب التركي".

وأكد الرئيس التركي وجود "قوى في الداخل والخارج حاولت التآمر على البلاد، ولكن يوماً ما سوف تنهار هذه القوى الرجعية"، مشيراً إلى أنه "جرى إحباط تلك المؤامرات واحدة تلو الأخرى، وإلقاء القبض على عناصر التنظيم ومن ينتمي إليه في القوات المسلحة التركية وقوات الأمن الداخلي، وإخراجهم من المؤسسات التركية، وتعيين عناصر جديدة من المواطنين الشرفاء".

ويحيي الشعب التركي هذه الأيام الذكرى السادسة لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد في الخامس عشر من يوليو/تموز 2016، التي نفّذَتها عناصر محدودة من الجيش تتبع تنظيم فتح الله كولن الإرهابي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً