منظمة التعاون الإسلامي تعلن رفضها "صفقة القرن" الأمريكية إثر اجتماع وزاري طارئ في مدينة جدة السعودية (AA)
تابعنا

قررت منظمة التعاون الإسلامي في ختام جلسة طارئة، عقدتها على مستوى وزراء الخارجية الاثنين، في مدينة جدة بالسعودية، رفض الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن".

ودعت المنظمة في بيانها الختامي، جميع الدول الأعضاء لعدم التفاعل مع الصفقة، أو التعاون مع الإدارة الأمريكية في تنفيذها بأي شكل.

وورد في البيان: "نرفض الخطة كونها لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، وتخالف مرجعيات عملية السلام".

وأدانت المنظمة أي "مواقف أو إجراءات أو مبادرات تهدف إلى تقويض حقوق الشعب الفلسطيني"، معتبرة أن الصفقة تتبنى "الرواية الإسرائيلية بالكامل وتؤسس لتبرير ضم مساحات شاسعة من أرض دولة فلسطين المحتلة تحت حجة الأمن لإسرائيل، في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدولية ذات الصلة".

وتابعت: "هذه الصفقة تفتقر لأبسط عناصر العدالة وتدمر أسس تحقيق السلام، بدءاً من المرجعيات القانونية والدولية المتفق عليها للحل السلمي وانتهاءً بتنكرها بشكل صارخ للحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه بالاستقلال الوطني، وحق العودة للاجئين، و كذلك تقوِّض قواعد القانون والأعراف الدولية، بما فيها عدم جواز ضم الأرض بالقوة، وتُشرعِن الاستعمار والآثار الناتجة عنه، وتزعزع الاستقرار وتهدد الأمن والسلم الدوليين".

وشددت على أن السلام والأمن في الشرق الأوسط "لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال، والانسحاب الكامل من أرض فلسطين، والقدس، وباقي الأراضي العربية المحتلة في يونيو/حزيران 1967".

وجددت المنظمة تأكيدها أن "قضية فلسطين والقدس هي القضية المركزية للأمة الإسلامية، وأن السلام الشامل والعادل لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي لفلسطين والقدس".

واستكملت قائلة: "كما نشدد على الطابع المركزي لفلسطين ومدينة القدس بالنسبة للأمة الإسلامية، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، العاصمة الأبدية لفلسطين".

وشددت على حق دولة فلسطين بالسيادة على جميع "الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، ومجالها الجوي والبحري، ومياهها الإقليمية، وحدودها مع دول الجوار".

ودعت المنظمة الإدارة الأمريكية لـ"التزام المرجعيات القانونية والدولية المتفق عليها، لتحقيق السلام العادل والدائم والشامل".

وحمّلت إسرائيل "المسؤولية عن تدهور الوضع على الأرض بسبب تنكرها للاتفاقيات وتحديها الشرعية الدولية ومواصلة سياسة الاستعمار والضم والاستيـطان والعنصرية والتطهير العرقي الـذي تمارسه بحق الشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية".

وحذّرت المنظمة إسرائيل "من اتخاذ أي خطوات أو إجراءات لترسيخ احتلالها الاستعماري في أرض دولة فلسطين، بما فيها إجراءات الضم"، داعية المجتمع الدولي لـ"مواجهة هذه الإجراءات كافة".

وعبّرت عن رفضها لأي موقف "يصدر عن أيّة جهة تدعم إطالة أمد الاحتلال ومشروعه الاستعماري الاستيطاني على حساب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وأهمها حق تقرير المصير".

وجددت المنظمة تأكيدها "وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، وممثله الشرعي الوحيد منظمة التحرير، في وجه أي مؤامرات تستهدف حقوقه المشروعة".

كما دعت "الدول الأعضاء في المنظمة لدعم كافة الجهود القانونية، والسياسية، والدبلوماسية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية".

وطالبت الدول الأعضاء بالعمل مع مؤسسات المجتمع الدولي لـ"رفض ومواجهة أي تحرك أو مقترح لا يتوافق مع القانون الدولي والقرارات الأممية".

وأفادت المنظمة بأن قرار الرفض سيُرفع إلى كلٍ من "رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة"، داعية إيّاها لـ"عقد جلسة خاصة طارئة للجمعية العامة لبحث الوضع في القدس الشرقية المحتلة وفي بقية الأرض الفلسطينية المحتلة في أعقاب ما يسمى بخطة الإدارة الأمريكية".

وانطلق في مدينة جدة، غربي السعودية، الاثنين، اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية لبحث الموقف من "صفقة القرن" المزعومة.

وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، في كلمة له خلال انطلاق الاجتماع "نأمل أن نصل خلال الاجتماع لموقف يرتقي لتطلعات الشعب الفلسطيني، وعدم تبنّي أي جهود لا تلبي الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني أو تخالف المرجعيات القانونية والدولية المتفق عليها للحل السلمي".

عُقِد في مدينة جدة السعودية، الاثنين، اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية لبحث الموقف من "صفقة القرن" الأمريكية.

ويشارك في الاجتماع وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو.

وكانت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة، أكّدت في بيان صحفي سابق أن حل القضية الفلسطينية لا بد أن يكون بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

وجددت المنظمة تأكيد موقفها المبدئي ودعمها للشعب الفلسطيني في نضاله حتى يتمكن من استعادة حقوقه المشروعة بما فيها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

والثلاثاء الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في مؤتمر صحفي بواشنطن، خطته للسلام في الشرق الأوسط المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتتضمن الخطة، التي رفضتها تركيا وعدة دول وكذلك السلطة الفلسطينية وجميع فصائل المقاومة، إقامة دولة فلسطينية في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسّمة لإسرائيل.

وفي تصريحات صحفية أدلى بها الأحد، رحّب جاوش أوغلو بقرار الجامعة العربية رفض "صفقة القرن" المزعومة، قائلاً: "أرحب بالقرار الذي اتخذته الجامعة العربية حيال صفقة القرن (خلال اجتماع وزاري السبت)، فهو قرار صحيح ونحن ندعمه، ولا يمكن قبول خطة السلام المزعومة التي هي خطة اغتصاب للأراضي الفلسطينية".

ولفت الوزير التركي إلى أن "قرار الجامعة العربية اتُّخذ بالإجماع، ونتمنى أن نجد هذا الإجماع في الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً