تابعنا
جاء في بيان للمنظمة، أنه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فقدَ أكثر من 1000 طفل إحدى سيقانهم أو كلتيهما، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، مشيرة إلى أن معظم العمليات الجراحية التي أجريت لهؤلاء الأطفال كانت من دون تخدير.

تسيطر حالة نفسية سيئة على الطفلة الفلسطينية ليان الباز، إذ تمكث في أحد مستشفيات قطاع غزة، بعد أن فقدت ساقها نتيجة للقصف الإسرائيلي المتواصل منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتعاني الطفلة ليان من ألم حاد في جسدها، جراء إصابتها التي تعرضت لها بفعل القصف الإسرائيلي، وتعتبر واحدة من بين عشرات الأطفال الفلسطينيين الذين فقدوا أحد أطرافهم بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.

وحسب منظمة "إنقاذ الطفولة"، فإن أكثر من 10 أطفال يفقدون إحدى الساقين أو كلتيهما يومياً في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل 4 أشهر.

وجاء في بيان للمنظمة، أنه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فقدَ أكثر من 1000 طفل إحدى سيقانهم أو كلتيهما، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، مشيرة إلى أن معظم العمليات الجراحية التي أجريت لهؤلاء الأطفال كانت من دون تخدير.

ولفتت المنظمة إلى أن ذلك يأتي في الوقت الذي تعاني فيه المنظومة الصحية في غزة من الشلل بسبب الصراع، والنقص الكبير في عدد الأطباء وأفراد التمريض والإمدادات الطبية مثل التخدير والمضادات الحيوية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وأشارت المنظمة إلى أنه في حين أن 13 مستشفى من أصل 36 في القطاع لا تزال تعمل بشكل جزئي، فإنها تعمل على أساس جزئي ومتقطع، وتعتمد على حصولها على الوقود والإمدادات الطبية الأساسية في أي يوم.

رفض للبديل

ترفض ليان -خلال حديثها مع TRT عربي- فكرة تركيب طرف صناعي ليعوضها عن ساقها الذي فقدته بفعل إصابتها، وتصر على فكرة زراعة ساق جديدة لها نتيجة للألم الذي تعاني منه منذ أن تعرضت للإصابة بالقصف الإسرائيلي.

وتعرضت الطفلة الفلسطينية للإصابة مع عائلتها، حيث كانت موجودة في المنزل قبل أن تستيقظ لتجد نفسها في المستشفى، وقد تعرضت إحدى ساقيها للبتر جراء القصف الإسرائيلي الذي طال منزلها في حي القرارة شرق خان يونس.

ووفقاً لآخر بيانات وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع ارتفع إلى 26 ألفاً و422 شهيداً، في حين ارتفع عدد المصابين إلى 65 ألفاً و87 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

حلم الكرة الذي تبخر

أما الطفل الفلسطيني أحمد عبد الرحمن، هو آيضاً لا تُعدّ معاناته سهلة، إذ فقد ساقيه بفعل القصف الإسرائيلي الذي طال منزله في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة خلال الشهر الأول من العدوان، وبات لا يستطيع الحركة كما في السابق.

ويقول الطفل أحمد لـTRT عربي، إن حلمه بلعب كرة القدم والاحتراف في عالمها بات أمراً صعب المنال بفعل الإصابة التي تسبب بها الاحتلال الإسرائيلي، إذ تفاجأ في اليوم التالي لإصابته بأنه أصبح بلا ساقين.

ويشير إلى أن الأطفال والفتية هم أكثر من دفعوا فاتورة هذه الحرب جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف منازلهم، إذ فقد خلال هذه الحرب اثنين من أصدقائه، فضلاً عن تشرد عدد آخر من منطقة إلى أخرى؛ بفعل النزوح الذي فرضته الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وكان الطفل أحمد من أشد المتابعين لكرة القدم الإسبانية والأوروبية ويحلم أن يحمل ألوان أي من الأندية الأوروبية مستقبلاً، وأن يطور مهارته في هذا المجال، غير أن تفكيره اليوم بات مُنصباً على دراسة القانون الدولي لملاحقة الاحتلال دولياً.

مئات الأطفال بلا أطراف

من جانبه، يقول رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، إن تقديراتهم الأولية تفيد بوجود 1100 طفل وطفلة فلسطينية فقدوا أطرافهم خلال الفترة ما بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 الماضي وحتى منتصف شهر يناير/كانون الثاني 2024.

ويبيّن عبده في حديثه مع TRT عربي، أن هذه النسبة المسجلة على صعيد فقدان الأطراف هي الأعلى على صعيد الحروب التي شهدها القطاع في الفترة ما بين عام 2006 وحتى عام 2023، علاوةً على كونها الأعلى على صعيد جميع الحروب القديمة والحديثة.

ويضيف أنه "هناك 10 أطفال يومياً أو أكثر يجري بتر أحد أطرافهم، ومعظم هؤلاء بحاجة إلى تدخل جراحي وعلاجي وعمليات البتر تُجرَى من دون تخدير، فضلاً عن الحاجة إلى برنامج تأهيلي غير متوفر بفعل الحرب الإسرائيلية على القطاع".

ويشير عبده إلى أن هناك أزمة حقيقية على الصعيد الطبي بشكلٍ عام وعلى الصعيد الخاص المتعلق بإصابات البتر ولجوء كثير من الأطباء إلى إجراء عمليات من دون تخدير أو إجراءات وقائية متبعة بفعل النقص الشديد في الأدوات والمستهلكات الطبية.

ويبلغ عدد المستشفيات في غزة 34، تدير وزارة الصحة بشكل مباشر 13 منها بسعة سريرية تبلغ 2011 سريراً، فيما تقدم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) خدمات صحية لأكثر من 70% من سكان القطاع.

ومنذ 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلنت منظمة الصحة العالمية بدء عمليات بتر الأطراف من دون تخدير في غزة؛ بفعل النقص الشديد في الأدوية والمستهلكات الطبية وخروج عدد كبير من المستشفيات والعيادات الحكومية عن الخدمة.

منظومة طبية منهارة

من جانبه، يؤكد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أن المنظومة الصحية منهارة بالكامل جراء النقص الشديد والكبير في الأدوية والمستهلكات الطبية؛ بفعل الحرب الإسرائيلية المتواصلة للشهر الرابع على التوالي.

ويقول القدرة لـTRT عربي، إن تعرض الأطفال للبتر أو غيرهم من الفئات العمرية بات يحصل من دون تلقيهم المواد المخدرة اللازمة أو الرعاية الصحية في ظل استهداف الاحتلال المباشر للمستشفيات والعيادات الحكومية وتعمد استهداف الطواقم الطبية.

ويشير إلى أن المنظومة الصحية تفاضِل في بعض الأحيان بين الحالات الصحية في ظل الضغط الكبير والهائل على المستشفيات في الجنوب والعجز الشديد على صعيد السعة السريرية، في ظل تلاحق الإصابات والشهداء بشكلٍ يومي.

TRT عربي
الأكثر تداولاً