آثار الدمار الذي لحق بمبنى الأونروا في غزة / صورة: AP (AP)
تابعنا

أقر مسؤولون إسرائيليون بفشلهم في إقناع الحلفاء الغربيين بالاتهامات التي وُجّهَت إلى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بهدف وقف تمويلها.

وقالت صحيفة هآرتس العبرية مساء الأربعاء، إن "عدة دول أعلنت في الأسابيع الأخيرة أنها ستجدّد تمويلها وكالة الأونروا بعد تجميده في بداية الحرب على قطاع غزة".

وتابعت الصحيفة: "في الأيام الأخيرة تلقّت الحملة الإسرائيلية ضد الأونروا سلسلة من الضربات، من ضمنها إعلان ألمانيا، أحد أهمّ داعمي إسرائيل، عزمها استئناف تمويل الوكالة الذي جمدته في يناير/كانون الثاني الماضي".

جاء القرار الألماني بعد إعلان وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا الاثنين الماضي، نتائج تحقيق أجرته بطلب من الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مزاعم إسرائيلية بـ"تورط 12 موظفاً لدى أونروا بهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول".

شاركت في التحقيق 3 منظمات بحثية هي "معهد راؤول والنبرغ" في السويد، و"معهد ميشيلسن" في النرويج، و"المعهد الدنماركي لحقوق الإنسان". وخلص إلى أن إسرائيل لم تقدّم أي دليل على ادّعاءاتها بشأن موظفي أونروا، وأشار إلى وجود آلية عمل تضمن مبدأ الحيادية في الوكالة.

وأفادت هآرتس بأن "مسؤولين سياسيين في إسرائيل أقروا في محادثات مع دبلوماسيين أجانب في الأيام الأخيرة بأن إسرائيل لم تكن قادرة على التأثير في تحقيق (كولونا) كما كانت تأمل، وأنه من الواضح لها أنه بعد نشر نتائجه ستنضم دول أخرى إلى ألمانيا وتستأنف تمويل الأونروا".

وحتى الآن، فإن أهم البلدان التي قررت بالفعل استئناف تمويل الأونروا، وأغلبها حتى قبل نشر تقرير كولونا، كانت فرنسا وكندا وأستراليا والسويد والنرويج وإسبانيا واليابان.

ووفق هارتس، تخشى إسرائيل في الأساس من تراجع بريطانيا والولايات المتحدة، أبرز الداعمين لتل أبيب على الساحة الدولية اليوم، عن قرار وقف التمويل.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي شارك في الجهود السياسية لوقف تمويل الوكالة، قوله إن "إسرائيل نجحت في إثارة الشكوك بين أصدقائها في العالم حول الأونروا، لكنها لم تدعم الخطوة بتقديم بديل مناسب لها".

كما نقلت هآرتس عن دبلوماسي من إحدى الدول الأوروبية التي استأنفت تمويل الأونروا، أن "الأدلة التي قدّمَتها إسرائيل (في إطار اتهاماتها للأونروا) لم تكن قاطعة بما فيه الكفاية، ولم تكن مُقنِعة بأن الحديث يدور عن ظاهرة واسعة لا حالات فردية".

وأضاف الدبلوماسي: "بالإضافة إلى ذلك، رأينا كيف يتدهور الوضع الإنساني في غزة إلى حد المجاعة (...). إذا كانت تُوجَد طريقة لإطعام مليونَي شخص في غزة من دون الأونروا، فسنكون على استعداد لفحصها، ولكن يبدو أنه لا سبيل لذلك".

وأكد أن "بين دول الاتحاد الأوروبي إجماعاً على ضرورة استمرار الدعم للأونروا في الوضع الحالي، رغم ادعاءات إسرائيل".

وكانت غالبية دول الاتحاد الأوروبي قررت منذ يناير/كانون الثاني الماضي، تعليق تمويلها للأونروا، بناءً على مزاعم إسرائيل بحقها. فيما أعلنت الأونروا فتح تحقيق في هذه المزاعم.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً