مجموعة "الصوت اليهودي من أجل السلام": إسرائيل مجرمة حرب
تعتبر مجموعة "الصوت اليهودي من أجل السلام" (JVP) منظمة ناشطة تعمل على مقاومة إسرائيل وتنادي بنهاية الصهيونية. تأسست المجموعة في عام 1996 وتتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها.
Demonstrators from ‘Jewish Voice for Peace’ and their supporters rally for a ceasefire in Gaza, outside the Federal building in Detroit / صورة: Reuters (Reuters)

"المقاومة تحرر أرضاً محتلة منذ 75 عاماً. تحيا الانتفاضة وتحيا فلسطين!، المقاومة ليست إرهاباً، المقاومة المسلحة المناهضة للاستعمار التي انطلقت من قطاع غزة قد استفزتها عقود من العنف الذي فرضته الدولة الإسرائيلية، والإبلاغ عنها بخلاف ذلك أمر كاذب ومضلل، للفلسطينيين ولجميع الشعوب المستعمرة والمضطهدة الحق في الدفاع المسلح عن النفس"..

كل هذه الشعارات السابقة عندما تقال لا يخطر بذهن أحد أبداً أن من يرددها هم اليهود أنفسهم، أو بمعنى أصح هم مجموعة "الصوت اليهودي من أجل السلام" المناهضة لإسرائيل والصهيونية.

الصوت اليهودي من أجل السلام

تعتبر مجموعة "الصوت اليهودي من أجل السلام" (JVP) منظمة ناشطة تعمل على مقاومة إسرائيل وتنادي بنهاية الصهيونية. تأسست المجموعة في عام 1996 وتتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها.

تعتمد مجموعة "الصوت اليهودي من أجل السلام" على التمويل الذاتي والتبرعات، وتبلغ ميزانيتها الإجمالية حوالي 3 ملايين دولار. تستخدم المجموعة هذه الموارد لتعزيز رؤيتها وأهدافها المتمثلة في الحرية والعدالة والمساواة.

تعمل مجموعة "الصوت اليهودي من أجل السلام" على دعم دعوة المجتمع المدني الفلسطيني للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل.

تدعم المجموعة فكرة محاسبة إسرائيل وأي حكومة تنتهك حقوق الإنسان، وتعتقد أن الدعم العسكري والمساعدات الدبلوماسية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل تساهم في استمرار الاحتلال والقمع الفلسطيني.

تشدد مجموعة "الصوت اليهودي من أجل السلام" على أن هدفها ليس ضد الشعب اليهودي بل ضد سياسات الحكومة الإسرائيلية والسياسات التي تؤدي إلى الاضطهاد والظلم. تعتبر المجموعة نفسها جزءًا من حركة المقاطعة العالمية وتسعى لتحقيق تغيير سياسي واجتماعي من خلال زيادة الوعي والضغط الشعبي ضد إسرائيل.

مواقف الصوت اليهودي من أجل السلام

دعم الرواية الفلسطينية

تدعم "الصوت اليهودي من أجل السلام" الرواية الفلسطينية عن "النكبة" (في إشارة إلى قيام دولة إسرائيل باعتبارها "كارثة")، وأن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض.

في يونيو/حزيران 2020، نشرت منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" في بوسطن رسماً كاريكاتورياً على صفحتها على فيسبوك يقول "أوقفوا سرقة الأراضي"، و"وقف تمويل الشرطة"، و"أوقفوا تمويل العنف من الولايات المتحدة ضد فلسطين".

رفض التمويل الأمريكي لإسرائيل

في سبتمبر/أيلول 2021، أطلقت مجموعة "الصوت اليهودي من أجل السلام" عريضة "قل لا لمليار دولار أخرى من التمويل العسكري لإسرائيل". ودعت العريضة أعضاء الكونجرس إلى معارضة مليار دولار إضافية من التمويل العسكري للقبة الحديدية للحكومة الإسرائيلية التي ستصوت عليها.

رفض إمداد إسرائيل بالسلاح

في أغسطس/آب 2021، وقعت المجموعة رسالة إلى الدول الأطراف في معاهدة تجارة الأسلحة، تدعو فيها إلى وضع حد لاستخدام إسرائيل سيئ السمعة للأسلحة والمعدات العسكرية من خلال فرض حظر شامل على الأسلحة على إسرائيل فوراً.

مقاطعة إسرائيل

في يونيو/حزيران 2019، أطلقت "الصوت اليهودي من أجل السلام" حملة "dropanyvision"، التي تهدف إلى الضغط على ميكروسوفت "لقطع كل استثمارات ميكروسوفت في AnyVision (الشركة الإسرائيلية).

في ديسمبر/كانون الأول 2016، حصلت "الصوت اليهودي من أجل السلام" على جائزة "المدافع عن الحرية" من مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR)، وهي منظمة مناهضة لإسرائيل تدعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد إسرائيل.

خطة الفصل العنصري

في يناير/كانون الأول 2020، أشارت "الصوت اليهودي من أجل السلام" إلى "خطة السلام" التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب على أنها "خطة فصل عنصري". وفقاً للحاخام أليسا وايز، نائب مدير "الصوت اليهودي من أجل السلام" الذي قال: "إنها حيلة إلهاء من قبل اثنين من دعاة الحرب الذين يمنحون الأولوية لحملاتهم الانتخابية الشخصية".

وأضاف الحاخام: "إن القانون الدولي والإجماع العالمي وعقوداً من السياسة الأمريكية تتفق على أن الأراضي الفلسطينية ليست من حق ترمب أن يتنازل عنها أو أن يسرقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

في فبراير/شباط 2022، نشرت منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" بياناً دافعت فيه عن تقرير نشرته منظمة العفو الدولية يتهم إسرائيل بالفصل العنصري.

الفلسطينيون ليسوا إرهابيين

في أغسطس/آب 2022، كانت "الصوت اليهودي من أجل السلام" من الموقّعين على رسالة موجهة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن تدين قرار الوزارة الإسرائيلية تصنيف ست منظمات غير حكومية فلسطينية منظماتٍ إرهابية.

في يناير/كانون الثاني 2017، أيدت "الصوت اليهودي من أجل السلام" حملة ضغط من أجل إطلاق سراح الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 30 عاماً بتهمة ترأس "منظمة إرهابية غير قانونية"، فضلاً عن تورطه في التخطيط للعديد من هجمات الجماعة مثل اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي.

دعمت "الصوت اليهودي من أجل السلام" الناشطة الفلسطينية الأمريكية رسمية عودة خلال إجراءات ترحيلها واستضافتها كمتحدثة مميزة في اجتماع العضوية الوطني لعام 2017.

ابتداءً من سبتمبر/أيلول 2015، شاركت "الصوت اليهودي من أجل السلام" في رعاية جولة محاضرات في الولايات المتحدة للناشط الفلسطيني باسم التميمي.

المسجد الأقصى مهدد

تتبنى "الصوت اليهودي من أجل السلام" فكرة أن المسجد الأقصى مهدد "بسبب تصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين، الذي تدعمه الشرطة والجيش الإسرائيليان" وأن إسرائيل "أججت نيران المقاومة الشعبية الفلسطينية من خلال تصعيد هجماتها ضد المسجد الأقصى".

دعم المقاومة

تقول "الصوت اليهودي من أجل السلام": "علينا أن نكون على استعداد لفعل أي شيء من أجل فلسطين، وليس فقط بالكلمات. علينا أن نكون مثل إخواننا، جنودنا في غزة، جنود المقاومة. حماس ليست إرهابية. إنهم الوحيدون الذين يقاتلون من أجل الفلسطينيين”.

إسرائيل مجرمة حرب

تقول "الصوت اليهودي من أجل السلام" إن فكرة "الإسرائيليين المدنيين" هي مجرد "أسطورة". لا يوجد مدنيون إسرائيليون، ويمكن معاملة جميع الإسرائيليين كجنود في ساحة المعركة: والمستوطنون الصهاينة هم إما جنود حاليون أو مستقبليون في احتياطيات قوات الاحتلال الإسرائيلي أو قدامى المحاربين. ويقولون إن مشاعر الإبادة الجماعية تجاه غير اليهود متأصلة في اليهودية.

في مارس/آذار 2021، رحّبت منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" بقرار المحكمة الجنائية الدولية بدء تحقيق رسمي في جرائم الحرب المزعومة التي ارتكبتها إسرائيل في دولة فلسطين.

إسرائيل العنصرية

في خطاب عام 2015 في جامعة ولاية بورتلاند، صرحت نائبة مدير "الصوت اليهودي من أجل السلام" السابقة سيسيلي سوراسكي أن العقيدة اليهودية التقليدية القائلة بأن اليهود يجب أن يكونوا "نوراً للأمم" "تستند إلى نظام التفوق العنصري والعرقي"، ويجب تفسيرها على أنها تبرير إلهي لـ"التطهير العرقي، وحتى الإبادة الجماعية".

تنشر "الصوت اليهودي من أجل السلام" وجهة نظر مفادها أن اليهود الذين يتعاطفون ولو بشكل عرضي مع إسرائيل يحركهم التفوق الأبيض، والشوفينية العنصرية اليهودية، والتفوق الديني.

دعمهم لحماس في طوفان الأقصى

في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي شهد اليوم الأول من عملية طوفان الأقصى، أصدرت المجموعة بياناً قالت فيه إن "مصدر كل هذا العنف" كان "الفصل العنصري والاحتلال الإسرائيلي وتواطؤ الولايات المتحدة في هذا القمع".

وفي مقابلات تلفزيونية، قال المدير التنفيذي للمجموعة ستيفاني فوكس والمديرة السياسية للمجموعة بيث ميلر: "إن إسرائيل كانت السبب الجذري للعنف". وقالت أرييل كورين، الناشطة البارزة في المجموعة، إنها تعتقد أن تصرفات حماس تتفق مع "حق الفلسطينيين في المقاومة".

وفي الأسابيع التي تلت الغزو والهجمات الوحشية على الفلسطينيين، نشطت فروع المجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي ورعت أو شاركت في رعاية العشرات من المسيرات المناهضة لإسرائيل في جميع أنحاء الولايات المتحدة. كما نظمت مسيرات في رود آيلاند، وفيلادلفيا، سانت لويس.

انتقادات صوت اليهود من أجل السلام

تعرضت منظمة "صوت اليهود من أجل السلام" لانتقادات من بعض الجماعات اليهودية الأخرى، إذ وُصِفت بأنها "معادية للسامية" وتهدف إلى "محو" وجود إسرائيل. وفي عام 2017، نُشرت مقالات في صحف مثل "هآرتس" و"تايمز أوف إسرائيل" تنتقد المنظمة وتشير إلى أنها تتخطى الحدود وتدعم أولئك الذين قد يؤذون إسرائيل.

تعرضت المنظمة أيضاً لانتقادات بسبب دعوتها لعودة رسمية، وهي عضو سابق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتي جرت إدانتها في الماضي بدورها في تفجير سوبر ماركت في القدس ومقتل إسرائيليين. وجرى توجيه انتقادات أخرى للمنظمة بسبب تصريحاتها الداعمة لبعض الشخصيات الفلسطينية المدانة.

كما تعرضت "صوت اليهود من أجل السلام" لانتقادات من قِبَل التقدميين اليهود وأعضاء مجتمع المثليين LGBTQ عندما عطّل بعض أعضائها موكب الاحتفال بإسرائيل في نيويورك.

تلك الاتهامات والانتقادات تُعد جزءاً من النقاشات والآراء المتنوعة بشأن الموقف تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية، وتعكس تباين الآراء داخل المجتمع اليهودي وبين الجماعات المختلفة.

TRT عربي